عزت أبو عوف: اعتذرت عن «أستاذ ورئيس قسم» بسبب حالتى الصحية

عزت أبو عوف: اعتذرت عن «أستاذ ورئيس قسم» بسبب حالتى الصحية
عانى كثيراً بعد رحيل زوجته، فمر بظروف نفسية صعبة، وتدهورت صحته، وقلّت أعماله الفنية، إنه الفنان الكبير عزت أبوعوف، الذى حاورته «الوطن»، لتُطمئن جمهوره عليه بعد الأزمة الصحية التى ألمت به مؤخراً، وليكشف لهم، عن تفاصيل أعماله الجديدة، وسبب رحيله عن قناة «أوربت»، وحقيقة الخلاف بينه وبين مسئولى القناة بعد 11 عاماً من التعاون، إضافة إلى رؤيته للمستقبل، حيث أكد «أبوعوف» تفاؤله، وقال إن الرئيس عبدالفتاح السيسى قائد عظيم نجح فى إدارة الموقف واستجاب لنداء الشعب بكل قوة وحزم.
■ نود أن نطمئن على حالتك الصحية، بعد الأزمة التى ألمت بك فى الفترة الأخيرة بعد وفاة زوجتك؟
- أنا الحمد لله بصحة جيدة، أصبحت أفضل عن ذى قبل، فقد عانيت بعد وفاة زوجتى كثيراً، وكنت أمر بظروف نفسية صعبة وقد بذلت جهداً كبيراً، محاولاً الخروج من أزمتى، واندمجت فى العمل وقضاء الوقت مع أبنائى وإخوتى وأصدقائى المقربين، زوجتى كانت تمثل لى كل شىء، كانت بمثابة الأم والأخت والزوجة، فهى لا تفارق قلبى ووجدانى، رحمة الله عليها.
■ هل حالتك الصحية والأزمة النفسية التى مررتَ بها كانت سبباً فى انخفاض عدد أعمالك الفنية فى الفترة الأخيرة؟
- هذا صحيح بعد مرضى الأخير، والظروف النفسية التى مررت بها قررت أن أوازن بين عملى وصحتى، ورغم كم الأعمال التى تعرض على فإننى أسعى لأن أكون موجوداً بحيث لا أضغط على نفسى وأجهدها، وكم ساعدنى حبى وعشقى لجمهورى فى التواصل معهم، فأنا موجود بسبب جمهورى الذى يتواصل معى ويسعدنى وأنسى التعب والإجهاد بسببه، وأنا أعمل بكل جهدى، مخلصاً لفنى الذى أعطيه حقه.
■ عرض لك مسلسل «أسرار» على قناة «سى بى سى» خارج السباق الرمضانى، فكيف استقبلت هذا الأمر؟
- أرى أنه كان أمراً جيداً أن يعرض هذا المسلسل خارج السباق الرمضانى، وتحديداً على قناة «سى بى سى»، مما أسعدنى كثيراً لأن «سى بى سى» قناة متميزة، وتسعى دائماً إلى عرض ما هو جديد ومختلف، كما أننى أرى أن كثرة الأعمال التى تعرض فى رمضان تظلم كثيراً من المسلسلات الجيدة وتجعل نسب مشاهدتها ضعيفة، وأرى أن مسلسل «أسرار» كان عملاً كاملاً متكاملاً، ولا بد أن يأخذ حقه فى المشاهدة، مهما حدث.[FirstQuote]
■ قدمت أعمالاً عديدة مع الفنانة الكبيرة نادية الجندى، فما الأسباب التى دفعتك لإعادة التجربة من جديد معها؟
- بالفعل قدمت أعمالاً عديدة مع النجمة نادية الجندى التى أعتز بها وبالعمل معها، وإننى سعيد للغاية بتعاونى معها فى مسلسل «أسرار» الذى شهد عودة قوية لها، فالعمل معها متعة كبيرة، مما جعلنى أسترجع أجمل ذكريات الماضى، فهى إنسانة جميلة وفنانة عظيمة وتجبر كل من يعمل معها على أن يكون ملتزماً، فهى كانت أول من تأتى إلى اللوكيشين بساعات، فهى تمثل قدوة لكل لزملائها فى العمل.
