مدير مهرجان الموسيقى العربية: «المتحدة» شريك أساسي في النجاح.. وتسهم في نشر الوعي الثقافي

مدير مهرجان الموسيقى العربية: «المتحدة» شريك أساسي في النجاح.. وتسهم في نشر الوعي الثقافي
- مهرجان الموسيقى العربية
- "الشر كة المتحدة"
- الدكتور خالد داغر
- تطوير الموسيقى
- مهرجان الموسيقى العربية
- "الشر كة المتحدة"
- الدكتور خالد داغر
- تطوير الموسيقى
كشف الدكتور خالد داغر، مدير مهرجان الموسيقى العربية، عن التفاصيل الكاملة للدورة الحالية، وعن أبرز أهدافها وتحدياتها، وعن آلية اختيار المطربين المشاركين، وأسماء المكرمين وإسهاماتهم فى مجال الموسيقى، ومدى أهمية المؤتمر العلمى لتطوير الموسيقى، وعن إمكانية مشاركة مطربى المهرجانات فى الدورات المقبلة من المهرجان، على اعتبار أنهم حالة موسيقية انتشرت بشكل كبير فى الآونة الأخيرة.
وقال «داغر»، فى حوار مع «الوطن»، إن الدورة الـ32 من مهرجان الموسيقى العربية تحمل شعار الأصالة والمعاصرة، كما أنها تحمل اسم سيد درويش احتفالاً بمئويته، مؤكداً أن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تسهم فى نشر الوعى الثقافى، كما أنها شريك أساسى فى نجاح المهرجان.. وفيما يلى تفاصيل الحوار:
ما شعورك بعد توليك مهام إدارة مهرجان الموسيقى العربية فى دورته الـ32 وهو المهرجان الأهم والأعرق فى الوطن العربى.. ألم تتردد من عبء المسئولية؟
- على العكس، هذه المسئولية مبعث فخر وشرف كبير لى أن أتولى إدارة مهرجان الموسيقى العربية، وفى أى منصب الوطن ينادينا نحن نلبى النداء على الفور، ومهرجان الموسيقى حدث مهم وكبير للغاية فى مصر والوطن العربى ودول العالم أيضاً، فهو بالفعل المهرجان الأعرق فى المنطقة، ومنذ الدورة الأولى له يشهد المهرجان وجود نجوم من مصر والوطن العربى.
خاصة أن الهدف الرئيسى للمهرجان البحث عن حلول لمشاكل الموسيقى العربية، من خلال المؤتمر الذى ينعقد كل عام مع المهرجان، والذى يضم المقامات والقوالب البنائية للمؤلفات الموسيقية، ودراسة الآلات المتاحة، والآلات الغربية التى يمكن الاستعانة بها والاستفادة منها، فهو يهتم بتطوير الموسيقى العربية، من خلال الباحثين، إلى جانب الحفلات الجماهيرية، وتحمل الدورة الحالية من المهرجان شعار الأصالة والمعاصرة.
وما سر اختيار فنان الشعب سيد درويش لتحمل الدورة الحالية من المهرجان اسمه؟
- الفنان سيد درويش هو موسيقار الشعب، ومن أوائل الموسيقيين الذين قدموا تطويراً كبيراً فى شكل اللحن والأغنية والمسرح الغنائى، فهو يُعد أيقونة للفن المصرى، وكان من المقرر الاحتفال بمئويته خلال الدورة الماضية، ولكن تم تأجيل الدورة بسبب أحداث غزة المؤلمة، فقررنا أن نحتفل به فى الدورة الحالية، نظراً لأهميته الكبيرة فى تطوير الموسيقى، ويشهد المهرجان فى دورته الحالية تكريم اسم فنان الشعب، كما سيتم تقديم مجموعة أوبريتات من أعمال سيد درويش.
حدثنا عن التعاون بين وزارة الثقافة والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية خلال فعاليات مهرجان الموسيقى العربية؟
- وزارة الثقافة، ممثلة فى الوزير أحمد فؤاد هنو، تقدم الدعم الكامل لمهرجان الموسيقى العربية، بالتعاون مع الشريك الأساسى للنجاح وهو الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وهى جزء من نجاح المهرجان، لأنها تسهم فى أن تصل الحفلات إلى كل دول العالم، وليس الحاضرين فقط، ونشر الوعى الثقافى.
من هم أبرز الفنانين الذين تم تكريمهم خلال حفل افتتاح الدورة الـ32 للمهرجان؟
- بعد بداية حفل افتتاح المهرجان بالنشيد الوطنى، وكلمة وزير الثقافة، الدكتور أحمد فؤاد هنو، وكلمة رئيس دار الأوبرا المصرية الدكتورة لمياء زايد، تم الإعلان عن تكريم 19 فناناً وموسيقياً من المبدعين ممن أثروا الحياة الموسيقية فى مصر والوطن العربى بالفن الراقى، وليس الأحياء فقط بل الراحلين أيضاً، ومنهم الدكتورة إيناس عبدالدايم باعتبار أنها فنانة عظيمة لها إسهامات حقيقية فى تطوير الموسيقى والنهوض بالمهرجان، والمطرب محمد منير، وهو أسطورة فى اللون الغنائى الذى يقدمه، ونجح فى أن يجوب العالم بـ«التيمة الجنوبية» الخاصة به، التى يقدمها.
