المسافرون بعد رفع أسعار القطارات:«الفيران لسه موجودة والحمامات مكسرة»

كتب: محمد أبوضيف

المسافرون بعد رفع أسعار القطارات:«الفيران لسه موجودة والحمامات مكسرة»

المسافرون بعد رفع أسعار القطارات:«الفيران لسه موجودة والحمامات مكسرة»

تراص المسافرون أمام شباك التذاكر وجه قبلى بمحطة مصر، الكائنة بميدان رمسيس، وجوه واجمة، وأخرى منزعجة، والبعض يبحث عن تذكرة تعيده إلى أهله فى صعيد مصر مهما كان ثمنها، وآخرون لم يلتفتوا إلى الزيادة المقررة من قبل وزير النقل على التذكرة والمقدّرة بعشرة جنيهات للدرجة الثانية، وعشرين للدرجة الأولى، لكنهم رهنوها بضرورة توفير خدمات حقيقية داخل عربات القطارات. وقف شوقى جرجس فى طابور طويل للحصول على تذكرة، أملاً فى العودة إلى مقر عمله بأسوان، بعد قضاء إجازة قصيرة مع أسرته فى القاهرة، يركب القطار بشكل دورى، فهو المواصلة الآمنة، لكن لا يجد فيها الراحة والخدمات المأمولة، يجد فى زيادة سعر التذكرة «شيئاً سخيفاً» لا يليق فى ظل نقص الخدمات وتردى أوضاع عربات القطارات، ويقول: «إحنا بنركب عربيات عايشة فيها الفيران فى كل حتة»، بل ويزيد أنه لا يجد دورة مياه يقضى فيها حاجته: «مكسرة طول الوقت، وماينفعش تدخلها». يرهن «جرجس» موافقته على رفع سعر التذكرة بالشعور بوجود تغيير حقيقى فى الخدمات المقدمة، بجانب تحسين حالة عربات القطار، لكنه لا يجد مفراً من اللجوء لركوب القطار فى ظل حاجته الماسة إلى العودة لعمله فى أسوان: «الناس مش عارفة إيه هيغلى تانى، كل حاجة بقت غالية والعيشة صعبة»، ويقول إن رب الأسرة العائد إلى أهله فى صعيد مصر «هيفرق معاه أوى العشرة جنيه ديه»، فالرجل يؤكد أن حالة الناس «بقت صعبة أوى»، وعلى الحكومة أن ترفع العبء عن كاهل المواطن، لكنها فى حقيقة الأمر «تزيد الطين بله». على الجانب الآخر، من الطابور خرج «محمد فتحى»، قرر أن يلجأ إلى الميكروباص بعد زيادة سعر تذكرة القطار، ولكنه «حاسس إنى هلاقيها زادت هى كمان»، فالرجل يشير إلى أن سعر تعريفة «الميكروباص» مرتبطة بسعر تذكرة القطار «دول هيعلوا، دول كمان هيعلوا، وإحنا اللى مزنوقين فى النص». «فتحى» الرجل الثلاثينى الذى يعمل نجاراً بمحافظة أسيوط يأتى إلى القاهرة لشراء بعض المستلزمات من حين إلى آخر، قرر بعد زيادة سعر القطارات عدم العودة مرة أخرى إلى العاصمة، ومحاولة شراء ما يلزمه من أدوات عن طريق الشحن: «الواحد هيقضى على إيه ولا إيه، الدنيا كلها غليت واحنا مش ناقصين»، ويفكر الرجل فى سعر نقل الأخشاب الذى من المنتظر أن يرتفع بعد زيادة تذكرة القطار: «كله مرتبط بكله ومافيش حد بيرفع إلا لما تلاقى كل المواصلات غليت»، ويستطرد: «كده أذى فى لقمة عيشنا»، ويصف الزيادة بـ«موت وخراب ديار». على مبعدة من وقفة «فتحى» يجلس «ماركو بوليس» ذو الشعر الأشيب، ينتظر أن يأتى له نجله بالتذكرة، فهو لا يقوى على الوقوف فى الطابور، لا يعبأ بزيادة سعر تذكرة القطار الذى يركبه فى طريقه لعمله بالسد العالى، لكنه يطالب بضرورة دفع الحكومة مقابل لتلك الزيادة، الرجل العجوز مريض، ويصعب عليه عدم دخول الحمام لفترات طويلة: «الحمام بشع، غير آدمى»، بخلاف الكثير من الباعة الجائلين الذين يزعجونه خلال الطريق طوال 12 ساعة يقضيها فى عربة القطار. فيما خرج «محمد المصرى» من الطابور غاضباً ورافضاً زيادة سعر تذكرة القطار: «ده حرام» فبعد ثلاث ساعات من الانتظار ليحصل على التذكرة، وجدها وصلت إلى ذلك السعر، ليضطر إلى ترك الطابور باحثاً عن مواصلة أخرى تعيده إلى أسرته بسوهاج بعد زيارة قصيرة لأهله فى رمضان: «كفاية، كتير أوى علينا الزيادة فى الأكل والشرب والمواصلات كمان». قرر «المصرى» عدم ركوب القطار مرة أخرى، بل ويشير إلى حجم المنتظرين للحصول على تذكرة، وكم منهم سيضطر إلى البحث عن مواصلة أخرى بعد الزيادة المقررة.