دعاء فتية أهل الكهف

كتب: زياد السويفى

دعاء فتية أهل الكهف

دعاء فتية أهل الكهف

تدلّ هذه الآية على كمال ووحدانية الله عز وجل، وأن آياته لم تخلق عبثا، فنزلت دليلا على كل شيء في الوجود، كما تقص نبأ ما قبلنا وخبر ما بعدنا، وأن الله تعالى قريب من العبد ما دام العبد في رجائه، فالله أرحم بعباده من الأمهات التي أنجبتهم. قال الله تعالى: "رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا"، الكهف، ويخبر ربنا تبارك وتعالى عن أولئك الفتية الذين فرّوا بدينهم من قومهم لئلا يفتنوهم عنه، فهربوا منهم، فلجأوا إلى غارٍ في جبل ليختفوا عن قومهم، فقالوا حين دخلوا سائلين اللَّه تعالى من رحمته ولطفه: ﴿رَبَّنَا آتِنَا﴾. وأفادت هذه الآية أن وظيفة المؤمن التفكر في جميع آيات اللَّه التي دعا اللَّه تعالى العباد إلى التفكر فيها، والمنبثقة في ملكوت السموات والأرض، وأن كل آية تدلّ على كمال وحدانيته جلّ وعلا، وأن آياته لم تخلق عبثا، وإنما فيها من بديع الحكم ما يستنير منها أهل الإيمان، فيزدادون إيمانا وهدى، ومفتاح إلى طريق كسب العلم والمعرفة، واليقين إلى كسب العلم والمعرفة.