مدير «مركز الأزهر للفتوى»: نضم خيرة خريجي الأزهر لإصدار فتاوى تراعي مستجدات الواقع

مدير «مركز الأزهر للفتوى»: نضم خيرة خريجي الأزهر لإصدار فتاوى تراعي مستجدات الواقع
- الأزهر
- الأوقاف
- دار الإفتاء
- مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية،
- الأزهر
- الأوقاف
- دار الإفتاء
- مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية،
قال د. أسامة الحديدي، مدير مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن الفتوى لها مكانة كبرى وهى «علمٌ له أهله»، والمفتي يقدم دواءً لـ«عليلٍ يبحث عن الشفاء».
قدّمنا أكثر من 1.7 مليون فتوى العام الماضي
فيجب أن تخضع الفتوى لمعايير وضوابط تضمن انضباطها وملاءمتها لحال السائل.
وأوضح «الحديدي»، خلال حواره مع «الوطن»، أن هناك تعاوناً وثيقاً ومُهماً بين الأزهر الشريف ودار الإفتاء لمواجهة انتشار فوضى الفتاوى من غير المؤهلين، الأمر الذى يمثل تكاملاً فى مجالات العمل الإفتائى، وانتشاراً للفتاوى الوسطية المستنيرة.. وإلى نص الحوار:
هل الفتوى صنعة؟
- تمثل الفتوى أهميةً كبيرةً لدى عامة المسلمين، ويحرصون على طلبها، فللفتوى خطر عظيم وفضل كبير؛ لذا حث المولى سبحانه وتعالى عباده على سؤال أهل الذكر والاختصاص إذا أرادوا التفقه فى دينهم، وسلامة عباداتهم، وإن كان لكل مجالٍ أهلُه العالمون به وبدروبه، فكذلك علمُ الفتوى له أهله، العالمون به، المشتغلون بقضاياه ومستجداته، فمن هنا تأتى أهمية الفتوى، التى تكون بمثابة تقديم الدواء لعليل يبحث عن الشفاء.
إذا كانت الفتوى الشرعية لها هذه الأهمية، فما ضوابط المفتى المشتغل بها؟
- لما كان للفتوى هذه المكانة الكبرى، والأهمية العظمى، ولها من التأثير ما لا يخفى على أحد، كان لزاماً أن توضع معايير فى القائم بها؛ لضبطها، وصلاحها لمواكبة مستجدات الواقع، وحالات المستفتين بما ينفعهم فى دينهم ودنياهم، ومن أهم ما يجب أن يتوفر فى المفتى، أن يكون عالماً بكتاب الله تعالى؛ مُحكمه ومتشابهه، وأسباب النزول، وعامه وخاصه، المطلق منه والمقيد، المفصل فيه والمجمل.
وأن يكون عالماً بسنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، صحيحها وضعيفها، وأسباب ورود حديثها، كذلك أن يكون مُلماً بالعلوم التى تخدم الفتوى من علم أصول الفقه، والمقاصد، والقواعد، واللغة، وأن يكون مُلماً بفقه الأولويَّات، وفقه المآلات، وفقه الأقليَّات، وأن يلتزم بالمنهج الوسطى دون غلو أو تفريط، وهذا هو المنهج الذى ينتهجه الأزهر الشريف، وأن يكون ذا ثقافة واسعة بالمجتمعات وأحوالها وأعرافها وعاداتها.
نُلاحظ أحياناً تجاذباً حول بعض الفتاوى، حيث تُوصف بعضُها أحياناً بأنها غير منضبطة أو شاذة.
ما دور الأزهر الشريف، الذى يحظى بمكانة خاصة فى نفوس المسلمين جميعاً، فى التصدى لفوضى الفتاوى؟
- مع التطور التكنولوجى الهائل فى وسائل الإعلام وانتشار استخدام وسائل التواصل الاجتماعى، تصدّر للفتوى كثير ممن لا علم له بها، ما أدَّى إلى انتشار فوضى الفتاوى من غير المؤهلين.
ورغم ذلك، لم يقف الأزهر الشريف -كونه أعرقَ مؤسَّسةٍ دينية إسلامية فى العالم- مكتوفَ الأيدي أمام هذه الفوضى، فقد وجَّه فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بإنشاء مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية تصدياً لهذه الظاهرة، فبدأ المركز عمله فى عام 2016.
وضم بين جنباته مجموعةً من خيرة خريجي الأزهر الشريف، الذين حصلوا على أعلى الدرجات العلميَّة فى مختلف تخصُّصات علوم الدين، إضافة إلى حصولهم على دورات تدريبية متخصصة فى مجال الفتوى والمذاهب الفقهية، وعلم أصول الفقه والمقاصد الشرعية وغيرها من العلوم التي تسهم فى خدمة الفتوى؛ لتصدر فتاواهم منضبطةً، ومراعية مستجدات الواقع ومصالح الناس.
وقد ضمَّ المركز فريقاً استشارياً علمياً يتكون من خبراء متخصصين فى مجالات علمية متنوعة، وتتضافر قطاعات الأزهر الشريف متمثلة فى هيئة كبار العلماء، ولجان الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية المنتشرة فى كل أنحاء الجمهورية، ومركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، لتقديم الفتاوى المنضبطة للكافة، محلياً وعالمياً، ما يسهم فى التصدي لفوضى الفتاوى وإصدارها من غير أهلها.
كما أن هناك تعاوناً وثيقاً ومُهماً بين الأزهر ودار الإفتاء فى هذا الشأن، الأمر الذى يمثل تكاملاً فى مجالات العمل الإفتائى، وانتشاراً للفتاوى الوسطية المستنيرة.
يحتلُّ مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية مكانة بارزة على الساحة الدينية، وقد حقق إنجازات مهمَّة، فهل بإمكانكم إطلاعنا على أبرزها؟
- يتقدم المركز بخطوات ثابتة وواثقة نحو تحقيق أهدافه المرجوة، فى خدمة دين الله تعالى، فى تخصصات ومجالات شتى، منها الإفتائى، ومنها التوعوى، ومنها الإعلامى، ومنها الاجتماعى، ونال المركز ثقة كبيرة من الجمهور، حيث بلغت ردود المركز فى مجال الفتاوى فقط نحو 1.766.460 فتوى (مليون وسبعمائة وستة وستين ألفاً وأربعين فتوى) خلال العام الماضى 2023م. وقد تُوِّجَت إنجازاتُهُ فى المجالات المختلفة بحصوله على جائزة مصر للتميز الحكومى لعام 2023، محققاً المركز الأول كأفضل فريق عمل على مستوى الجمهورية.
معايير وضوابط الفتوى
أشرنا إلى وجود معايير وضوابط يجب أن تتوفر فى المفتى، كذلك يجب أن تخضع الفتوى لمعايير وضوابط تضمن انضباطها وملاءمتها لحال السائل، دون شطط أو غلو، ولتحقيق ذلك ينبغى أن تتَّسم الفتوى بأن تكون معتمدةً على دليلٍ شرعى معتبر، مستمدٍّ من كتاب الله وسنَّة سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومستندة إلى الأدلة الشرعيَّة المعتمدة، ولا يجوز تجاوزها، كذلك يجب أن تلتزم الفتوى بضوابط اللغة، وقواعد الأصول، ومقاصد الشريعة، وطرائق استنباط الأحكام، وقواعد إسقاطها على الواقع، وتجب مراعاة تأثير الزمان والمكان وحال المستفتى عند إصدار الفتوى.