الرجل العصبي.. الوجه الآخر لهدوء عمر الشريف

استقر بتاجر الأخشاب اللبناني "ديمترى شهلوب" المقام في الإسكندرية منتصف القرن الماضى، ولم يكن يحلم لابنه ميشيل بأكثر من أن يساعده في تجارته عقب إنهاء دراسته، إلا أن الابن الصغير كانت له أحلاما أخرى تقذف به إلى شاطئ التمثيل. ونجح ميشيل، وهو دون الخامسة عشر من عمره، أن يلفت أنظار زملائه وأساتذته بكلية فيكتوريا إلى موهبته المبكرة، بعد أن قدم على المسرح المدرسى الذي عشقه عديد من التجارب الناجحة. وخلال سنوات قليلة، جاءت الفرصة الأولى التى يقف البعض فى انتظارها لسنوات لميشيل ديمترى شهلوب على طبق من ذهب حين اختاره المخرج يوسف شاهين، الذى جمعته به سنوات الدراسة فى كلية فيكتوريا ليلعب بطولة فيلم صراع فى الوادى أمام فاتن حمامة، وكانت إحدى أهم نجمات السينما. وحقق ميشيل نجومية كبيرة، جعلته ينطلق بموهبته من المحلية الى العالمية، وأصبح عمر الشريف النجم العربى الوحيد الذى استطاع أن يحقق العالمية من خلال احترافه فى السينما الأمريكية هوليوود. وعلى الرغم من اشتهار عمر الشريف على الشاشة من خلال أفلامه الأجنبية بشخصية الرجل الهادئ والغامض واللطيف والمحبوب للنساء، فإنه أظهر وجها آخر بعيدا عن الشاشة، وهو الرجل العصبي. في مهرجان الدوحة السينمائي في 27 أكتوبر 2011 فقد عمر الشريف أعصابه خلال المهرجان، وقيل إنه اعتدى على صحفية معجبة كانت تريد التقاط صورة معه، طالبا منها أن تنتظر دورها. وتجمهر العديد من المصورين والإعلاميين حول النجم عمر الشريف، لتغطية فعاليات "مهرجان الدوحة السينمائي"، ومن بينهم كانت الصحفية. ثوان مرت واقتربت منه شابة طالبة صورة لها بجانبه، فلبى طلبها سريعاً وهو يبتسم، ما شجع الصحفية المعجبة على الاقتراب بدورها لتطلب الشيء نفسه أيضاً، لكن بطل فيلم "صراع في الوادي" بدأ في تلك اللحظة يهم بتلبية طلب المصورين بالتقاط صور له على انفراد، فاهتاجت أعصابه حين قاطعته الصحفية. وفي أقل من ثانيتين تغير عمر الشريف وانفلتت أعصابه أمامها غاضباً لدخولها على الخط، فوبخها طالباً منها إفساح المجال لأخذ دورها، وبعد ذلك تأسفت االصحفية والتقطت الصورة مع الشريف، وكأن شيئاً لم يحصل. عمر الشريف لديه تاريخ حافل بالأحداث المشابهة بسبب عصبيته، في العام 2003 اتهم بالاعتداء على شرطي في كازينو في باريس، واتهم في عام 2007 بالاعتداء على مسؤول عن رَكن السيارات في بيفرلي هيلز. وتلقى الشريف حكما بالسجن مع وقف التنفيذ لمدة شهر واحد لضرب ضابط شرطة في كازينو في باريس في أغسطس 2003، وتم تغريمه بما يعادل 1700 دولار في 13 فبراير 2007، بسبب الاعتداء على مسؤول وكسر أنفه في مواقف سيارات بيفرلي هيلز. يذكر أن الفنان العالمي عمر الشريف، توفي عصر اليوم في مستشفى بهمان في حلوان بالقاهرة، عن عمر ناهز 83 عامًا، بعد امتناعه عن تناول الطعام منذ 3 أيام.