دور ألمانيا في أزمة اليونان.. "علاقة عمرها 74 عاما"

كتب: أحمد محمد عبدالباسط

دور ألمانيا في أزمة اليونان.. "علاقة عمرها 74 عاما"

دور ألمانيا في أزمة اليونان.. "علاقة عمرها 74 عاما"

تعيش ألمانيا منذ فترة طويلة مرحلة من أزهى عصورها الاقتصادية، ما دفع الجميع إلى أن يراها عملاقًا اقتصاديًا بين دول الاتحاد الأوروبي، لها اليد العليا في تحديد مصير باقي الدول، تبلور ذلك جيدًا في أزمة اليونان الاقتصادية. تلعب ألمانيا دورًا بارزًا فيما وصلت إليه اليونان الآن، يعود لأكثر من 74 عامًا، فألمانيا لديها مسؤولية تاريخية عند الإشارة إلى اليونان، منذ أن غزت القوات النازية بقيادة أدولف هتلر، اليونان لمدة أربع سنوات "1941-1945"، وخلال فترة ولايته، دمروا الاقتصاد اليوناني، بما في ذلك الأموال من البنك الوطني لليونان. وقال نائب وزير المالية اليوناني ديميتريس مارداس، في خطاب أمام البرلمان اليوناني، إن ألمانيا تدين لأثينا بمقدار 278.7 مليار يورو، أي نحو 303.1 مليار دولار بسبب الدمار الذي خلفه الجيش النازي لبلاده أثناء الحرب العالمية الثانية، وفقًا لمكتب المحاسبات العامة. خرجت اليونان من الحرب العالمية إلى الحرب الأهلية التي امتدت حتى عام 1950، وعقب 23 عامًا دخلت اليونان مرحلة جديدة، فمنذ عام 1973، تباطأ الاقتصاد اليوناني بشكل تدريجي، وبات الناتج المحلي للفرد الواحد أقل من بقية البلدان مثال "أيرلندا وإيطاليا والبرتغال وإسبانيا". ولجأت اليونان في تلك الفترة إلى القروض لدعم اقتصادها، وكانت الزيادة في الديون منذ عام 1980 ليس بسبب الإنفاق العام المفرط، ولكن من خلال دفع أنواع فائدة مرتفعة للغاية للدائنين، والإنفاق العسكري المفرط وغير المبرر. اعتماد اليورو كعملة موحدة لدول الاتحاد الأوروبي، أدى إلى زيادة كبيرة في ديون القطاع الخاص في اليونان، وبلغ إجمالي الديون حوالي 319 مليار يورو، مقسمة بين صندوق الإنقاذ الأوروبي، والاتحاد الأوروبي، وصندوق النقد الدولي. تراكم الديون اليونانية دفع ألمانيا للتدخل من أجل المساهمة في حل الأزمة، وكان ذلك من خلال اقتراح المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، مايو 2010، بوضع خطة الليبرالية الجديدة "الإنقاذ"، التي كانت تتألف من سبع نقاط. وكانت ألمانيا منذ بداية الأزمة المالية العالمية في عام 2008 هي المضخة التي ضخت مئات المليارات لصالح الدول التي تعثرت في تلك الأزمة، وغرقت حتى شحمة أذنيها في وحل القروض الضاغطة. وكان شرط ألمانيا منذ ذلك الوقت هو التقشف وربط الحزام على البطون بعد سنوات من السرف والإسراف الأوروبي على الرفاهية والراحة وتوابعها، فكان العلاج الصعب اليوم في هذا البرنامج التقشفي المرهق.