المسحراتى ومراته: هو "يطبل" وهى "تنادى"
مع الساعات الأولى وقبل أذان الفجر، يبدأ شعبان السيد عوض وزوجته منال حسين، الخروج من المنزل استعداداً لسحور أهالى قريتهم بمحافظة الدقهلية. يطرق على طبلته وتنادى هى فى أهل قريتها ليستيقظوا، وكلاهما يعرف دوره الذى خرج من أجله.
بين أناملها تقبض «منال» على قطع البلح وحبات اللب، توزعها على الصغار الذين يأتون من كل الشوارع الجانبية بعد أن يوقظهم نداء المسحراتى، فقد اعتادت على أن تصطحب زوجها منذ أكثر من 5 أعوام حرصاً منها على حياته «إحنا الاتنين مسحراتية أنا بطبل على الطبلة وهى تنادى وأنا أنادى وهى تحرسنى ومفيش أحسن من كده ونيس»، حسب شعبان السيد عوض.
رغم كبر سن «عوض» وزوجته، فإنهما لم يبخلا على أهل القرية، وحرصاً على عملهما وتأدية الواجب الذى شرعا فيه منذ سنوات مضت، رغم أن أهالى البلدة جميعهم مستيقظون طوال ساعات الليل حتى أذان الفجر، وهم يجوبون الشوارع «أنا مسحراتى على كبر لا ورثت المهنة عن أبويا ولا جدى، بس أنا مستمتع بيها وبفرح لما أشوف الأطفال بتجرى حوليا وتقول شعبان جه».
اهتمام الرجل الخمسينى بتنبيه أهل قريته لأذان الفجر، جعله يخلد إلى نومه بعد صلاة التراويح مباشرة حتى يتسنى له الاستيقاظ مع دقات الثانية عشرة بعد منتصف الليل، ليلتقط هو وزوجته طعامهما، حتى لا يفوتهما السحور، وهذا ما اعتادا عليه طيلة شهر رمضان «بعد الشهر ما يخلص بنلف على البيوت اللى كنت بصحيها واللى فيه النصيب بيعيدوا عليا بيه»، ويستكمل «منال صممت تخرج معايا بعد ما ظهر بلطجية وحوادث خطف، مراتى أميرة وبتخاف عليا والناس كانت بتستغربنا فى الأول، بس دلوقتى بيستنونا».