خبراء يكشفون أثر الأعاصير على اقتصاد أوروبا وأمريكا.. هل جاء وقت دفع ثمن تغير المناخ؟

كتب: محمد متولي

خبراء يكشفون أثر الأعاصير على اقتصاد أوروبا وأمريكا.. هل جاء وقت دفع ثمن تغير المناخ؟

خبراء يكشفون أثر الأعاصير على اقتصاد أوروبا وأمريكا.. هل جاء وقت دفع ثمن تغير المناخ؟

شهدت القارة الأوروبية سلسلة أعاصير وفيضانات تسببت في أضرار جسيمة على المستويات البشرية والمادية، وتلك الكوارث الطبيعية، أصبحت أكثر تكرارًا بسبب التغير المناخي، ما أدى إلى خسائر فادحة في الممتلكات والبنية التحتية، وأثر بشكل كبير على الاقتصاديات المحلية والإقليمية.

أوروبا تواجه تحديات كبرى بسبب التغيرات المناخية

وحاليا تواجه الدول الأوروبية تحديات كبرى في التعامل مع آثار تلك الظواهر والعوامل المترتبة عليها، بدءًا من الأضرار التي لحقت بالزراعة والصناعات، وصولًا إلى تأثيرها على السياحة والنقل، حيث أشارت التقديرات إلى أنّ الفيضانات الأخيرة كبّدت الدول الأوروبية مليارات اليوروهات، ما سلط الضوء على الحاجة الملحة لتعزيز استراتيجيات إدارة المخاطر والتكيف مع المناخ.

مستشار الأمم المتحدة للمناخ: الفترة الحالية لأوروبا وأمريكا خاصة بالأعاصير والفيضانات

من جانبه، يقول الدكتور بدوى رهبان، مستشار الأمم المتحدة للمناخ من باريس، إنّ الفترة الحالية بالنسبة للولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية هي فترة الأعاصير، والتي تبدأ في أوائل يونيو وينتهي في أواخر نوفمبر، مشيرا إلى أنّ تلك الفترة من الطبيعي رؤية الأعاصير فيها، لكن ما كان مفاجئا هو شدة الأعاصير التي حدثت، والتي تبعت الواحد تلو الآخر.

وأضاف «رهبان» لـ«الوطن»، أنّ الولايات المتحدة الأمريكية ضربها زلزال هيلين منذ 3 أسابيع، وقبل أسبوع ضربها إعصار ميلتون، وجاءت الأعاصير متتالية وبشدة مرتفعة، الأمر الذي لم يكن اعتياديا وفاجأ السلطات والخبراء في أمريكا.

رهبان: أوروبا غير معرضة للأعاصير لكنها أكثر عرضه للفيضانات

وأكد أنّه بالنسبة للفيضانات فهي تواكب الأعاصير، وكلما يحدث إعصار تعقبه فيضانات شديدة، وعادة حتى في تلك الأعوام فإنّ الضحايا والخسائر التي سببتها الأعاصير لا تظهر فقط بسبب الرياح العنيفة، لكنها تكون بسبب الأمواج والفيضانات التي يتسبب فيها الإعصار، أما عن أوروبا فهي غير معرضة للأعاصير، لكنها عرضة للفيضانات والسيول وما هو مفاجئ الآن أنّ الفيضانات بدأت تضرب أوروبا ومنهم فرنسا، وخلال الأسبوعين الماضيين ضربت العاصفة كيرك فرنسا وأسبانيا والبرتغال، ولا تزال آثارها بين المواطنين مستمر.

خبير اقتصادي: الخسائر جراء العواصف والفيضانات تخطت المليارات

من جانبه، قال الدكتور أنور القاسم، الخبير الاقتصادي لجريدة فايننشال تايمز من لندن، إنّه من المبكر إحصاء الخسائر التي شهدتها الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية جراء الأعاصير والفيضانات التي وقعت خلال الأيام الماضية، لكن الخسائر قد تجاوزت المليارات بدمار كبير للبنية التحتية للبلاد، خاصة منطقة وسط أوروبا، وهناك أكثر من 6 دول هما الأكثر تضررا جراء تلك الفيضانات والعواصف.

وأضاف «القاسم» لـ«الوطن»، أنّ الفيضانات تضرب البني التحتية في تلك الدول وتزيد أعبائها الاقتصادية، وهي الدول التي تعاني في الأساس من حالة تضخم ومشاكل اقتصادية كبرى، كما تضرب تلك الفيضانات والعواصف قطاع الزراعة في تلك البلاد، وهو قطاع حيوي ومهم في معظم تلك الدول.

قاسم: الخسائر الأولية للأعاصير والفيضانات بلغت مليار يورو

وأكد أنّ هناك الكثير من الشركات الكبيرة على مستوى القارة أوقفت إنتاجها نتيجة الفيضانات، مع الخشية لوصول المياه أو العواصف للشركات، لافتا إلى أنّ التقدير الأولي للخسائر لما حدث خلال الأسابيع الماضية تخطى المليار يورو، لكنه لا يحتسب الأضرار الجانبية، حيث توقف قطاع الطيران والسياحة، كما بدأت بعض الدول تعديل ميزانياتها وفق التغيرات المناخية الأخيرة، مشددا على أنّ أوروبا وأمريكا حاليا تدفع ثمن فاتورة التغير المناخي الذي ساهمت فيه بسبب المصانع الكبيرة واستخدام الفحم والتلوث البيئي الناتج عن الثورة الصناعية.


مواضيع متعلقة