فلتسقط «جروبات الماميز».. ولتحيا حرية الأمهات (5)
- التعاون الاقتصادي
- اللجنة الاقتصادية
- جنوب السودان
- العلاقات السودانية الإثيوبية
- الاقتصاد السوداني
- رئيس الوزراء الإثيوبي
- أبي أحمد
- الرئيس السوداني
- عمر البشير
- سد النهضة
- التعاون الاقتصادي
- اللجنة الاقتصادية
- جنوب السودان
- العلاقات السودانية الإثيوبية
- الاقتصاد السوداني
- رئيس الوزراء الإثيوبي
- أبي أحمد
- الرئيس السوداني
- عمر البشير
- سد النهضة
«طب وإيه الحل؟».
سؤال يطرح نفسه فى أى حديث يبدأ بين الأمهات حول كيفية مواجهة تأثيرات جروبات «الماميز» من الناحية الاجتماعية أو الناحية النفسية والتى بات بعضها يشكل ضغطاً كبيراً على الأمهات وأحياناً الطلبة، فالإجابة تبدو مبهمة بل وصعبة أشبه بالوقوف فى صحراء قاحلة مليئة بالجبال ننادى بصوت عالٍ: «ما الحل؟» وما نحصل عليه صدى الصوت فقط.
صعوبة الإجابة عن هذا السؤال تظهر فى أن أعضاء جروبات «الماميز» من الأمهات ليس كلهن من طبقة اجتماعية واحدة أو ينتمين إلى المستوى التعليمى والثقافى ذاته، فكل أم تمثل إرثاً ثقافياً وفكرياً مختلفاً تماماً عن غيرها، وبالتالى تقديم حلول موحدة ينجح تطبيقها مع الكل أمر صعب بل يكاد يكون خرافة لا يمكن تحقيقها إنسانياً.
ولكن من خلال بحث وقراءات ومناقشات مستمرة لمدة عام مع خبراء تربويين ونفسيين وعاملين فى المجال التعليمى من مدرسين وموجهين ومديرين فى مدارس متنوعة، تتكشف التفاصيل الصغيرة رويداً رويداً، وتفيد فى تقديم حلول حتى لو كانت بسيطة، وتصنع تلك الحلول لوحة فسيفساء جميلة من حكايات البشر وخبراتهم، القطع المكسورة فيها التى تتجاور وتلتصق، رغم اختلافها الشديد، ترمز إلى أن تجربة كل شخص، حتى لو كان بها بعض الألم، تستحق أن نرى بها الجمال، وأن تروى، وأن نستفيد منها.
هناك من الحلول ما هو خاص بالأمهات، وهناك ما هو خاص بالأبناء داخل المدرسة، فإذا بدأنا بالأبناء سنتحدث عن أن «الوعى التربوى لدى الأمهات» ضرورى بشكل يفوق الوصف عند إلحاق أبنائهن بالمدارس، والوعى هنا المقصود به أشياء كثيرة، الوعى بطبيعة الأطفال، وفهم طريقة تفكيرهم، وتفهم نفسيتهم، ومعرفة كيفية توجيه سلوكهم، وإدراك طبيعة كل مرحلة سنية، وتفاعلاتها الاجتماعية مع البيئة المحيطة، وأهم المشكلات التى يمكن مواجهتها عند كل مرحلة سنية، وطريقة حلها.
هذه النقطة وإن بدت بديهية، إلا أنها مهمة جداً، لأنها سبيل لتنفيذ حل آخر من الحلول المقترحة للتعامل مع جروبات «الماميز»، وهى «اكتساب القدرة الصحيحة على توجيه الطفل وسلوكه داخل المدرسة»، بل و«فهم طبيعة ونفسية أقرانه الذين يتعامل معهم». فهنا يمكن للأم، دون أن يصيبها أى خوف أو هلع، كما يحدث لبعض الأمهات «تحديد المواقف التى تمثل خطراً حقيقياً على سلوك الطفل ونفسيته»، و«تحديد المواقف التى لا تستدعى القلق، والتى يجب تركها تمر مرور الكرام ليتعلم منها الطفل».
كذلك تعتبر «دراسة وفهم خصائص نمو الأطفال العاطفية» فى مراحل نموهم العمرية المختلفة أمراً عظيماً، فالأطفال، بل وحتى بعض من المراهقين أحياناً، لا يفهمون أنفسهم أو يكونون غير قادرين على التعامل مع مشاعرهم وصراعاتهم الداخلية، لأنهم فى الحقيقة ما زالوا فى عملية تكوين وتشكيل شخصياتهم، وبالتالى فهم تلك الخصائص بالطبع يساعد فى عملية تربية وتوجيه الأبناء بشكل عام.
