يحيى الفخرانى.. ملك الدراما يغيب

كتب: محمد أبوضيف

يحيى الفخرانى.. ملك الدراما يغيب

يحيى الفخرانى.. ملك الدراما يغيب

بوجهه الممتلئ وشعره الأشعث، وعينيه الخضراوين، وقف على خشبة مسرح الجامعة، بعدما خلع الشاب العشرينى عن جسده البالطو الأبيض، يصول ويجول، يتحرك كأنه ريشة، غير عابئ بوزنه، متلفحاً بموهبة وقبول، حصد بها جائزة أحسن ممثل بجامعات مصر، ولكن لم يكن التمثيل غاية الموهوب يحيى الفخرانى، بل كان يطمح فى درب آخر، يغوص فى النفوس البشرية يطببها، متخصص فى الطب النفسى، بعد تخرّجه فى كلية الطب جامعة عين شمس عام 1971، ولكن لم يمهله القدر سنوات قليلة، عمل فيها كممارس عام بصندوق الخدمات الطبية بالتليفزيون المصرى، حتى غيّر مسلكه نحو التمثيل الذى لم يكن يمثل له سوى هواية يعشقها. «لكل حقيقته»، منها كانت البداية، عاد بتلك الرواية إلى خشبة المسرح من جديد، بعدما ترك مسرح الجامعة الذى أبدع فيه، وعلى الشاشة الصغيرة التى كتب له فيها النجاح والتألق، كأن «أيام المرح» العمل الأول، لكن البطولة الأولى التى كان ينتظرها بعدما شارك مع كبار النجوم حينها، كانت مع المبدع أسامة أنور عكاشة، عام 1978 فى مسلسل «ريش على مافيش»، ومنه كان الطريق إلى مشوار طويل، كتب له أن يرافق «عكاشة» فى الكثير من أعماله، يكتب له بريشته الخاصة أعمالاً خلدت اسم يحيى الفخرانى وعلقته فى قلوب المشاهدين قبل أبصارهم. اعتاد يحيى الفخرانى أن يكون زائراً دائماً لمنازل المشاهدين فى رمضان، لا يبرح موضعه الذى رسمه له كل عام، لا يتخلف عاماً واحداً دون أن يترك بصمته، وذلك منذ عمله فى فوازير رمضان، التى كانت تحمل اسم «المناسبات»، مع الفنانتين «صابرين» و«هالة فؤاد»، وليس الفوازير كل ما فى الأمر، لكن أيضاً كان بطلاً للعديد من المسلسلات، منذ عام 1981، الذى خرج فيه على المشاهدين من خلال مسلسل «صيام صيام»، وتوالت الأعمال الرمضانية، كمسلسل «وأدرك شهريار الصباح» عام 1985. كانت الطلة المميزة التى لا ينساها الجمهور لـ«الفخرانى» فى رمضان، حين أبدع فى تجسيد شخصية «سليم البدرى» فى مسلسل «ليالى الحلمية» لرفيق دربه أسامة أنور عكاشة، ذلك العمل الذى يعد الأكثر شهرة على مدار مسيرته الفنية التى نال خلالها أكثر من 50 جائزة، حيث حصل على جائزة مهرجان قرطاج السينمائى الدولى عن فيلم «خرج ولم يعد» عام 1984، وجائزة الدولة التشجيعية فى الفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام 1993، كما حصل على جائزة المركز الكاثوليكى عن فيلم «عودة مواطن» عام 1984، وعن فيلمى «امرأتان ورجل» و«الأقزام قادمون» عام 1988، وجائزة مصطفى أمين وعلى أمين عن مسلسل «ليالى الحلمية» عام 1993. ظلت الدراما الرمضانية تقدم يحيى الفخرانى فى الكثير من الأعمال، كان آخرها «دهشة»، وقبلها بعام «شيخ العرب همام»، و«عباس الأبيض»، و«حمادة عزو»، والكثير من الأعمال، التى تنوعت، لكن إطلالته هذا العام كانت مختلفة بقدر كبير، حيث دأب منذ عامين على تقديم الأداء الصوتى لعدد من مسلسلات الكارتون، التى يعشقها الأطفال، حيث قدّم دور القاضى صفى الدين، فى مسلسل الكارتون «قصص النساء فى القرآن» الذى أنتج فى عام 2013، كما قدّم دور القاضى فى مسلسل الكارتون «عجائب القصص فى القرآن» عام 2014، الذى يستمر به لهذا العام أيضاً، مبتعداً للمرة الأولى منذ فترة عن تقديم مسلسل رمضانى.