تحيا جمهورية مصر العربية

أكيد طبعاً، ومن الطبيعى إنى هاكتب عن اللى بيحصل حوالينا فى البلد اليومين دول، وده معناه إنى هاكتب عن كمية الألم والدموع اللى مرينا بيها، بس بصراحة ومن وجهة نظرى المتواضعة «الوجع بدأ من بدرى». الوجع فى حياتنا بدأ من ساعة ما بدأنا نكتشف المرض اللى اتصابت بيه بلدنا، المرض اللى دخل جوه بيت كل واحد فينا، ومش بس بيوتنا، ده دخل جوه دماغنا نفسها، هو مرض أشبه بالسرطان، مرض يصيبك بالاكتئاب والخوف من كل شىء والخوف على أى شىء (ولادك، بيتك، مستقبلك، ....) وبكل أسف المرض خبيث جداً، دخل حياتنا وكأنه دواء لمرض قديم كنا نعانى منه لسنوات طويلة لدرجة إننا بدأنا نتكيف معه ونتعامل معه بشكل طبيعى جداً، دخل حياتنا وبدل ما يشفى صابنا ببلاوى لم نكن نتخيل وجودها بيننا فى يوم من الأيام، فرّق بيننا، صنفنا، واسمحولى أوضّح معنى التصنيف والتفرقة، من إمتى واحنا بنهتم بديانة اللى قاعد جنبنا، مش بس كده من إمتى واحنا بنسأل: هو حضرتك سنى ولا شيعى، ما احنا طول عمرنا حاجة واحدة وعمر ما حد فينا كان ماشى وكاتب على ضهره نوعه، من إمتى واحنا بنشكك فى بعض وخصوصاً فى القيادات وبمعنى أدق الشرطة والجيش هؤلاء الرجال المصريين اللى من غيرهم كلنا صفر على الشمال ولا تقوللى بقى أمن ولا أمان، اسمحولى جاء وقت العلاج من هذا المرض اللعين والمسمى «الإخوان المسلمين». هناك أمراض لا علاج لها، وبالتالى يموت المريض، ولكن طالما وُجد العلاج فلا مفر منه حتى لو كان العلاج هو البتر، أن نبتر من مصرنا الغالية هذا الإصبع المتسبب فى ألم كل جزء فيها أفضل من أن نتركها تتألم بينما نتفرغ نحن للمناظرات والمناقشات والمؤتمرات بحثاً عن حل آخر غير موجود، أن نبتر هذا الإصبع الذى لا يسبب سوى الهلاك لجسم مصرنا الحبيبة التى كلما نبنيها يشير هو بهدمها، آن الأوان لتفيق مص من وعكتها أيا كان الثمن. أيها الإخوان، كسرتم السجون وخرجتم علينا بكل شر، فجّرتم أقسام الشرطة وقتلتم ضباطاً وجنوداً أبرياء، حاولتم أن تُفقدوا الشرطة هيبتها بل حاولتم أن تُفقدوا هيبة مصر بأكملها، وكان كل ذلك فى عهدكم الذى، ولله الحمد، لم يتعدَّ العام الواحد، فما بالكم لو كانوا فى أماكنهم ومراكزهم حتى الآن، فلولا شعبنا الواعى وسرعة تقديره للأمور ومساندة جيشنا المحترم بهيئته العسكرية وهيبتها المعروفة والذى نزل على رغبة الشعب وانتفضنا جميعاً لنعدل المسار ونبنى من جديد لهلكنا وانتهينا وفرح فينا كل من هب ودب. وبعد خروجكم ما زلتم مصرين على الخراب وتطبقون نظرية (فيها لأخفيها) فقتلتم سيادة المستشار المحترم هشام بركات النائب العام ومحامى الشعب أمام العالم كله، ولم تكتفوا بذلك ولم تجف دموعنا فقررتم قتل المزيد من الجنود والضباط فى نهار رمضان وهم على حدود بلادنا أياً كانوا مسلمين أو مسيحيين صائمين أو غير صائمين، فى النهاية قررتم ضرب درعنا الواقى وكسر ظهرنا وبمساعدة الكثير من المهتمين بخراب مصرنا من دول وجماعات، ولكن وكعادة رجال مصر وبصوت واحد قالوا «نموت نموت وتحيا مصر»، وتمكنوا من السيطرة على كل عمليات الخراب، وبمجرد أن رأيتم أنياب جيشنا العظيم رجعتم لجحوركم، ولكن هذه المرة لن تهنأوا فيها كثيراً لأن الهدف أصبح القضاء عليكم وللأبد لأننا لن نسمح بتخريب مصر والتشكيك فى قوتها ويجب أن يعرف أمثالكم حجمهم الحقيقى، فأنتم جماعة ونحن وطن، تحرككم أهواؤكم ويحركنا جميعاً حب مصر، مهما بلغت قوتكم وقوة من يساندكم لن تتغلبوا على مصر التى مر عليها الكثير من الغزاة والحاقدين، ولن تبيعوا مصر لأن مصر ليست للبيع وأصحابها موجودين وجاهزين للدفاع عنها حتى آخر قطرة دم. لم أكن أتخيل أن أحضر حرباً كما سمعت عنها فى كتب التاريخ، نعم إننى أحضرها وفخور ببلدى ومتأكد من قوتنا وعزمنا للقضاء على كل معتد خسيس، وسيأتى يوم أحكى فيه لأولادى عن هذه الأيام وأفخر بوجودى فيها. وفى ختام كلامى أرجو من حضراتكم الدعاء لكل من رحل عنا بيد الإرهاب الخسيس وقراءة الفاتحة على أرواحهم الطاهرة. تحيا مصر