لماذا تتخذ دول الخليج مواقف حاسمة أمام السياسات القطرية ضد مصر؟

لماذا تتخذ دول الخليج مواقف حاسمة أمام السياسات القطرية ضد مصر؟
حالة من الفتور السياسي الشديد تشهدها العلاقات المصرية القطرية في الآونة الأخيرة، وذلك بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي من الحكم في 3 يوليو 2013 الماضي.
لم تتخذ الدول الخليجية بأكملها دورا حاسما أمام استمرار السياسات القطرية المضادة للدولة المصرية، بالرغم من مبادرات الصلح التي تبنتها المملكة العربية السعودية وعدد من الدول الخليجية لرأب الصدع الذي امتد في الفترة الأخيرة.
من جانبه، قال الدكتور حسن نافعة أستاذ العلاقات السياسية بجامعة القاهرة، إنه بات من الضروري تفهم وضع وطبيعة مجلس التعاون الخليجي الذي يلعبه في حالة دولة قطر، موضحا أن العلاقات الخليجية القطرية لن يتم خلالها ممارسات للضغط أكثر مما طبقه الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية.
[FirstQuote]
وأضاف نافعة في تصريح لـ"الوطن"، أن الدول الخليجية سبق لها وطلبت من قطر عدم الوقوف بجانب جماعة الإخوان المسلمين وقطع العلاقات معها، إلا أن قطر لم توافق على هذا الطلب ومازالت داعمة للجماعة دون تغيير في الموقف السابق.
وأكد أستاذ العلاقات السياسية أن مجلس التعاون الخليجي لن يتخلى عن العلاقات السياسية مع دولة قطر من أجل مصر، موضحا أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو من كان يسعى دائبا لإعادة العلاقات السياسية بين مصر وقطر، مضيفا أنه بعد وفاته كان الاعتماد الأكبر على إيثار العلاقات الخليجية الخليجية أكثر من العلاقات المصرية الخليجية.
وفي السياق ذاته، قال الدكتور أيمن السيد عبدالوهاب الباحث السياسي، إن التعامل الخليجي القطري يتم بأكثر من زاوية منها العلاقات السياسية المتواجده بينهم، موضحا أن الضغط المستمر على دولة قطر لن يجدى نفعا في الفترة الحالية، وذلك لتنفيذ قطر السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط.
[SecondQuote]
وأضاف عبدالوهاب في تصريح لـ"الوطن"، أن هناك العديد من الخلافات في التوجهات بين الدول الخليجية بعضها البعض، ما يدل على صعوبة استكمال الشق الموجود في الأصل بين الدول الخليجية وقطر، موضحا أن قطر تلعب أدوار عدة من خلال مساعدتها للدول الخليجية ومنها التناغم الموجود حاليا بين السلطة القطرية والسورية والعراقية، ومسانده الأولى لقبائل السنة هناك، بخلاف حاجة السعودية الماسة للدور القطري في حربها على اليمن.
وأكد الباحث السياسي أن الممارسات الخليجية التي تتم على دولة قطر تحدث بجانبها نوعا من الموازنة في محاولات الضغط عليها، فيما بات من الضروري إبعاد مصر عن ذلك الرهان الخاسر بسبب ملاقاة نوع من أنواع الانقسام في الفترة الحالية.
وأشار عبدالوهاب إلى أن العلاقات المصرية القطرية ستكون باردة وستظل كذلك طويلا حتى تتغير السياسية الأمريكية في الشرق الأوسط، وإعادة هندسة المنطقة من جديد وتطبيق سياسة جديدة، بينما ستظل الدولتان -قطر ومصر- على طرفي نقيض، وذلك لدعم مصر لمفهوم "الدولة الوطنية"، وسياسة قطر الخالصة في إثارة السنة والشيعة.