«الوطن» فى رحلة بأحد القطارات المكيفة.. «ادفع كتير نخدمك قليل»

«الوطن» فى رحلة بأحد القطارات المكيفة.. «ادفع كتير نخدمك قليل»
فى تمام الساعة التاسعة والنصف، يجلس على رصيف محطة قطار رمسيس رجل سبعينى، يحمل حقيبة سوداء، يرتدى جلباباً رمادى اللون، وبوجه تخطه لحية خفيفة ذات شعر أبيض، فى مقابله يقف على الرصيف القطار المكيف 911 المتجه إلى الإسكندرية، فيقول الرجل للشخص المرافق له ويجلس بجواره «هو ده قطر إسكندرية بتاع الأغنياء، ما نعرفش نركبه إحنا ده، مش بتاعنا، يلا نروح نشوف قطر الغلابة»، قال هذه الكلمات ثم انصرف.
يجلس المسافرون على المقاعد فى انتظار اقتراب موعد تحرك القطار، من بينهم يجلس محمد كمال الذى يعمل موظفاً بأحد المصالح الحكومية، فيقول إن الزيادة التى تمت زيادتها خلال الأيام القليلة الماضية، إنها زيادة عالية حتى على ركاب هذا القطار، فالارتفاع يمكن أن يتم ولكن بنسبة أقل من ذلك، مشيراً إلى أن هناك العديد من المواطنين الذين يسافرون بصورة شبه يومية، والبعض الآخر يسافر أسبوعياً عن طريق القطار، والزيادة المقررة تؤثر على ميزانية هذه الأفراد، خاصة مع زيادة الأجور فى المقابل. قائلاً: «الحمد لله ما قربوش من القطر العادى بتاع الغلابة، بس هما كمان ظلموا الناس فى القطر المكيف».
يوضح محمد كمال، الرجل الأربعينى، أن القطار يقدم خدمات جيدة، لكن المواطن البسيط لا ينظر إلى ذلك، فهو ينظر دائماً إلى التكلفة التى تفرض عليه، وقدرته على التكيف مع هذه الزيادة أم لا، مضيفاً أنه لا يمكنه ركوب القطار المكيف بصورة منتظمة أثناء رجوعه إلى طنطا، قائلاً: «إحنا ما نقدرش ندفع المبالغ دى، وأنا هركب القطر دلوقتى مضطر عشان لازم أرجع دلوقتى ومفيش قطر تانى فى التوقيت ده»، مشيراً إلى أن الزيادة على أسعار التذاكر جاءت بما يقرب من 40%، وهى زيادة كبيرة مقارنة بأحوال الناس.
لم يختلف كثيراً قطار القاهرة - إسكندرية فى درجتيه الأولى والثانية المكيفتين، عن باقى قطارات خطوط السكك الحديد فى مصر، من حيث وجود الباعة الجائلين، فأثناء الرحلة، يمر بعض الأشخاص الذين يحملون بعض الكتب والمصاحف وآيات قرآنية ومجموعة من المسابح والعطور.
يختلف الجميع حول الخدمات المقدمة داخل القطار، سواء من حيث التكييف وجودة تشغيله ونظافة الحمامات، حيث يرى البعض أنها فى حالة جيدة، فيما يقول البعض إنها رديئة، وإن درجة حرارة التكييف لا تناسب الركاب، فهى إما شديدة البرودة أو شديدة الحرارة.
داخل إحدى عربات الدرجة الأولى، كان يجلس صلاح هاشم، الرجل الخمسينى، الذى أثنى على جودة القطار وحالته من الداخل، ويقول «صلاح» عن ارتفاع سعر تذكرة القطار خلال هذه الأيام مقابل الخدمة التى توفرها هيئة السكك الحديدية داخل القطار، إن الارتفاع الذى شهدته القطارات المكيفة لن يؤثر على طبقة محدودى الداخل، فهذه القطارات مخصصة لمن يمتلك ثمن التذكرة، التى تقدم خدمة جيدة فى مقابل الثمن المدفوع قبل الركوب.
يوضح «صلاح» أن من حق الدولة رؤية زيادة أسعار التذاكر، خاصة إذا كانت فى المقابل تعمل على توفير خدمة جيدة، قائلاً: «مين اللى هيسدد ثمن الصيانة والتجديدات اللى بيتم عملها، اللى قادر يركب القطر هيركبه، واللى مش قادر يركبه فى قطارات أقل منه ومتوفرة»، مشيراً إلى أن السكة الحديد لم تمس أسعار التذاكر الخاصة بمحدودى الدخل، وهو ما يعنى أن هناك فهماً واضحاً لشرائح المجتمع المختلفة.
من ناحية أخرى، تقول أميرة مصطفى، التى تحدثت عن قطار خط «القاهرة - بورسعيد» المكيف، الذى تركبه يومياً من محطة منيا القمح إلى القاهرة، إن خط «القاهرة - إسكندرية» يعد أفضل كثيراً من خط «القاهرة - بورسعيد»، موضحة أن الخدمة المقدمة به لا تتناسب مع الزيادة التى تمت إقرارها، قائلة: «يروحوا يشوفوا قطر القاهرة - بورسعيد، التكييف معظم الوقت مش شغال، والمياه بتاعته بتنقط على الركاب، عكس قطار إسكندرية تماماً».