السيد البدوي: البرلمان سيكون حاضنا لكل أعضاء "الوطني" والتيار الإسلامي

السيد البدوي: البرلمان سيكون حاضنا لكل أعضاء "الوطني" والتيار الإسلامي
قال الدكتور السيد البدوي، رئيس حزب "الوفد"، إنه يتفق مع ما قاله المستشار نبيل صليب، رئيس لجنة الانتخابات السابق، بتأجيل الانتخابات، لأن من سينجح فيها هم فلول الحزب الوطني والإخوان، مضيفًا: "مجلس النواب المقبل، للأسف الشديد، سيكون حاضنًا لكل أعضاء الحزب الوطني القديم، وأنصار التيار الإسلامي، والأحزاب لن يكون لها نصيب كبير فيه، وهذا الأمر يهدد بأخطار كبيرة جدًا على مستقبل البلاد".
وأوضح "البدوي"، في حوار لـ"الوطن"، أن الخطر الأول المواجه للبرلمان، هو "أنك أمام برلمان غير متناسق، لأنك في حاجة إلى قوانين عاجلة في فترة زمنية قصيرة جدًا، فمصر تواجه تحديات اقتصادية هائلة، والتحدي الأكبر والأخطر من الإرهاب هو التحدي الاقتصادي، والعدالة الاجتماعية، فنهاية الإرهاب أمامي، أراها جيدًا وأنا غير قلق منه، خاصة أننا الآن نواجه فلول هذا الإرهاب، لكن التحدي الأكبر هو التحدي الاقتصادي، وما يترتب على تحقيق التنمية والرخاء، من رفع ظلم اجتماعي، وتحقيق العدالة الاجتماعية، هذا يحتاج إلى قوانين عاجلة ومدروسة بعناية شديدة جدًا، وبغير ذلك سنكون أمام برلمان يشكل فيه المستقلون على الأقل 70%، سواء كان الحزب الوطني القديم، أو تيارًا دينيًا، على اختلاف مسمياته، وإخوان متسللين غير معلومين لأحد إلا الأجهزة الأمنية، فأنا شخصيًا فوجئت أن عددًا كبيرًا من العاملين في شركتي إخوان، منهم أحد المستشارين الذين يعملون معي، ولم أعرف أنه إخوان إلا بعد وصول الجماعة إلى الحكم، والبرلمان المقبل سيكون فيه كل هذا".
وأضاف رئيس حزب الوفد، أن "الخطر الثاني يتمثل في عدم تحقيق الديمقراطية.. فإذا كنا نريد ديمقراطية حقيقية في الحياة السياسية في مصر، فلا بد من توفير مقوماتها، فالديمقراطية ترتكز على ركائز محددة، أي تعددية حزبية، وتداول سلطة، واحترام حقوق الإنسان والحريات العامة، ودون ذلك لن توجد ديمقراطية حقيقية، فلا يمكن تداول سلطة بين مستقلين ومستقلين، ففي البرلمان المقبل لن نجد من يشكل الحكومة، فهل يمكن أن تشكل الحكومة من مستقلين؟، لا يمكن ذلك في ظل نص الدستور على أن تشكل الحكومة من الأكثرية في البرلمان، ولن يكون هناك حزب في البرلمان المقبل حائز على أكثرية، لذا سنكون أمام مشكلة عدم القدرة على تشكيل حكومة، وتأسيس حياة ديمقراطية حقيقية، ففكرة المستبد العادل لم تعد تصلح لهذا الزمان، ولم تكن صالحة لأي زمان من الأزمنة".
وتابع: "نحن بعد ثورتين نحتاج إلى حياة ديمقراطية حقيقية، لكن في حقيقة الأمر فإن القوانين تسير عكس ما قامت من أجله الثورتان، قانون الانتخابات هو الذي همّش الأحزاب السياسية، فمن المعروف أن قانون الانتخابات بالنظام الفردي يأتي لصالح المستقلين وضد الأحزاب، فكل الدول التي حدث بها تحول ديمقراطي من نظام شمولي إلى نظام ديمقراطي بدأت بالقوائم، ونحن هنا في مصر نؤكد من اليوم الأول أن المقاعد الفردية لن تحمي البرلمان من تسلل الإخوان، وأن القوائم النسبية هي الشيء الوحيد المناسب لمصر بعد التحول الديمقراطي".
وأشار السيد البدوي، إلى أنه "إذا كانت هناك إرادة سياسية لقيام ديمقراطية حقيقية، فلا بد أن يكون هناك قانون انتخابات بنظام القوائم النسبية المفتوحة، فلو كانت الانتخابات أجريت بنظام القوائم النسبية، كان سيكون هناك تمثيل حزبي جيد داخل البرلمان، وكنا سنستمع إلى رأي 5 أو 6 أشخاص يعبرون عن الأحزاب في 10 أيام، ويصدر قانون مدروس متوازن يحقق مصلحة الدولة لأنه يدرس في الحزب خلال لجان متخصصة، لأن الفكرة ليست إجراء الانتخابات النيابية، لكن الفكرة الحقيقية هي أن يكون لدينا مجلس نواب حقيقي يعبر عن مصر في المرحلة الحالية".
وأكد أنه ليس مع تأجيل الانتخابات، موضحًا: "لكنني أقول إذا كان تأجيل الانتخابات سيؤدي بنا إلى تعديل قانون الانتخابات وإجرائها بنظام القوائم النسبية، فهذا سيكون محل ترحيب من الأحزاب والعالم كله، لأنه عندما يظهر البرلمان دون أحزاب سياسية، أو أن يكون تمثيلها به هامشيًا، فإن مثل هذا البرلمان سيكون مطعونًا في شكله من الناحية الديمقراطية أمام العالم كله، فمنذ أن بدأنا في إرهاصات إعداد الدستور الجديد، ونحن نتحدث عن القوائم النسبية، وقد تعرّضت شخصيًا لحرب شديدة بسبب حديثي عن القوائم من أعضاء الحزب الوطني المنحل، الذين يتبارزون من أجل البرلمان".