وكذلك الموسيقار العظيم صلاح الشرنوبى، والموسيقار زياد الرحبانى، والفنان التونسى لطفى بوشناق، وهو من مؤسسى المهرجان، والموسيقار خالد بن حمد، وعازف العود حازم شاهين، واسم الشاعر حسين السيد، والشاعر إبراهيم عبدالفتاح، واسم الفنان الراحل أحمد الحجار، والموسيقار ممدوح سيف، والفنان فؤاد زبادى، واسم الشاعر مأمون الشناوى، والموسيقار عبدالله حلمى، والدكتور محمد السيد شبانة، والدكتورة إنعام لبيب، والدكتور خليفة الشيمى، والفنان محمد محسن، والدكتور محمد حسن.
يتزامن تكريم «الكينج» محمد منير فى حفل افتتاح مهرجان الموسيقى العربية مع الاحتفال بعيد ميلاده.. فهل ذلك صدفة أم قرار من إدارة المهرجان؟
- محمد منير لازم يتكرم كل شهر، ونحن الأكثر حظاً أن يتم تكريمه بالتزامن مع احتفاله بعيد ميلاده، وقرار تكريمه نابع من إسهاماته الكبيرة واللامتناهية فى مجال الموسيقى، وأود أن أوجه له رسالة تهنئة خاصة من خلال «الوطن»: «بنحبك يا كينج، ودايماً تكون نموذج مهم للأغنية المصرية وسفير للموسيقى العربية».
ما الذى تقدمه الدورة الحالية مختلفاً عن الدورات السابقة من المهرجان؟
- أغلب الدول العربية موجودة بالدورة الحالية من مهرجان الموسيقى العربية، إلى جانب الدول الأجنبية، من أجل إعطاء مساحة أكبر، وهذه هى المرة الأولى التى يتم تقديم تجارب موسيقية تعبر عن المحاور الأساسية للمؤتمر العلمى، والتى تعد وصفاً حقيقياً بالعزف والغناء عن المحاور الموسيقية بالأبحاث، والتى تكون جميعها مبنية على فكرة التأثير والتأثر، وكيف أن الموسيقى العربية أثرت فى الأساليب المختلفة للعالم، من أجل استقطاب الجمهور العادى، لأن مؤتمر الموسيقى ليس فقط للمتخصصين، ففى الدورة الـ32 من المهرجان، لدينا 6 تجارب موسيقية، وتم نفاد جميع تذاكرها، وهى مؤشر قوى لإدراك الجمهور ووعيه، للتعرف على مزيج العزف على الآلات والثقافات المختلفة بأساليب مختلفة والحقيقية التى تجعلنا نطور فى التأليف والعزف الموسيقى.
هل تلك الأبحاث الموسيقية بالمهرجان من أجل التطوير فقط، أم للتصدى للألوان الموسيقية التى انتشرت مؤخراً مثل المهرجانات؟
- نحن متخصصون بالموسيقى، مهمتنا فى المؤتمر العلمى للموسيقى الرصد والتحليل، دون التطرق للمنافسة مع ألوان موسيقية أخرى، أو فى محاولة للقضاء عليها، فهدفنا الأساسى البحث عن نماذج حقيقية تعبر عن موسيقانا العربية الحقيقية، والتى نرعاها بعد ذلك ونقدمها بشكل احترافى للجمهور.
مطربو المهرجانات ليس لهم مكان فى مهرجان الموسيقى العربية ونستهدف الأصوات الحقيقية
يشارك المطرب تامر عاشور لأول مرة خلال فعاليات المهرجان.. فما معايير اختيار المشاركين وعلاقتها بالجماهيرية؟
- المقام الأول بالنسبة لنا فى الاختيار يكون على أساس الجودة، فنحن نستهدف الأصوات الحقيقية والمطربين، يليها فى تحديد الاختيار مدى الجماهيرية، وهو عنصر مهم للحفلات الموسيقية، وتامر عاشور من المطربين الذين لديهم حضور طاغٍ على المسرح، ولديه لون غنائى خاص به، بالإضافة للمطرب أحمد سعد، الذى يمتلك الجودة والنجاح فى أغانيه مع الحشد الجماهيرى الضخم بكل حفلاته.
