الرئيس لـ«شيخ الأزهر»: «سيسألنى الله عن تصويب الخطاب الدينى»
![الرئيس لـ«شيخ الأزهر»: «سيسألنى الله عن تصويب الخطاب الدينى»](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/371130_Large_20150714105433_15.jpg)
قال الرئيس عبدالفتاح السيسى إن الإسلام دين السلام والتسامح، ولا يمكن قبول من يدعون للقتل والتدمير تحت راية الإسلام، وشدد على أهمية ترجمة تعاليم الإسلام فى دستور حياة ومنهج عمل من أجل رفعة شأن الأمة الإسلامية.
وأضاف فى كلمته، خلال الاحتفال بليلة القدر أمس، أنه عندما تحدث العام الماضى فى ليلة القدر عن تحقيق ثورة دينية لم يكن الهدف اتخاذ إجراءات عنيفة، ولكن إحداث ثورة فى الفكر تتناسب مع العصر الذى نعيش فيه وتوضيح صورة الإسلام الحقيقية القائمة على أن الدين المعاملة.
كما وجه «السيسى» كلامه للدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، قائلاً: «أنتم مسئولون عن الخطاب الدينى، وسيسألنى الله عن تصويب الخطاب الدينى، وسأقول إننى قد بلغتكم أمام الأشهاد»، مؤكداً أنه غير قلق على الشباب من الفكر الإلحادى الذى ظهر مؤخراً لأنهم سيتراجعون عن هذا الفكر، ولكن يتخوف عليهم من التشدد وتحريف النصوص القرآنية.
وأكد أن الجهد المبذول فى هذا الشأن ليس كافياً، مشيراً إلى أن هناك مشكلة كبيرة فى فهم الدين بإخراجه عن سياقه السمح من خلال لىّ النصوص.
وأشار الرئيس إلى أن الله تعالى خلق الناس شعوباً وقبائل ليتعارفوا ويتعاونوا، منتقداً من يعتنقون الفكر المتشدد والمتعصب الذين يدعون للقتل والتخريب.
وطالب «السيسى» علماء الدين والمفكرين والمثقفين والإعلاميين والشعب بالمحافظة على الدولة المصرية وعدم الدخول فى أى قضايا خلافية بعيداً عن القضية الأساسية وهى الدفاع عن الدولة المصرية، وشدد على مهمة رجال الدين ومسئوليتهم لإنشاء قيم السلام والمحبة ونبذ الفرقة والتعصب والتشدد.
وكرم «السيسى» الفائزين فى مسابقتى القرآن الكريم الدولية الثانية والعشرين والمحلية التى نظمتهما وزارة الأوقاف، فى مختلف أجزاء القرآن الكريم وعددهم 11 متسابقاً من مصر وعدة دول إضافة إلى تكريم أصغر حافظ للقرآن من ذوى الاحتياجات الخاصة من محافظة الغربية.
من جانبه، طالب الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، المصريين بالتكاتف لمواجهة قوى الشر والطغيان التى تكيد للوطن، والعمل من أجل دحر الإرهاب الذى يذهب بأرواح الأبرياء، وأشاد بدور القوات المسلحة والشرطة فى الدفاع عن الوطن وبما قامت به القوات المسلحة فى سيناء لدحر الإرهاب، والثأر ممن سمَّاهم أعداء الحياة وخفافيش الظلام.[FirstQuote]
كما طالب المصريين بالاستفادة من دروس ليلة القدر بالاهتمام بالعمل بمعناه الشامل الدينى والدنيوى باعتبار ذلك واجباً شرعياً وتكليفاً لكل المسلمين بلا انفصام بين العمل والعبادة كما يخطئ البعض، مشيراً إلى اهتمام الإسلام بالعمل وورود كلمة العمل بمفهومها الشامل فى 370 آية فى القرآن الكريم.
وأشار الإمام الأكبر إلى أن الإسلام اعتبر العمل وإتقانه واجباً شرعياً طوال حياة المسلم وجعله فى مرتبة الجهاد فى سبيل الله من حيث الأجر، وذلك من أجل تحقيق نهضة واستقرار المجتمع، مطالباً المصريين ببذل الجهد والعرق لرفعة وطنهم واستعادة مجده وعزه، مشدداً على أن تقاضى مقابل دون عمل جاد متقن تشويه للعمل وأكل لأموال الشعب بالباطل حتى لو كان لقراءة القرآن فى وقت العمل، حيث من حق صاحب العمل اقتطاع قيمة ذلك الوقت مما يتقاضاه العامل.
وأكد الإمام الأكبر أن العمل هو حجر الزاوية للارتقاء بالشعوب، ويخطئ من يقول إن عمل الخير فى ليلة القدر هو الصلاة والعبادة فقط، مشيراً إلى أن هذا الاعتقاد الخاطئ يقع فيه كثير من المواطنين من الموظفين والعمال والتجار والعلماء متناسين أن العمل عبادة ويجب إتقانه.
وأوضح «الطيب» أن العمل فى الإسلام لا يصنف فى قائمة الحقوق الشخصية بل هو تكليف إلهى يصل إلى حد الوجوب فالعمل واجب شرعى يكلف به المسلم، وإذا كان الإسلام قد فرض العمل وحارب البطالة فقد نهى عن الكسل والتواكل كما نهى عن الغش وسرقة الوقت فى العمل، حتى إنه حرم أن يضيع لحظة واحدة من أوقات العمل، وكذلك الأجير إذا قرأ القرآن أثناء العمل وأضر بالعمل فمن حق صاحب العمل أن يأخذ حقه ويقاضيه أو يخصم من راتبه.
وقال شيخ الأزهر إن الواجب الشرعى يلقى على عاتقنا مهمة ثقيلة بأن نقدم كل ما نستطيع من الجهد والعرق لرفعة هذا الوطن، مشيراً إلى أن مصر تحتاج إلى كل قطرة عرق والأيادى الخشنة حتى تنهض من كبوتها وتتجاوز الظرف الراهن، وعلينا أن نتكاتف لمواجهة قوى الشر والإرهاب.
من جانبه، تعهد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بمواجهة كل دعاة الفكر المتشدد والظلامى واقتلاع جذورهم ومنع المتشددين وغير المتخصصين من اعتلاء المنابر وتصحيح المفاهيم المغلوطة وترجمة أعمال «الأوقاف» إلى ثلاث عشرة لغة ونشر سماحة الإسلام وحضارته الراقية، قائلاً: لا نخشى فى الله ولا فى الحق لومة لائم، إذ نؤمن إيماناً لا يداخله أدنى شك بعدالة قضيتنا، وأن مواجهة الفكر الإرهابى الظلامى المتطرف واجب شرعى ووطنى.
وأضاف «جمعة» أن المسابقة العالمية للقرآن الكريم استجابت لدعوة الرئيس لتشمل إلى جانب حفظ القرآن الكريم فهم معانيه وقيمه الأخلاقية، وهو ما حاز إعجاب وثناء المشاركين من مختلف دول العالم، وجعل كثيراً من المسابقات تحذو حذونا. وأضاف أننا نقدم اليوم نموذجاً خاصاً لطفل مصاب بالتوحد والإعاقة الذهنية لا يجيد نطق جملة أو جملتين من كلام الناس، غير أنه يحفظ القرآن الكريم كاملاً بأرقام آياته وسوره وأحزابه وأجزائه.
وأعلن عن تجديد أئمة «الأوقاف» الثقة فى الرئيس والدعاء له بكل السداد والتوفيق، والوقوف صفاً واحداً وجنباً إلى جنب مع قواتنا المسلحة الباسلة وأبناء الشرطة البواسل.