بالصور| "صراع في الوادي".. أول طريق "الشريف" لـ"العالمية" و"حب العمر"

كتب: دينا عبدالخالق

بالصور| "صراع في الوادي".. أول طريق "الشريف" لـ"العالمية" و"حب العمر"

بالصور| "صراع في الوادي".. أول طريق "الشريف" لـ"العالمية" و"حب العمر"

لم يكن صراعًا عاديًا، فالشاب الذي لم يتجاوز عمره 25 عامًا، والمتخرج من كلية الزراع، قرر مساعدة أهالي قريته، لتحسين نوعية القصب التي يزرعونها، ما أثار غضب الباشا وقتها، ودفعه لإغراق المزروعات، ما فتح الباب لخوضه "صراع في الوادي"، ليكون دور الشاب أحمد، أولى خطوات الشريف في سلم النجاح، والشهرة والبطولات المطلقة فيما بعد. رغم أن اسم الفيلم حمل كلمة "صراع"، إلا أنه كان أشبه بالمهد الناعم الذي فتح الباب على مصراعيه للفنان الراحل عمر الشريف، لدخول السينما المصرية، وبداية "حب العمر" مع الفنانة الراحلة فاتن حمامة، اللذان يعدان الثنائي الأشهر في تاريخ السينما المصرية. اختيار عمر الشريف لأداء دور أحمد، جاء بطريقة مختلفة عن باقي الممثلين، لكونه الدور الأول له في حياته، قبل أي أعمال ثانوية، حيث غامر به المخرج يوسف شاهين، الذي جمعتهما سنوات الدراسة في كلية فيكتوريا، وكان يعلم بحبه الشديد للتمثيل، بعد أن لفت أنظار زملائه وأساتذته بالكلية، من خلال أدوار بسيطة على المسرح المدرسي، لذلك قرر تقديمه لفاتن حمامة، التي كانت بطلة العمل، وأحد أهم النجمات وقتها، ووافقت عليه لأداء الدور أمامها، ليتم تغيير اسمه من "ميشيل شلهوب" إلى "عُمر الشريف"، الذي ظل حامله لبقية حياته. تدور أحداث الفيلم قبل ثورة 23 يوليو، في أحد الوديان بصعيد مصر، وجسد الشريف دور المهندس الزراعي الشاب "أحمد"، ابن "صابر" ناظر الزراعة عبدالوارث عسر، الذي يبدأ تحسين نوعية القصب المزروعة، لتحسين نوعية الإنتاج، فتتعاقد شركة السكر معهم بدلا من الباشا الإقطاعي، الذي يؤدي دوره "زكي رستم"، ما يثير غضبه ويتآمر مع ابن أخيه رياض "فريد شوقي"، على تدمير محاصيلهم عبر فتح السد وإغراق المزروعات، ويقتل رياض الشيخ عبدالصمد، ويتهم ناظر الزراعة والد أحمد الذي يرتبط بعلاقة عاطفية مع آمال "فاتن حمامة" ابنة الباشا، ومن ثم يطارد سليم "مدي غيث" ابن القتيل المهندس الزراعي طلبا للثأر، لكن أحمد يحاول إثبات براءة والده لكنه يفشل، ويتم إعدام صابر، وتتأزم الأمور عندما يرفض الباشا زواج ابنته من رياض؛ ما يدفع رياض إلى التهديد بإبلاغ البوليس، ويقتل رياض عمه، ويعترف الباشا بجرائمه قبل أن يموت ويتم القبض على رياض. عرض الفيلم في السينما عام 1954، من إنتاج جبرائيل تلحمي، وإخراج يوسف شاهين، وتأليف علي الزرقاني، وقصة وسيناريو وحوار حلمي حليم، ولاقى وقتها نجاحًا جماهيريًا كبيرًا وقبولًا لدى النقاد، وظل جانبًا مضيئًا في حياة نجومه حتى الآن. حمل الفيلم مشهدًا، كان واحدًا من الأكثر اللقطات التي فجرت جدلًا كبيرًا في السينما المصرية، والذي فضح قصة الحب الكامنة بين عمر الشريف وفاتن حمامة، من خلال "القبلة" التي جمعتهما سويًا، في مشهد إصابته بطلق ناري، ليسقط على ظهره وينزف، فتحتضنه البطلة، وتخرج عن السيناريو لتقبله قبلة طويلة، لتعلن بعدها بفترة فاتن حمامة، انفصالها عن زوجها المخرج عزالدين ذوالفقار والد ابنتها نادية، وخطبتها على عمر الشريف، ليكون الفيلم بداية حياة جديدة وعلاقة عاطفية قوية هادئة متينة، ظلت مكانتها في قلوبهما على الرغم من انفصالهما، إضافة إلى الانطلاق نحو عالم التمثيل والعالمية فيما بعد. يذكر أن الفنان العالمي عمر الشريف، توفي عصر اليوم في مستشفى بهمان في حلوان بالقاهرة، عن عمر ناهز 83 عامًا، بعد امتناعه عن تناول الطعام منذ 3 أيام.