صاحب "الكانز والمية" بجامعة عين شمس.. عم "عبده" مكافح من الدرجة الأولى

صاحب "الكانز والمية" بجامعة عين شمس.. عم "عبده" مكافح من الدرجة الأولى
بين زحام وضجيج الطلاب، ,حرارة الشمس المنتشرة على مساحات واسعة، والتي تُجبر الطلاب على تناول مشروبات مثلجة، وأن يستظلوا بظل أي شجرة في أي ركن من أركان الجامعة، ناقمين على عدد الساعات الدراسة الطويلة التي يقضونها في ذلك الطقس السيئ كل يوم.
يأتي بصوته الغليظ وهيئته التي تدل على شقاء وكفاح واضح، من بين الطلاب قائلًا: "كانزٍ وماء"، ليظهر فجأة عم عبده صاحب الـ65 عامًا، صديق الطلاب والعاملين والأمن بجامعة عين شمس.
يعمل بائعًا متجولًا بحرم الجامعة تحديدًا عند ممر سويرا أمام كلية الآداب، يحمل حقيبة بلاستيكية شفافة اللون، داخلها عددًا قليلًا من زجاجات الماء والعصائر والمياة الغازية، متجولًا بها وسط الطلاب.
عَمِل كموظف بالجامعة منذ 45 عامًا، بدأ بالعمل في كافيتريا كلية البنات بجامعة عين شمس، ثم انتقل إلى كلية الآداب وكلية الحقوق حيث قال، " معرفش حاجة غير الجامعة، مليش مكان غيرها اشتغل فيه".
لم يترك عم عبده الكافيتريا، ولكنه أراد أن يقترب أكثر لشباب الجامعة ويكون علاقات طيبة بينه وبينهم، ولأنه لا يحب الجلوس كثيرًا، ويرى في الحركة مجهودًا وتحليلًا للقرش، ولا يزال يعمل لحساب كافيتريا الجامعة، يأخذ منهم البضائع ويحصل العائد منها آخر كل يوم بمرتب غير ثابت حسب الكم الذي باعه، ويستمر في عمله كل يوم لمدة ساعتين.
تفاجئ الطلاب الذين يذهبون للجامعة في أيام الأجازة لإتمام خدمتهم العسكرية بوجود عم عبده هناك، يتسامر مع أصدقائه وزملائه، ويقضي أوقات سعيدة معهم، وإذا كان هناك رزقًا أو عملًا يعمله فكان بها، وقال "بنزل كل يوم، وربنا مش بينسى حد خلقه".
يسكن عم عبده بمنطقة روض الفرج وجذوره من الصعيد، متزوج ولديه شابان، يعمل في مجال التغذية وكافيتريات الجامعة، وأستمر في عمله حتى بعد أن تجاوز العقد الـ6 من عمره، "ظروف الدنيا صعبة والقاعدة وقلة الحيلة بتخنق، لازم أشتغل" .
انتشر خبر عن وفاة رجل "الكانز والماء"، أو عم عبده على مواقع التواصل الاجتماعي من فترة قريبة، ولكنه لم يمت فهي كانت مجرد إشاعة من شخصٍ سخيف حيث قال عم عبده عن ذلك "اتصل بيا الشباب الساعة 2 بليل لما نزل الخبر إني موت، ربنا يكرمه اللي قال الخبر ده عرفني حب الناس ليا عامل إزاي".
لم تنتصر ظروف هذا الرجل عليه، كافح واستمر في طريقه حتى أصبح من أشهر الشخصيات الموجودة في جامعة عين شمس، الذي وبالرغم من غلاظة صوته المزعجبة بعض الأحيان إلا أنه لديه عدد لا بأس به من الأصدقاء والأبناء الذين يهتمون لأمره.