مخدرات أون لاين.. و«الديلر» إلكتروني!!

جمال حسين

جمال حسين

كاتب صحفي

من حقنا أن نفخر أن لدينا جهازاً لمكافحة المخدرات يعد من أقدم وأكفأ الأجهزة فى العالم، حيث كانت مصر من أوائل الدول فى التصدى لمشكلة المخدرات على مستوى العالم حين أنشأت فى 25 فبراير من عام 1929 إدارة متخصصة لمحاربة المتاجرين فى المواد المخدرة كأول جهاز مركزى متخصص فى مكافحة المخدرات فى العالم، وكان يتبع حكمدارية بوليس مدينة القاهرة ومقره العتبة.

أقول هذا بمناسبة نجاح وزارة الداخلية فى إحباط محاولة عصابة خطيرة إغراق سوق الكيف بكميات كبيرة من مخدر «اغتصاب الفتيات»، وترويجه عن طريق الديلر الإلكترونى بالغرف المظلمة والتى أثارت اهتمام الرأى العام خلال الأيام الماضية

المتهمان استوردا المخدر عبر مواقع إلكترونية دولية وقاما بتهريبه إلى مصر داخل عبوات تابعة لشركات النظافة بغرض التمويه لترويجه بين فئات الشباب وتحقيق أرباح مهولة.

ونحن بدورنا ندق ناقوس الخطر لكل الأسر والشباب والفتيات باتخاذ كل وسائل الحيطة والحذر حتى لا يكونوا صيداً سهلاً لمن لا دين لهم ولا خلاق.

الأخطر فى هذه القضية أنه تم جلب مخدر الاغتصاب من الخارج ليتم ترويجه «أون لاين» عن طريق «ديلر إلكترونى» قام بإنشاء صفحة على منصات التواصل الاجتماعى لترويج المخدرات والتعامل عبر الشات مع الزبائن والمدمنين.

هذه القضية أصابت الجميع بالذعر والهلع خلال الأيام الماضية بعد أن ضجت مواقع التواصل الاجتماعى بالحديث عن المخدر المعروف باسم GHB عقب الكشف عن عصابة يتزعمها أجنبى وصانعة محتوى عبر مواقع التواصل الاجتماعى وبحوزتهما شحنة كبيرة من ذلك المخدر المدمر تبلغ قيمتها 145 مليون جنيه.

وزارة الداخلية قالت فى بيان رسمى إن المتهمين استوردا المخدر عبر مواقع إلكترونية دولية وجرى تهريبه إلى مصر داخل عبوات تابعة لشركات النظافة بغرض التمويه لترويجه بين فئات الشباب وتحقيق أرباح غير مشروعة.

ولمن لا يعلم، فقد ظهر مخدر اغتصاب الفتيات على الساحة خلال اعترافات سفاح النساء الذى أكد استخدامه فى تخدير ضحاياه من الفتيات؛ لممارسة العلاقة معهن، ثم إنهاء حياتهن لما له من تأثير قوى فى إفقاد الضحية الإدراك، بالإضافة إلى تسببه فى فقدها ذاكرتها الحديثة، وعدم تذكرها ما تعرضت له من اعتداء جنسى، كما تردد اسم هذا المخدر فى قضية فتاة الفيرمونت.

نعم تزايد الإقبال عالمياً على ترويج المخدرات عبر الأسواق الإلكترونية بشبكة الإنترنت بين الأفراد وجماعات الجريمة المنظمة عن طريق «الديلر الإلكترونى»، وأصبح هناك اعتقاد سائد بأن شراء مخدرات على الشبكة المظلمة بنفس سهولة طلب فطائر البيتزا!!

وقد أظهر أحدث تقرير أصدره مكتب الأمم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة أن 300 مليون شخص يتعاطون المخدرات على مستوى العالم.. وأن أكثر من 3 ملايين حالات وفاة سنوياً بسبب تعاطى المخدّرات، معظمهم من الرجال، وأن هناك زيادة فى حجم المواد المخدرة.. وأكد التقرير أن عدد الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات ارتفع هذا العام إلى 300 مليون بزيادة 20 فى المائة عن العام الماضى وكشف التقرير أن إنتاج الكوكايين بلغ 2757 طناً.

وتشهد العديد من الدول انتشاراً كبيراً للمخدرات فى أوساط الشباب، حيث لم تعد الدول تحتاج إلى الأسلحة من أجل تدمير بلد آخر، بل عليها أن تغرقه بالمواد المخدرة.

وقد أثيرت خلال الأسبوع الماضى العديد من التساؤلات عن هوية مخدر اغتصاب الفتيات الذى أضيف جنائياً إلى جدول المخدرات فى مصر.. أقول إنه منشط قوى للجهاز العصبى بدأ استخدامه فى التخدير خلال العمليات الجراحية ويُستخدم مع مرضى النوم القهرى تحت إشراف الطبيب وتتسبب الجرعات الكبيرة منه فى فقدان الوعى وفقدان الذاكرة، لذلك يتم استخدامه فى اغتصاب الفتيات.. إننى أناشد كل أب وكل أم وأناشد دور العبادة ومراكز الشباب والمدارس والجامعات والمجلس القومى للمرأة أن يقوموا بتوعية وتحذير الشباب والفتيات من هذا المخدر الخطير، خاصة أنه عديم اللون والرائحة ويتسبب فى إضعاف قدرة الشخص على المقاومة أو الإدراك بعد إضافته إلى المشروبات دون علم الضحية ويسبب ضعف الوعى أو فقدانه وفقدان الذاكرة المؤقتة وصعوبة فى تذكر الأحداث والشعور بالتعب الشديد والارتباك.. حفظ الله أبناءنا من شر المخدرات.