رمضان فى حضرة السيدة نفيسة: روحانيات تتجلى و«سهرة صباحى»

كتب: محمود عبدالرحمن

رمضان فى حضرة السيدة نفيسة: روحانيات تتجلى و«سهرة صباحى»

رمضان فى حضرة السيدة نفيسة: روحانيات تتجلى و«سهرة صباحى»

«الناس بتفطر فى بيوتها وبتيجى جرى على هنا علشان تشرب الشاى وتغير جو وبعدين يقوموا يصلوا العشاء والتراويح، وبعد الصلاة ما تخلص متعرفش تحط رجلك فى الميدان من زحمة الزباين»، هكذا يصف محمود إبراهيم، صاحب مقهى مجاور لمسجد السيدة نفيسة بالقاهرة، المشهد المحلق حول مقام السيدة نفيسة، روحانيات رمضان تتجلى على المنطقة المحيطة بالمسجد، ولعل ذلك هو الدافع الرئيسى لمجىء المئات من الزبائن بشكل يومى إلى المكان، بالإضافة إلى أن الشهر الكريم يعتبر موسم كسب رزق لكافة العاملين بجوار المسجد الذين ينتظرونه كل عام لتحسين حالتهم المادية. كراسى بلاستيكية مختلفة الأشكال والألوان تُرص وتلتف حول مناضد صغيرة موزعة على طرقات وممرات الميدان المواجه للباب الرئيسى لمسجد السيدة نفيسة، يجلس عليها فئات عمرية مختلفة وسط تحركات الباعة الجائلين. يقول أحمد عبدالمرضى، محاسب، إنه يحرص على أداء صلاة التراويح يومياً فى مسجد السيدة نفيسة، نظراً لحالة الهدوء التى يشعر بها فى الصلاة، بعدها يخرج لميدان المسجد لقضاء سهرة رمضانية مع زوجته وأبنائه الثلاثة وتناول السحور: «لما باجى هنا باحس إن فيه رمضان بجد، لأن كل حاجة فى المكان بتعبر عن الشهر الكريم، سواء إضاءة المسجد أو استعدادات المطاعم والقهاوى أو حتى هوا المكان»، ويضيف: «مضايقات الباعة الجائلين وتردد المتسولين هو فقط ما يفسد على الجالسين فى الميدان لحظات الهدوء التى يجيئون من أجلها، وعلى الرغم من ذلك لا أترك المكان إلا بعد تناول السحور وصلاة الفجر ثم العودة إلى بيتى فى الدقى». لا يختلف الأمر كثيراً عند أدهم عزت، مدرس لغة عربية، حيث يأتى من «روض الفرج» إلى مسجد السيدة نفيسة لأداء صلاة العشاء والتراويح، ثم قضاء السهرة داخل ميدان السيدة، لكنه لا ينتظر حتى صلاة الفجر بسبب ظروف عمله التى تبدأ فى الثامنة صباحاً فى مدرسة بروض الفرج. ألسنة لهب منخفضة تنبعث من أسفل «قدرة» فول بجوار عدد من الأوانى المملوءة بالسلطة والباذنجان المخلل وأقفاص العيش التى تتوزع على سور صغير داخل قلب ميدان السيدة نفيسة، حيث يبدأ الحاج فتحى سهرته اليومية فى تقديم سحور ضيوف «السيدة» من عربة الفول التى يمتلكها، ويقول: «الناس مبتبقاش جعانة ولا حاجة، بس نسمة الهوا الربانية والروحانيات واللمة بتخليهم يطلبوا أكل، ورغم الزحمة فالأمور بتمشى من غير مشاكل»، ويضيف: «فترة السحور ضيقة جداً بتبدأ 11 مساء بعد انتهاء صلاة التراويح حتى 3 صباحاً قبل أذان الفجر بدقائق، ودا خلانى أجيب شباب يساعدونى فى رمضان لأنه موسم وزحمة بس بركته كتير».