"الرصاص لا يزال في جسد مالك".. ومستشفى رفح مفيهاش دكاترة

كتب: شيماء سعد

"الرصاص لا يزال في جسد مالك".. ومستشفى رفح مفيهاش دكاترة

"الرصاص لا يزال في جسد مالك".. ومستشفى رفح مفيهاش دكاترة

"هتوحشني يا بابا".. بكلمتين وابتسامة ودع الطفل مالك والده، قبل التوجه إلى بيت "عمته" في رفح بشمال سيناء، لقضاء الإجازة معها بعد انتهاء امتحاناته، ليقابله الوالد "كمال قشطة"، بابتسامة لا تخلو من القلق، قائلًا: "خلي بالك من نفسك وبلاش شقاوة"، مشهد لم يتعد دقيقتين، يستعيده الأب في ذاكرته لساعات متتالية، تنهمر الدموع في عينيه، قائلًا: "يا ريتني ما وديتك يا مالك". أحداث قتل وتفجيرات ورصاص في كل مكان، أخبار اختتمت بقطع الاتصالات في مدينة رفح، استقبلها الأب الخمسيني بصدر مقبوض، حيث إن أسرته تقيم في مدينة العريش، التي تبعد بعض الكيلومترات عن المدينة الموجود فيها ابنه، أصبحت حائلا في ظل الأحداث، فلا يستطيع الذهاب للاطمئنان عليهم، ولا يستطيع الابن الرجوع، حتى جاءه الخبر المشئوم بعد محاولات عدة للاتصال بشقيقته، "مالك اتصاب برصاصتين، واحدة في إيده والتانية في رجله وهو خارج يجبلنا مياه". خبر سقط على الوالد والوالدة والأخت الأكبر كالصاعقة، دموع ملأت المكان، لا أحد يقوى على الحركة خارج المدينة، لا يملكون إلا الاطمئنان من حين لآخر على الابن المصاب. سكون ملأ المنزل، حتى طرق صوت المغرب أذانهم، ذهب الظمأ دون ماء ولا يوجد مكان للطعام بداخلهم، دقائق تفصل بين كل اتصال واتصال لمعرفة الأخبار، حتى تلقى صورة تطمأنه على ابنه الصغير من جوال أحد الأهالي هناك، حالة من الإغماء أطاحت بالابن الموجود في مستشفى رفح العام، ملابس مهترئة ملأتها الدماء، حالة يرثى لها، بخاصة مع عدم وجود أطباء بداخل المستشفى، "انا قاعد زي المحبوس، بتفرج على ابني بيضيع من إيدي، الرصاص في جسمه بينغل فيه، ومفيش دكاترة، كلهم ممرضين"، بكلمات لا تطمأن نفسه، يواسي الأم المكلومة، لم يمنعها من الذهاب إلا انتشار الأمن، ومنعهم من التوجه إلى مدينة رفح، "كلنا في البيت تعبانين على مالك، مستنيين مسؤول ينعم علينا ويجيب حق ابننا".