نفتح الشباك ولا نقفله؟

سحر الجعارة

سحر الجعارة

كاتب صحفي

حين تتحدث عن ضوابط للظهور على السوشيال ميديا فأنت غالباً تلعب دور «الشرير» فى منظومة ثورة المعلومات والعالم الذى أصبح «قرية صغيرة»، وأنت بالضرورة مستبد وعميل وخطر على حرية التعبير.. وهكذا سوف تصبح هدفاً لكل أنواع «السوشيال ميديا» من الزعماء الذين احتلوا مكانتهم كـ«مؤثرين» بالبلطجة والألفاظ النابية والتطاول على الرموز والكبار لتحقيق معادلة قفز القرود على أكتاف العمالقة (ملحوظة: بعض المنصات لا تتخذ إجراءات رادعة ضد الألفاظ الخارجة).

وباعتبارى هدفاً قديماً للتكفيريين والإخوان وهواة الشهرة والمتربحين من الإساءة للدولة ونظام 30 يونيو، سوف أحاول أن أتناقش بهدوء وكل موضوعية حتى مع بعض هذه الفئات المارقة.

لا بد أن أبدأ من الصفحات الإخوانية التى تبث سمومها وتحاول احتلال عقول الشباب وغسل عقولهم وأتساءل: لماذا لا يتم حجب مواقع الإخوان مثل رصد والحرية والعدالة، وحجب قنواتهم الفضائية أيضاً عن مصر وهم فصيل سياسى لهم ثأر مع مصر والمصريين ويستخدمون كل أدوات التضليل والشتائم البذيئة؟ (راجع ألفاظ محمد ناصر وبهجت صابر نموذجاً).

يلى هؤلاء مباشرة التيار السلفى الذى يروج لكل الأفكار الإخوانية، مثل استحلال سرقة الآثار، (الركاز فى الأرض)، وتكفير بعض الفئات (العاملين بالسياحة وغير المحجبات نموذجاً).. ثم يعلنون معاداتهم السافرة لأجندة الدولة الإصلاحية، فيروجون لزواج القاصرات وتعدد الزوجات وختان الإناث وعدم الاختلاط فى الجامعات ويناهضون عمل المرأة.. وهؤلاء انضم إليهم من يحسبون أنفسهم «دعاة عصريين» فنشروا نفس أدوات الترهيب والترويع للمجتمع والناس.. ولم نحاسب حتى من كفَّر المسيحيين أكثر من مرة (عبدالله رشدى، سالم عبدالجليل)!!

معظم هذا الفصيل تعمَّد أن يمارس دور الرقيب و«الوصى على المجتمع»، بمهاجمة الفنون والسينما والتليفزيون والمهرجانات الفنية، وبدأت فوضى الأدوار بدروشة الأطباء الذين يتحدثون بكتاب الدين متناسين العلم.. ورجال الدين الذين يفتون فى الطب دون أدنى علم!

ومع تزايد حركة دروشة المجتمع كان لا بد أن تفرز السوشيال ميديا نماذج مثل فدوى مواهب ووسام شعيب كصورة عصرية من منى أبوشنب ليبدأ تيار من المرتزقة فى سب نساء مصر والطعن فى شرفهن.

وخرجت على الملأ قصص حقيقية للمرضى الذين ائتمنوا طبيبة على حرمة أجسادهن وأسرارهن.. وكأن المقصود هو تلويث سمعة نساء مصر استكمالاً لمسلسل تشويه كل ما هو جميل فى بلادى!

وتم توجيه تهمة نشر أخبار كاذبة وتكدير الأمن والسلم العام لصاحبة واقعة «حللوا لأولادكم تحليل DNA».. لكن ما أصاب وجه مصر من تشويه لن تمحوه أى عقوبة لهؤلاء مهما بلغت.

فإذا نظرت لظاهرة «الفيديو بلوجر» التى انتشرت على السوشيال ميديا سوف تجد أن المحتوى هو «عك بامتياز»، أى شخص بيفتى فى أى مجال دونما تخصص أو دراسة أو معرفة، من التى تقرأ الطالع وترد الحبيب إلى التخسيس والفاشون والإتيكيت وحتى التحليل السياسى والرقص والدين: (أى بضاعة تجيب فلوس).

وأشهر ما نعرفه عن فتيات تيك توك هو القضايا الشهيرة لمتهمات بخدش الآداب العامة والاتجار بالبشر، لكن على الأقل هؤلاء عوقبن بأكثر مما أضررن أنفسهن.. لكن الجميع كان يبحث عن الانتشار السريع وتحقيق الثروات «بعيداً عن أعين الضرائب».. وما أسهل «ركوب الترند» بالشتائم والبذاءات.

الآن (نفتح الشباك ولّا نقفله؟).. إذا طالبنا بضوابط على الشبكة العنكبوتية أصبحنا من هواة القمع أعداء الحرية.. وإذا تركناهم يستمر الضرب حتى لتهديد الأمن القومى للبلاد.

«أنا مع الحرية» مهما كان ثمنها أو تداعياتها السلبية.. لكنى أطالب -بكل قوتى- بحجب مواقع الإخوان عن مصر بقدر استطاعتنا.. فلا معنى لأن يكون أولادنا جمهوراً للأعداء.