"السفير اللبنانية" تتناول تاريخ عمر الشريف وعلاقته بـ"ناصر" و"السادات"

كتب: محمد علي حسن

"السفير اللبنانية" تتناول تاريخ عمر الشريف وعلاقته بـ"ناصر" و"السادات"

"السفير اللبنانية" تتناول تاريخ عمر الشريف وعلاقته بـ"ناصر" و"السادات"

نعت صحيفة "السفير" اللبنانية الفنان العالمي عمر الشريف الذي رحل عن عالمنا اليوم، عن عمر ناهز 83 عامًا، مشيرة إلى أنه على الرغم من نجوميته العالمية وتألقه في هوليوود، معقل الفن السابع، فضَّل الممثل المصري عمر الشريف الموت على أرض الكنانة التي طالما أحبها، منهياً مسيرة حافلة من الأعمال السينمائية التي دخلت تاريخ الفنون من بابه الواسع. وأضافت الصحيفة اللبنانية أن "الشريف" حظي بشهرة عالمية بعد مشاركته خصوصًا في فيلم "لورانس العرب" وأدائه البطولة في فيلم "دكتور جيفاغو". ونقلت الصحيفة عن وكيل أعمال الفنان الراحل، ستيف كينيس، من لندن "توفي بعد ظهر اليوم جراء أزمة قلبية في القاهرة، كان قد نقل إلى مستشفى متخصص بمعالجة المرضى المصابين بالزهايمر". وتابعت الصحيفة أن الفنان الذي كان تزوج من "فاتنة الشاشة العربية" النجمة السينمائية فاتن حمامة والتي رحلت قبله بأشهر، كرر دومًا أنه لم يترك مصر، ولن يستطيع العيش خارجها تحت أي ظرف، حتى في ظل صعود الإسلاميين إلى الحكم في عهد محمد مرسي الذي لم يكمل سنته، مشدداً آنذاك على أنه سيعود إلى البلاد هو ونجله في غضون أيام. لم يكن الشريف بعيدًا عن السياسة بحكم ثقافته ومروحة علاقاته الواسعة بسياسيين عالميين، وهو الذي أعلن أن الرئيس الراحل أنور السادات استعان به للاتصال بالإسرائيليين. ولعل أبرز مواقفه السياسية التي تشهد لتواضعه وعودته عن الإساءة للرئيس الراحل جمال عبدالناصر، هو تراجعه عن اتهام عبدالناصر بالعمالة لأمريكا، خصوصًا أنه كان وصف "حبيب الملايين" بأنه ممثل بارع أثناء إلقاء خطبه. أما موقفه من ثورة يناير 2011، اختصره بقوله: "الثورة أفسدت مصر". وكما كان للنجم الراحل معجبون بالملايين على مدى المعمورة، بحكم أنه قدَّم أفلامًا عربية وإنجليزية عالمية، فقد كان له أعداء أيضًا من طراز كارهي الفنون، مثل تنظيم "القاعدة" الذي اتهم الشريف بالوثنية والصليبية وأهدر دمه. أدى الشريف عددًا من الأدوار في السينما الأمريكية ومن أشهر أدواره العالمية "دكتور جيفاغو" و"فتاة مرحة" و"لورانس العرب"، كما ترشح لجائزة الأوسكار ونال ثلاث جوائز "جولدن جلوب" وجائزة "سيزر". وأوضحت الصحيفة أن الشريف وُلد في الإسكندرية في أسرة ميسورة الحال لأب لبناني يُدعى جوزيف شلهوب يعمل بتجارة الأخشاب، هاجر من زحلة في لبنان إلى مصر في أوائل القرن العشرين، والدته كلير سعادة من أصل لبناني-سوري. بدأ النجم العالمي حياته الدراسية في كلية فيكتوريا الإنجليزية في الإسكندرية، حيث مارس الرياضة بانتظام، ومنها بدأ شغفه بالتمثيل أيضًا، ثم انضم إلى جامعة القاهرة حيث درس الرياضيات والفيزياء. بعد تخرجه من الكلية عمل لمدة 5 سنوات بتجارة الأخشاب مع والده قبل أن يقرر دراسة التمثيل في "الأكاديمية الملكية للفنون الدرامية" في لندن، أتته الفرصة للتمثيل بالفعل حين عرض عليه المخرج يوسف شاهين الفرصة لبطولة فيلمه الجديد "صراع في الوادي" في عام 1954 أمام فاتن حمامة، واختير له اسم "عُمر الشريف" الذي عرف به لبقية حياته. نجح الفيلم نجاحًا كبيرًا في شباك التذاكر وبسرعة تصاعدت نجوميته حيث شارك في الفترة من 1954 حتى عام 1962 في أكثر من عشرين فيلمًا سينمائيًا. ونشأت علاقة حب قوية بينه وبين "حمامة"، وتزوجها في عام 1955 بعد أن اعتنق الإسلام في نفس العام، وقاما معًا بالتمثيل في خمسة أفلام كان آخرها هو "نهر الحب". وفي عام 1962 كان ميعاده مع الشهرة العالمية للمرة الأولى حين وقع اختيار المخرج الإنجليزي ديفيد لين، عليه للقيام بدور في فيلمه الجديد "لورانس العرب". أصبح الفيلم فور إنتاجه أحد أفضل الأعمال السينمائية العالمية ويُعد من أفضل ما أنتجته السينما البريطانية على الإطلاق، وفورًا حاز أداء الشريف على ترشيح لجائزة الأوسكار لأفضل ممثل في دور مساعد وفاز عن نفس الدور بجائزة "الكرة الذهبية" رفيعة المستوى ومعهما على شهرة عالمية. توالت بعدها الأعمال السينمائية العالمية وبعدها بثلاث سنوات كان ميعاده مع أحد أشهر أدواره في "الدكتور زيفاجو" من إخراج ديفيد لين، حيث فاز عن دوره بجائزة "الكرة الذهبية" للمرة الثانية لأفضل ممثل في دور رئيسي. قرر أن يستقر في أوروبا في عام 1965 بشكل نهائي، الأمر الذي أثر على زواجه من حمامة، وأدى إلى انفصالهما في عام 1966 ثم طلاقهما بشكل نهائي في عام 1974. ومن الستينيات حتى بداية التسعينيات، ظل مقيمًا خارج مصر ومنشغلًا بأدواره العالمية في السينما الأمريكية والأوروبية التي قدم خلالها أدوارًا كثيرة ومتنوعة بين الحربي والدرامي والكوميدي. واستقر بشكل نهائي في مصر في بداية التسعينيات، وخلال مشواره الفني الطويل والمميز حصل على عدد من أرفع الجوائز السينمائية قاطبًة، لم يتزوج ثانية منذ انفصاله عن حمامة وله من زواجه منها ابن واحد هو طارق وله حفيدان هما عمر وكريم.