هل واجه مهرجان الموسيقى العربية أزمة بسبب اعتذار نجوم لبنان فى الدورة الحالية تضامناً مع الشعب اللبنانى؟
- بالطبع كنا نتمنى ألا تتم هذه الاعتذارات للمطربين وائل جسار وعاصى الحلانى، خاصة أنهما كانا فى حالة تردد فى بداية الأمر، ما بين الغناء من أجل لبنان، وأن يجعلا العالم ينتبه لقضية بلدهما، والعدوان الغاشم على الشعب اللبنانى، وبين غضب الجمهور اللبنانى منهما لإحيائهما حفلات فى ظل ظروفهم الصعبة، ولكننى كنت أدعم الفكرة الأولى، لأن سلاح الفنان صوته وعزفه من خلال أغنية واحدة وتوصيل الصوت والرسالة بشكل مباشر، ولكن لهما كافة الحرية فى اختيار قراراتهما مع ما يتناسب مع جمهورهما، وإن كانت هناك بدائل أخرى عن الاعتذار، مثل التبرع بالأرباح لمساعدة الشعب اللبنانى، مثلما أعلنت المطربة عبير نعمة، وهى صوت مثقف ومميز.
المهرجان لم يتأثر باعتذار نجوم لبنان.. والاتفاق مع «مرقة ونسمة» ونجوم الأوبرا لتعويض الغائبين
ولكن مهرجان الموسيقى العربية قوى ولم يتأثر بتلك الأزمة، وتم الاتفاق مع المطرب الأردنى عزيز مرقة، على إحياء حفل المطرب عاصى الحلانى، وتكون فى الفقرة الأولى المطربة نسمة محجوب، أما عن حفل المطرب وائل جسار، فتم الاتفاق على أن يحيىه مواهب ونجوم دار الأوبرا، وتكون الفقرة الأولى لكوكب الشرق أم كلثوم، أما الفقرة الثانية فهى للعندليب عبدالحليم حافظ.
ولماذا لم تتم مشاركة المطربة شيرين عبدالوهاب فى الدورة الحالية من مهرجان الموسيقى العربية؟
- بالطبع شيرين عبدالوهاب من أهم المطربات فى مصر والوطن العربى، وهى بنت دار الأوبرا المصرية، وغنت بها فى طفولتها، ولكن ظروفها الأخيرة منعتها من المشاركة فى الدورة الحالية، خاصة أنها كانت خارج مصر، وأعد الجمهور بحفل قريب لشيرين عبدالوهاب فى الأوبرا، لأنها صوت مصرى قوى.
نقدم 4 مسابقات بالمؤتمر العلمى من بينها الأطفال و«ذوى الهمم» والارتجال الموسيقى
وماذا عن مسابقات المؤتمر العلمى للمهرجان بهذه الدورة؟
- الدورة الحالية من المؤتمر العلمى للمهرجان تضم 4 مسابقات، مسابقتا الدكتورة رتيبة الحفنى، الأولى للأطفال، والثانية للشباب من ذوى الهمم لأول مرة، خاصة أن الغناء موهبة من الله ولا يعيقه أى شىء، بالإضافة إلى مسابقة عبده داغر للارتجال الموسيقى، وهو مهم للغاية فى دراسة الموسيقى العربية، ومسابقة التوزيع الأوركسترالى لأول مرة، وستكون المسابقة من خلال ألحان سيد درويش، وستكون نواة لعازفين جُدد.
يشهد المهرجان عدة مسارح لانطلاق الحفلات.. ولكن ما سر استمرارها على مسرح «النافورة» وعدم عودتها للمسرح الكبير كما كان قبل جائحة كورونا؟
- بالفعل تنطلق فعاليات الدورة الـ32 من المهرجان خلال 7 مسارح تابعة لدار الأوبرا المصرية، ولكن فيما يتعلق باستمرار الحفلات على مسرح «النافورة» فهو يتعلق بالبحث عن الأفضل، من حيث التصوير والأجواء الخلابة أثناء الحفلات مع السماء وبرج القاهرة ونهر النيل، فهو جدير بأن تكون الحفلات من خلاله، بالإضافة إلى أن عدد المقاعد به ضعف عدد مقاعد المسرح الكبير.
مهرجان ذو طابع خاص
مهرجان الموسيقى العربية له طابع خاص، وحاولنا فى جدول الحفلات هذا العام الحفاظ على الكيف فى اختيار المطربين والموسيقيين، ففى حفل الختام الصوت الطربى مى فاروق، لنؤكد معه أن المهرجان يتيح الفرصة للأصوات الحقيقية التى تمتلك إمكانيات حقيقية، مع التأكيد على أننى لست ضد لون المهرجانات فى الغناء، ولكن ليس مكانهم فى مهرجان الموسيقى العربية، وأدعم فكرة وجود فنون موازية، لأن أغانى المهرجانات بها بعض الأصوات الجيدة ولديها تكنيك مميز، وأخرى سيئة، وندرس تلك الظاهرة خلال المؤتمر العلمى، للوقوف على أسباب انتشارها ونحللها، فلا توجد فترة من الفترات لا يوجد بها الجيد والسيئ والأسوأ، ولكن الذى يستمر الأصوات الحقيقية.