■ تتلقى دائماً ردود فعل عن الأعمال التى تقدمها، وتهتم بالتواصل مع جمهورك، فهل هناك ردود فعل تلقيتها عن دورك فى «أسرار»؟
- الحمد لله تلقيت ردود فعل جيدة جداً، وكل من رأى العمل أعجب به كثيراً، وهذا جعلنى أعيش حالة من السعادة الغامرة وأشعر بالمسئولية أكثر تجاه عملى، وهذا النجاح كنت أتوقعه، لتأكدى من أن الصورة النهائية للمسلسل ستكون إبداعية وستخرج بالشكل المشرّف، وذلك يعود إلى فريق العمل ككل.
■ تشارك فى السباق الرمضانى بمسلسل «الدخول فى الممنوع»، لماذا وقع اختيارك على هذا العمل؟
- بصراحة، هذه التجربة ثرية لعدة أسباب، أهمها القصة والمخرج إضافة إلى السيناريو والحوار والمخرج المتميز محمد النجار، فهذا العمل له رسالة وهدف ومميز، عكس بعض الأعمال التى تعتمد على البلطجة والعنف وتكون بلا مضمون.
■ كنت ستشارك فى مسلسل «أستاذ ورئيس قسم»، وانسحبت منه، فما السبب؟
- بالفعل كنت سأشارك فى هذا العمل مع النجم عادل إمام، الذى كنت أسعد بمشاركته فى هذا العمل، حيث إننى أرى أن هناك كيمياء خاصة بينى وبينه، وقد سبق وقدمت معه العديد من الأعمال، مثل «حسن ومرقص» و«بوبوس»، لكن مرضى الأخير جعلنى أرفض أعمالاً كثيرة عُرضت على وصحتى كانت لا تسمح بالإجهاد الزائد.
■ من وجهة نظرك، هل ترى أن السينما فقدت بريقها أمام التطور الدرامى الذى نراه فى الفترة الأخيرة؟
- الحقيقة أن السينما الآن تعانى من حالة تراجع شديد وفترة عصيبة والإنتاج فى الفترة الأخيرة تراجع بشكل كبير، ولكن سنعبر هذه المرحلة، لكن مهما شاهدنا فى الدراما التليفزيونية من تطور ومسلسلات فإنه لن يساوى يوماً سحر السينما وإبهارها، وستظل السينما تاريخ الفنان وذاكرة أعماله، فهى الأرشيف الحقيقى له.
■ قدمت أعمالاً وأدواراً كثيرة جداً، فهل هناك دور لم تؤدِه وتتمنى أن تؤديه الفترة المقبلة؟
- كان هناك دور كنت أتمنى القيام به وهو دور خالد صالح، رحمة الله عليه، فى فيلم «الريس عمر حرب» ودور سعيد عبدالغنى مع عادل إمام فى فيلم لا أتذكر اسمه الآن، رغم أنهما قاما بالدورين باقتدار، لكنى شعرت بأنه لو جاءتنى الفرصة لأؤديهما مرة أخرى فلن أتردد.
■ تردد أنك تنوى تقديم برنامج على إحدى القنوات الفضائية الكبرى، ما صحة هذا الكلام؟
- إننى سمعت هذا الكلام أكثر من مرة، لكننى لم أتلقَ أى عرض لتقديم برنامج تليفزيونى خلال الفترة الحالية، لكنى تلقيت كثيراً من العروض للانضمام إلى قنوات كبيرة لتقديم برامج أثناء عملى وتقديم برنامجى السابق على قناة «أوربت»، لكنى كنت أرفضها، لأننى كنت أفضل البقاء فى «أوربت».[SecondQuote]
■ هل أنت من أنهى تعاقدك مع قناة «أوربت»؟
- هم أنهوا تعاقدهم معى بعد 11 عاماً من ظهورى على قناة «اليوم»، ومسئولو القناة أبلغونى فجأة عدم رغبتهم فى استمرارى معهم، مع أننى كنت طوال عملى فى «أوربت» مثالاً للالتزام، وفضلت البقاء معهم على الانتقال إلى أى قناة أخرى كنت أتلقى منها عروضاً للانضمام إليها.
