أهالى بولاق ومثلث ماسبيرو: «بإيدينا هنرمم بيوتنا»

أهالى بولاق ومثلث ماسبيرو: «بإيدينا هنرمم بيوتنا»
فى الوقت الذى يتحسّر فيه الجميع على «شقا العمر»، ويطالبون بالتعويض للخراب الذى حل على منازلهم عقب الانفجار المدوى بالقنصلية الإيطالية الذى امتد إلى عقارات مثلث ماسبيرو ببولاق أبوالعلا، لم تضع «هبة» يدها على جبينها لكنها قررت وجيرانها التصدى للإرهاب الغاشم والوقوف مع الدولة كتفاً بكتف ضده، بإصلاح ما أصاب العقار المتهالك من الخراب، دون انتظار «تعويض»، لأن الدمار بات حالة عامة يتذوق مرارته المسئول والمواطن سواء.
«هما فيهم اللى مكفيهم.. مش هنبقى إحنا والإرهاب عليهم»، بعيداً عن الشعارات التى تسمعها «هبة أبوالعلا» التى تعمل موظفة بشركة الكهرباء، عقب كل حادث إرهابى بأن «مصر تحارب الإرهاب» والشعب برفقة الدولة من أجل مستقبل أفضل، قررت السيدة الأربعينية أن تبرهن عملياً على صدق نيتها فى مساندة الوطن وقت الشدة، فبينما انشغل الغالبية بانتظار «التعويض» عن الأضرار التى أصابت العقارات وواجهات بعض المحال فى محيط موقع القنصلية، قررت السيدة الأربعينية وجيرانها إصلاح تلفيات العقار الذى تهشّمت نوافذه بالكامل، وتصدّعت جدرانه حتى «البلكونات» سقطت أجزاء كاملة منها، فقالت «فوراً جبنا العمال وبدأوا يشتغلوا.. هى الدولة هتعوض مين ولّا مين.. لازم كلنا نقف ضد الإرهاب بالأفعال، مش شوية هتافات».
أكثر من 4 آلاف جنيه كان مبلغ إصلاح الأضرار التى أصابت شقة «هبة» رغم اقتراب موسم العيد ويليه «هلة المدارس» التى تقتصد لها القليل من «مصروف البيت»، إلا أنها لم تفكر لحظة فى الجلوس والاتكال على الدولة لتعويض خسارتها، «هاستنى ليه وأنا عارفة الحل.. لسه هنصوت ونصرخ، الإرهاب عاوزنا نضعف، ولازم محدش فينا يديله الفرصة». لم تختلف وطنية «هبة» عن جارها «إبراهيم درويش» موظف حكومى، الذى أسهم معها فى جمع ثمن الإصلاحات من بقية الجيران، لاستكمال أعمال الترميم فى العقار، قائلاً: «لازم كلنا نستحمل ونشيل البلد، لحد إمتى هندفن راسنا فى الرمل ونقول مالناش دعوة، الإرهاب مش بيحارب رئيس، ده بيحارب شعب بحاله واحنا لو سكتنا مانزعلش لما نبقى زى سوريا والعراق».