م الآخر: رمضانيات !!!

م الآخر: رمضانيات !!!
كل عام والجميع بصحة وسعادة، هذا هو شهر العائلة.
يطل علينا الشهر الكريم بنسمات خير وأمل لغد أفضل، الجميع يتسابق لفعل الخير لينال الحسنات وتسود روح المحبة والإخاء، ويتبرع الأغنياء حتى يستطيع الجميع أن يكون في مرتبة واحدة في هذه الأيام المباركة. لكن نكهة رمضان في الأعوام الثلاثة السابقة اختلفت عن نكهتها في أعوام كثيرة ماضية.
بالرجوع إلى الذكريات، فإن الاحتفالات بالشهر الكريم كانت تسبقه بأيام وأسابيع، حيث كانت الشوارع تتسابق فيما بينها على تعليق أبهى أنواع الزينة الرمضانية، مختلطة بأنواع مختلفة من الإضاءة التي تنير الشارع عند انطلاق مدفع الإفطار.
نسمات الشهر الكريم كانت تطل مسبقا قبل ميعاده .. الجميع في تسابق علي فعل الخيرات.. البيوت علي اهبة الاستعداد،، فوانيس للأطفال، طعام بكثرة استعدادا للولائم اليومية والعزومات الشبه يومية.
دائماً كان اليوم الأول ماكان هو يوم العائلة، حيث يأتي للبيت الكبير في أي عائلة مصرية الأبناء والأحفاد وبعض أولاد الأحفاد ليملأوا البيت سعادة ونشاط، وتتسابق السيدات على صناعة كل أنواع الطعام لكل أفراد العائلة.
يظل الجد يلعب مع أحفاده طيلة نهار اليوم الأول، ورجال العائلة يتكلمون عن حياتهم وأشغالهم وقد يتخلل الحديث عن كرة القدم وعن كل شيء إلا السياسة.
تمتلئ المائدة بكل أنواع الطعام، ويجلس الجميع بانتظار انطلاق المدفع، ثم يهم الجميع بالأكل، ويظل الجد بتوزيع الطعام على الأحفاد، ويحمسهم على اكل كل ماهو أخضر وماهو يابس حتى لا يتبقى شيء للغد.
ينطلق الأطفال بالشوارع مع فوانيسهم، يتركهم آباءهم وأمهاتهم يلعبون، حيث يعرفون أن الأمان والأمن شيء طبيعي في بلدهم، لم يتواجد الخوف، ولم يتواجد إحساس القلق، حيث إن الحارة والشارع هما بيوت آمنة لكل طفل، مثلها مثل داخل بيته تماما.
تنطلق المساجد بتكبيرات صلاة العشاء، ويندفع الجميع للمساجد لتلبية النداء، الأطفال يتسابقون بجانب آبائهم لتلبية شعائر رمضان وصلاة التراويح..إنه شهر الصلاة، شهر الحسنات، شهر المحبة، شهر العائلة.
ليل رمضان دائماً مضيء، ليل رمضان دائما موعد للأصدقاء والأقارب والأهل للقاء ونسيان المشكلات. ليل رمضان المضيء في شوارع الحسين وشارع المعز والمنطقة الفاطمية، القهاوي ومجالس السمر تستمر حتى مطلع الفجر.
إنه رمضان ياسادة الذي فقدناه مع تقدم التكنولوجيا، إنه رمضان الذي كان الأطفال ينتظرون فيه مسلسل سلاحف النينجا على القناة الثالثة أو بكار على القناة الأولى.
إنه رمضان يا سادة الذي كنّا نجلس بانتظار الشيخ الشعراوي رحمة الله عليه قبل الإفطار لكي نتعظ ونتعلم من أجمل أحاديثه عن تفسير القرآن الكريم.
إنه رمضان يا سادة الذي كنّا لا نهنئ فيه أقاربنا وأهلنا عن طريق الفيس بوك وتويتر والآيفون والآيباد.
إنه رمضان شهر اللمة وشهر المحبة، رمضان الذي ضاع كمثل أشياء ضاعت وسط زحام الطريق.
انطفأت الأنوار في الشوارع، حيث إن الكهرباء غير موجودة، وتفرقت اللمة بغير رجعة، انشغل الصغير والكبير عن أداء واجب الأهل وواجب الله (إلا من رحم ربي).
رجعوا رمضان بتاع بوجي وطمطم، رجعوا عم فؤاد، رجعوا فوازير نيللي وشريهان، إقفلوا الفيس ومتدفعوش فواتير تليفوناتكم، صلوا أرحامكم، فإنها خير أيام العام وأقربها إلى الله.