«السادات» و«هيكل».. متاحف تحظى بها مكتبة الإسكندرية

08:59 م | الثلاثاء 15 أكتوبر 2024

لم يقتصر دور مكتبة الإسكندرية على الكتب فحسب، بل تُعد صرحاً ثقافياً وسياحياً من الدرجة الأولى، إذ تحوى أربعة متاحف، هى متحف السادات، ومتحف الآثار، ومتحف المخطوطات، ومتحف تاريخ العلوم، بالإضافة إلى معرض محمد حسنين هيكل، ويعتبر متحف الرئيس الراحل محمد أنور السادات هو الأول من نوعه عن الرئيس الراحل فى مدينة الإسكندرية، فعلى مساحة 260 متراً يقع متحف السادات، بعدما جرى تخصيص جناح كامل له بجوار القبة السماوية، مع تميزه بطريقة عرض بانورامية تعيش من خلالها رحلة الزعيم من الحرب إلى السلام وصولاً إلى استشهاده.

قالت هالة صلاح، أمين متحف السادات، إنه تمت الاستعانة بلقطات فيديو أهداها للمكتبة التليفزيون المصرى مجموعها 12 ساعة، تضم عدداً من الخطابات وتقارير المراسلين الأجانب وفيلم السادات «أكشن بيوجرافى»، مع استعراض لكافة الوثائق الخاصة بعملية السلام المصرية الإسرائيلية وحرب أكتوبر، بالإضافة لمجموعة من التسجيلات التى لم تذع من قبل، سواء فى مصر أو الدول الأجنبية، بالإضافة إلى وجود تسجيل يتلو فيه القرآن الكريم بصوته فى بداية العرض، وأضافت فى تصريحاتها لـ«الوطن»، أن المتحف يضم عدداً من الأوسمة والنياشين التى حصل عليها الرئيس الراحل خلال مراحل حياته المختلفة، سواء داخل مصر أو إهداء من دول أخرى، وذلك بالإضافة إلى عدد من الأطباق الذهبية والفضية والبرونزية والنحاسية المهداة له وللسيدة جيهان قرينته، كما يضم المتحف عدداً من الميداليات، بالإضافة إلى مجموعة من البدل المدنية والعسكرية، والبدلة العسكرية التى كان يرتديها الرئيس الراحل يوم العرض العسكرى فى 6 أكتوبر 1981 مغطاة بدمائه، ومؤخراً تسلمت مكتبة الإسكندرية جواز سفر الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وذلك بعد مجهودات الدولة المصرية لعودته ليكون بذلك أحدث المقتنيات الخاصة بالرئيس الراحل، التى ضُمت إلى متحفه بالمكتبة.

فى ذات جانب التوثيق الإنسانى، كانت المكتبة على موعد مع احتضان معرض محمد حسنين هيكل منذ قرابة عامين ونصف، بالتحديد فى فبراير 2022، جاء نتيجة توقيع هدايت تيمور، حرم الراحل الكبير محمد حسنين هيكل، مع الدكتور مصطفى الفقى، مدير مكتبة الإسكندرية، فى فبراير 2019، الاتفاق النهائى لحفظ مكتبة هيكل ومقتنياته ووثائقه الفريدة بمكتبة الإسكندرية، وقد تم تشييد المعرض كمحاكاة لوضع الكتب والمكتبة، كما هى الأجواء بشقته فى حى الدقى، فتشعر وكأنك داخل منزل محمد حسنين هيكل، تشعر بروحه وبصمته فى كل مكان. وأوضح محمد غنيمة، رئيس وحدة الوثائق والمشرف على معرض هيكل، إن المعرض يضم حوالى 4000 كتاب، تضم إصداراته فى طبعاتها المختلفة، ومجموعة من الكتب الأخرى، تتنوع ما بين حقول الأدب والتراث والسياسة والاقتصاد والفنون، وأضاف لـ«الوطن» أنه يضم مجموعة من أهم أوراق هيكل الشخصية، ومنها شهادة ميلاده، وبطاقته العائلية، وشهادة إتمامه لمرحلة التعليم الابتدائى، ونسخة ضوئية من وصيته مكتوبة بخط يده، ومجموعة من جوازات سفره الدبلوماسية والشخصية، كما يضم المعرض مجموعة من المتعلقات الشخصية لهيكل، مثل ساعة يده وخاتمه، ومجموعة من أقلامه ونياشينه، بالإضافة إلى عدد من البورتريهات الخاصة به، ومجموعة من الكاريكاتيريات الصحفية التى رسمها أبرز فنانى الكاريكاتير له.

وأشار «غنيمة» إلى أن المعرض يحتوى على مجموعة هامة من مقتنيات الراحل، تتضمن عدداً من الخرائط التاريخية النادرة لمصر، وبعض الوثائق المكتوبة بخط يد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وعدداً من مسودات كتب هيكل، ومسودات عموده الشهير بالأهرام «بصراحة» بخط يده، بالإضافة إلى عدد من الخناجر التاريخية، ومجموعة من أندر صوره، حيث تم نقل «جدار الذكريات» الخاص بلقاءات الصحفى الكبير مع مجموعة من أبرز الشخصيات العالمية، مثل «جيفارا، وتيتو، والخمينى، وخروتشوف، وسارتر، سيمون دى بوفوار، وأنديرا غاندى، وياسر عرفات»، وغيرهم من الشخصيات العالمية، بجانب مجموعة من صوره مع الرؤساء جمال عبدالناصر وأنور السادات، ومن لقاءاته مع شخصيات مثل «أم كلثوم، ومحمود فوزى، وتوفيق الحكيم، وعبدالحليم حافظ» وغيرهم.

ومن الجانب الإنسانى إلى التاريخى والثقافى، يوجد متحف المخطوطات، الذى يهدف إلى التعريف بالذخائر التراثية ونوادر المخطوطات والكتب وحفظها والعناية بها بشكل علمى سليم، وذلك لجميع الفئات العمرية فى المجتمع، كما يعمل على التعاون والتبادل العلمى فى مجال المخطوطات مع المتاحف والمراكز المناظرة فى دول العالم، بالإضافة إلى توفير أكبر عدد ممكن من المخطوطات المصورة من جميع أنحاء العالم، وإتاحتها للباحثين بشكل مناسب.