أسامة أنور عكاشة.. "عبقري الدراما الرمضانية"

أسامة أنور عكاشة.. "عبقري الدراما الرمضانية"
مؤلف أكثر المسلسلات شعبية في مصر والعالم العربي، ونجم سبق اسمه كبار النجوم على تترات أعماله الفنية، حيث تصدر اسمه مسلسلات ضخمة، مثل "ليالي الحلمية، الشهد والدموع وضمير أبلة حكمت"، ومنذ أواخر السبعينيات وحتى رحيله في 28 مايو 2010، جمعت الشاشة الصغيرة في رمضان أفراد العائلة المصرية حول دراما أسامة أنور عكاشة، عاشوا مع الشخصيات التي قدمها في أعماله، وتعايشوا معها على مدار حلقات المسلسل، وغزل بقلمه حكايات قريبة من الواقع المصري، ورسم شخصيات لم تكن بمعزل عن الشخصية المصرية على اختلاف طبقاتها وشرائحها، باتوا ينتظرون ماذا سيقدم أسامة أنور عكاشة كل رمضان ليستحق عن جدارة لقب "مبدع الدراما الرمضانية".
تعددت ألقاب المبدع الراحل، فأطلق عليه النقاد لقب "عميد الدراما العربية" و"نجيب محفوظ التليفزيون"، وتقول عنه الناقدة الفنية حنان شومان: "هذا الفنان الذى استطاع لأول مرة في العالم العربي، أن يجعل اسم الكاتب هو النجم الأول في أي عمل فني، وكأن اسم أسامة أنور عكاشة، ختما لجودة العمل الذي لا يختلف حوله جمهور أو نقاد"، بينما يرى الفنان صلاح السعدني، أن الراحل قدم ملحمة من تاريخ مصر، ستظل من أفضل ما جسدت الدراما في العالم العربي.
تحدث عكاشة في أعماله عن الحكام والمحكومين، متأثرًا في ذلك بعلم الاجتماع الذي درسه، فهو حاصل على ليسانس الآداب من قسم الدراسات النفسية والاجتماعية بجامعة عين شمس، وغزل بقلمة الشخصية المصرية، وكان شغله الشاغل "الهوية" كما شاهدنا ذلك في مسلسل "ليالي الحلمية، المصراوية، أرابيسك ورحلة أبو العلا البشري"، وتحدث كذلك عن الطبقة المتوسطة التي كان يرى فيها الأمل والرجاء، وكان مهمومًا بالقيم والمثالية وبحث عنها في "ضمير أبلة حكمت".
وجه عكاشة بقلمه انتقادات لعصور الرؤساء الذين عاصرهم، ونال عصر مبارك من قلمه انتقادات كثيرة، في "الراية البيضاء"، وفيلم "كتيبة الإعدام"، ومسرحية "الناس اللي في التالت"، ولم تمنعه ناصريته من انتقاد حقبة عبدالناصر في "ليالي الحلمية" بأجزائه الخمسة، وكان عكاشة عاشقًا لمدينة "الإسكندرية" رغم أنه لا ينتمي إليها ولم ينساها في أعماله، وكتب مسلسل "زيزينيا" بجزأيه، الذي قدم حياة الأجانب من إيطاليين ويونانيين وغيرهم في الإسكندرية في أربعينيات القرن العشرين وكيفيه تعاملهم مع أهل البلد.
بداية عكاشة مع الدراما الرمضانية، ترجع إلى أواخر السبعينيات عام 1979، عندما قدم مسلسل "عابر سبيل" الذي شارك في بطولته الفنان يحيي الفخراني، وكان باكورة التعامل بينهما، أعقبه مسلسل "الشهد والدموع" بجزأيه، وهو من بطولة يوسف شعبان وعفاف شعيب، والذي يصنف بحسب آراء العديد من النقاد، بأنه "أحد روائع الدراما المصرية الخالدة"، وكان "الشهد والدموع" نقلة مهمة في حياة عكاشة.
كتب عكاشة مسلسل "ليالي الحلمية" في 5 أجزاء، عرضت 4 منهم في شهر رمضان، عدا الجزء الأول من المسلسل الذي لم يعرض في رمضان، ويعد "ليالي الحلمية" درة صناعة التليفزيون، وأبرز دراما مصرية كتبها عكاشة، وأخرجها رفيق دربه إسماعيل عبدالحافظ، لتتوالى بعد ذلك الأعمال الدرامية التي صورت وعرضت في رمضان، مثل مسلسل "امرأة من زمن الحب" عام 1998 بطولة سميرة أحمد ويوسف شعبان وعبلة كامل، ومسلسل "أرابيسك" عام 1994، و"زيزينيا" بجزأيه، وحمل الجزء الأول عنوان "الولي والخواجة"، بينما كان عنوان الجزء الثاني "الليل والفنار".