وفهم تلك الخصائص له دور مهم «تحديد الحلول المناسبة لأى شجار أو مشاحنة قد تحدث فى جروبات الماميز» وسببها الأبناء، فالأمهات -بناء على الدراسة والفهم- سيكون عليهن الرجوع خطوة واحدة للوراء؛ لتفهم وتقييم حقيقة مشاعر الابن ونفسيته والموقف الذى مر به، وسلوكه، وما الذى يستوجب فعله حقاً دون انفعال زائد، كما أن ذلك سيسهم فى «القضاء على نظرية نصرة ابنى ظالماً أو مظلوماً».
كذلك من المهم «فهم طبيعة المجتمع الدراسى»؛ ببساطة أن يعرف الأهل قبل الأبناء أن المدرسة مكان مختلف عن المنزل أو النادى أو بيت الأجداد، بل هى مجتمع كبير فيه ثقافات وأفكار مختلفة ومتنوعة، وأول خطوة للنجاح فى هذا المجتمع هى «معرفة حدودك جيداً»، و«قبول الآخر» المختلف، الذى قد يكون طلبة، مدرسين ومدرسات، إدارة مدرسية، أمهات الطلبة والطالبات.
و«قبول الاختلاف فى الأفكار أو الثقافة أو حتى الأخلاق ومواجهته بالحديث والشرح وإفهام الطفل» مهم جداً؛ لأنه يساعد الطفل فى بناء تكوينه النفسى بطريقة صحية وصحيحة، فعندما يكبر هذا الطفل ويخرج للمجتمع يستطيع التفاعل بسهولة مع المختلفين عنه دون أى صدمات نفسية، أما استخدام أسلوب الرفض أو التجنب مع المختلف، الذى يظهر فى مقولة بعض الأمهات: «لا تلعبوا مع ذاك الطفل / أو تلك الطفلة»، أو اتفاق بعض الأمهات على منع أطفالهن من اللعب مع طفل/طفلة معينة، فآثاره سلبية على الطفل قبل الآباء، ومما لا يعرفه البعض أن الرفض دليل على شعور المربى «الأب والأم» بالضعف الفكرى والثقافى والخوف من الآخر وتأثيره عليهم وعدم قدرتهم على مواجهته.
«مصروفات المدارس ليست وسيلة للتباهى والتفاخر»، مرة أخرى «مصروفات المدارس الغالية ليست وسيلة للتباهى»، فالمدرسة أولاً وأخيراً مكان للتعليم وكذلك التربية، فأن يتخرج الابن أو الابنة فى الجامعة ولديه شهادة محترمة ولكن بلا سلوك أو أخلاق طيبة بالضبط كأننى منحت ابنى مركباً فاخراً للقيادة فى البحر دون أن أعلمه معنى القيادة.. ماذا سيحدث؟ بالطبع سيغرق.
من الحقائق المهمة التى قد تحل نصف مشكلات «جروبات الماميز» فى ربوع مصر بل والكواكب المحيطة!، أن الهدف الأول والأخير من دخول تلك «الجروبات» الحصول على المعلومات المهمة بشأن اليوم الدراسى وأهم الواجبات المنزلية وتبادل الخبرات التعليمية، وهى نصيحة الكم الأكبر من المدرسين من مختلف المدارس، وهو جوهر تأسيس «جروبات الماميز» وليس الهدف مطلقاً التنافس أو إظهار أننى أفضل أم وأقوى أم، كما يحدث أحياناً، وهو ما سنناقشه فى مقال آخر.
قد يطرح أحدهم سؤالاً حائراً: لكن أنا لست بخبير تربوى لكى أتعلم كل ذاك؟.. بل متى وأين وكيف أتعلمه؟!، الحقيقة أن تعلم ذلك بات ضرورياً مع التطور الذى تشهده حياتنا بشكل عام وحياة أبنائنا كما قال أرسطو الفيلسوف اليونانى ببساطة: «جذور التربية مُرة ولكن ثمارها حلوة».
- التعاون الاقتصادي
- اللجنة الاقتصادية
- جنوب السودان
- العلاقات السودانية الإثيوبية
- الاقتصاد السوداني
- رئيس الوزراء الإثيوبي
- أبي أحمد
- الرئيس السوداني
- عمر البشير
- سد النهضة
- التعاون الاقتصادي
- اللجنة الاقتصادية
- جنوب السودان
- العلاقات السودانية الإثيوبية
- الاقتصاد السوداني
- رئيس الوزراء الإثيوبي
- أبي أحمد
- الرئيس السوداني
- عمر البشير
- سد النهضة