■ هل هناك أمور مالية معلقة بينك وبين القناة؟
- بالتأكيد، وأنتظر تسويتها، حفاظاً على العلاقة التى من المفترض أن تكون طيبة بين الطرفين.
■ أنت متابع جيد للأحداث السياسية، ما رأيك فى أداء الرئيس عبدالفتاح السيسى؟
- متفائل جداً بالمستقبل، وأرى أنه أفضل بكثير عما سبق، وأننا نسير فى خط مستقيم نحو القضاء على الإرهاب، وخير مثال على ذلك ثورة 30 يونيو، لأننى رأيت الشعب المصرى يقول للعالم كله إنه أقوى شعب فى الوجود، وكان بداخلى شعور بالأمل والتفاؤل فى الشعب، واليقين التام فى الشرطة وجيش مصر العظيم، أنهم سيحمون هذا الوطن الغالى بكل قوة، ويعرفون جيداً كيفية النهوض ببلدهم، والرئيس عبدالفتاح السيسى قائد عظيم نجح فى إدارة الموقف واستجاب لنداء الشعب بكل قوة وعزم.
■ ما رأيك فى هجوم بعض المتشددين دينياً على أهل الفن فى الفترة الماضية؟
- يغضبنى جداً ظهور هذا الفصيل المتشدّد الجاهل، حيث إن الفن هبة من الله لبعض الناس، فمحمد عبدالوهاب وأم كلثوم من أهرامات الفن، فأين هؤلاء من هذه الأهرامات وغيرهم كثير، هؤلاء المتشددون يريدون أن نعود إلى الخلف، وهذا لن يحدث.
■ هل كنت تشعر بالقلق على مصر وعلى الفن فى ظل حكم الإخوان؟
- شخصياً كنت قلقاً بدرجة كبيرة، لكن فى الوقت نفسه، ثقتى فى شعب مصر وتاريخ مصر منذ بناء الأهرامات حتى الآن تطمئننى، لأن شعب مصر يتصف بالقوة، ولا يتأثر بأى تيارات سياسية أو دينية، وحتى فى ظل الاحتلال طوال التاريخ المصرى، احتفظ المصريون بخصائصهم واعتزازهم بأنفسهم وتميزهم، فهم يؤثرون ولا يتأثرون، لكن هذه المرة كان التيار يستغل العقيدة، لهذا أنا كنت قلقاً.[ThirdQuote]
■ هل بالفعل فكرت أثناء حكم الإخوان فى الرحيل عن مصر؟
- سؤالك مهم جداً، فقد انتشرت فى هذه الفترة بعض الظواهر التى لا تمت بصلة إلى الإنسان المصرى والأسرة المصرية وظهرت آنذاك صفات غريبة على المجتمع فى أخلاقياته، كما ظهر الفساد فى التعليم وفى الصحة وفى فن التعامل مع الآخرين، ولم يعد هناك كنترول بين كبير وصغير، وانتشرت الفوضى فى كل شىء، فأصبح المجتمع يسير بقانون الغابة، القوى يأكل الضعيف وليس ذلك بسبب «25 يناير» المجيدة، لكن هذا فساد النظام السابق والله المعين على علاج هذا الفساد، لكن هذا كله جعلنى أفكر فى الرحيل عن أمى مصر، إذا كانت تسوء الظروف أكثر من ذلك، فمصر الحبيبة لا أريد أن أراها أسوأ من ذلك، وكنت طوال النهار والليل أدعو الله سبحانه وتعالى أن يحمى مصر بلد الأمن والأمان من هذه الجماعة الإرهابية التى ليس لها علاقة بالشعب المصرى الأصيل.
■ قيل إنك ستتزوج قريباً، ما صحة ذلك؟
- ليس هناك أحد يعوضنى عن زوجتى الحبيبة فطيمة، لأنها كانت كل شىء فى حياتى، فهى التى فجرت لدى كل طاقات الإبداع، فأصبحت بها مبدعاً، ومن أجلها أصبحت فناناً كبيراً، كما أننى فى كل وقت أدعو الله عز وجل أن يرحمها ويدخلها فسيح جناته.