"الوطن" تكشف مافيا التهريب عبر أنفاق غزة

كتب: عبدالقادر مبارك

"الوطن" تكشف مافيا التهريب عبر أنفاق غزة

"الوطن" تكشف مافيا التهريب عبر أنفاق غزة

استمرت عمليات التهريب إلى قطاع غزة، رغم التشديد الأمنى على المنطقة الحدودية وإنشاء المنطقة العازلة بعمق 1000 متر وإخلائها من السكان، حيث نشط المهربون خلال الفترة الأخيرة فى تهريب السلع وعلى رأسها «السجائر والمعسل»، نظراً لسهولة عملية نقل السلع إلى مدينة العريش التى لا تشترط سوى وجود سجل تجارى وفواتير خاصة بالشراء، خاصة أن القانون يسمح له بشراء أى كمية طالما يحمل سجلاً تجارياً وفاتورة شراء من المصدر. أحد العاملين بمجال التهريب إلى قطاع غزة، روى لـ«الوطن» طرق التهريب وما يواجهه المهربون خلال الرحلة التى تبدأ من العريش وتنتهى إلى الأنفاق بالمنطقة الحدودية، لافتاً إلى أنه بمجرد وصول السلع إلى العريش يبدأ التفكير فى كيفية تهريبها إلى رفح وهنا مكمن الخطورة، حيث تشهد المنطقة إجراءات أمنية مشددة وتفتيشاً دقيقاً للسيارات وأضاف: «نجازف بأرواحنا نظراً للتضييق الأمنى شرق العريش وإغلاق جميع الطرق المؤدية إلى منطقة دجنيه والسيارة تحمل حوالى مائة كرتونة سجائر، ولهذا يتم تهريب البضائع من العريش إلى شرقها عبوراً من طريق مطار العريش الدولى، حيث يتقاضى من يقوم بتهريبها من غرب طريق المطار إلى شرق الطريق، مسافة لا تزيد على 1 كيلو متر، 100 جنيه عن كل كرتونة، وتحمل السيارة مائة كرتونة. وأوضح أنه بمجرد عبور السيارة الجانب الآخر من طريق المطار يسلك المهربون الطرق الالتفافية البعيدة عن الأكمنة الأمنية حتى يصلوا إلى منطقة رفح ليتم تخزين البضاعة من السجائر والمعسل داخل أحد المنازل استعداداً لتهريبها إلى قطاع غزة عبر الأنفاق، فيما أكد مصدر فلسطينى أن عدداً من الأنفاق ما زالت تعمل تحت الأرض، ونظراً للتشديدات الأمنية المصرية فيكتفى المهربون بتهريب السجائر، حيث يتم إخراج ماسورة بلاستيك قطر 4 بوصة من النفق يقوم المهربون المصريون بوضع خرطوشة السجائر بالماسورة لتصل إلى أسفل النفق يستقبلها المهرب الفلسطينى بجمعها ونقلها إلى رفح الفلسطينية، وتستغرق كرتونة السجائر وقتاً طويلاً ليتم تهريبها بهذه الطريقة.[FirstQuote] وقال أحد المهربين إن الشاب الذى يعمل فى تهريب السجائر يتقاضى 1500 جنيه مقابل نقل عدد 2 كرتونة من المخزن إلى النفق، وتصل المسافة لحوالى 500 متر وهى أخطر منطقة، وقد يتعرض الشخص إلى الموت بطلق نارى لوجوده بالمنطقة العازلة، وأضاف: «عمليات توصيل البضاعة إلى النفق تتم فى فترات الليل ونظراً للقيمة المالية التى يتقاضاها الشاب فإن المهرب يجد كثيراً من الشباب الذين يعملون فى التهريب، نظراً للإغراءات التى يقدمها المهربون، خاصة فى ظل عدم وجود فرص عمل فى مدينة رفح وزيادة معدل البطالة بين الشباب، خاصة أن هامش الربح لكل كرتونة سجائر تصل إلى قطاع غزة يصل إلى عشرة آلاف جنيه، وهذا أدى إلى مجازفة الكثير من الشباب للعمل فى التهريب». فى حين أكد مصدر أمنى أنه فى حالة القبض على مهربى السجائر عبر الأنفاق قبل وصولهم إلى رفح منطقة الأنفاق تتم إحالتهم إلى النيابة بتهمة التهريب، ولكن المتهم يقدم للنيابة سجلاً تجارياً وفاتورة شراء من المصدر، فيكون قرار النيابة بإخلاء سبيله والإفراج عن البضاعة، وأضاف أنه رغم قيام الأجهزة الأمنية بإحباط محاولات كثيرة لتهريب كميات من السجائر إلى قطاع غزة عبر الأنفاق واعتراف عدد ممن تم ضبطهم بأنهم يقومون بتهريبها إلى قطاع غزة عبر الأنفاق، إلا أنه غالباً ما يتم إخلاء سبيلهم. ولفت مصدر قبلى، رفض ذكر اسمه، إلى أن عمليات التهريب تتم على نطاق واسع، مشيراً إلى أن الأنفاق الأرضية ما زالت تعمل بين قطاع غزة ومصر، رغم الانتهاء من إنشاء المنطقة العازلة بعمق 1 كيلو متر وإخلائها من السكان، وأضاف المصدر أن من يقوم بتهريب السجائر يمكنه أن يهرب أى شىء عبر الأنفاق، مشيراً إلى أن القضاء على الأنفاق لن يحدث إلا بفتح معبر رفح البرى على مدار الساعة ويخصص لعبور البضائع، عندها سيتوقف التهريب تلقائياً. وأوضحت مصادر فلسطينية أن مهربين من قطاع غزة يمتلكون أنفاقاً لم يتم تدميرها، ونسبتها 10% من الأنفاق التى تم تدميرها، وأضاف أن عدداً من أصحاب الأنفاق زاد من مسافتها لأكثر من 500 متر، ليصل طولها داخل الأراضى المصرية إلى 3 كيلومترات فى بعض الأحيان، تحسباً لاتساع المنطقة العازلة، وذكر نفس المصدر أن سعر علبة السجائر وصل إلى رقم خيالى، نظراً لصعوبة عمليات التهريب، حيث يصل سعر علبة السجائر إلى ما يعادل 70 جنيهاً للعلبة الواحدة، وتقوم حركة حماس بقطاع غزة بفرض ضريبة على كل علبة سجائر ما يعادل 8 جنيهات مصرية، وأفاد المصدر أن حركة حماس بقطاع غزة تحصل يومياً على ربع مليون شيكل، بما يعادل 500 ألف جنيه مصرى، قيمة الضرائب المفروضة على السجائر المهربة من مصر إلى قطاع غزة.