لغز مقبرة الإسكندر الأكبر.. أين دُفن أعظم قادة التاريخ في المنطقة العربية؟

لغز مقبرة الإسكندر الأكبر.. أين دُفن أعظم قادة التاريخ في المنطقة العربية؟
- الإسكندر الأكبر
- تابوت الإسكندر
- مقبرة الإسكندر
- لغز مقبرة الإسكندر
- الإسكندر الأكبر
- تابوت الإسكندر
- مقبرة الإسكندر
- لغز مقبرة الإسكندر
في العام 323 قبل الميلاد، أُسدل الستار عن أسطورة الإسكندر الأكبر أحد أشهر القادة العسكريين في التاريخ، بعدما مات وسط جنوده بقصر نبوخذ نصّر ببابل، راقدًا على فراشه دون أن يترك لتلك الامبراطورية المهولة وريث قوي سوى طفل رضيع ضعيف، وأصبح موضوع دفن جثته وسبب موته محل جدل عالمي تدور حوله الحكايات والأساطير إلى يومنا هذا، ومقبرته الغامضة لغزًا يسعى الباحثين للعثور عليها لتحقيق إنجاز غير مسبوق، ومع استمرار الأقاويل حول الإسكندر ومقبرته الغريبة، يسرد الدكتور والمؤرخ شريف شعبان لـ«الوطن» بعض الحقائق عن مقبرة الإسكندر نعرضها في السطور التالية.
لغز مقبرة الإسكندر الأكبر
يقول الدكتور شريف شعبان، إنّ العالم القديم استيقظ على خبر وفاة الإسكندر الأكبر عام 323 قبل الميلاد، وبعد وفاته بشهور ولد ابنه الإسكندر الرابع من زوجته الفارسية روكسانة، ولأنه رضيعًا تم الاتفاق على أن يكون بيرديكاس القائد الأعلى لجيوش الإسكندر الوصي على الإمبراطورية كافة.
وفيما يخص سبب وفاة الإسكندر تعددت الروايات الحديثة ما بين مرض الكبد الكحولي، والحمى، وتسمم الإستركنين بينما تُرجح أغلب الدراسات أنه توفى بحمى التيفويد بجانب الملاريا التي كانت شائعة في بابل.
وحول لغز المقبرة التي لم يجري تحديد مكانها حتى الآن، قال «شعبان» إن إشكالية دفنه ومكان مقبرته هي إحدى أهم ألغاز العالم القديم، ومع مرور الزمن غطى هذه المقبرة حجاب كثيف من الغموض، وأصبح من الصعب التمييز بين الحقائق التاريخية والأسطورية.
بالنسبة للأساطير حول مكان دفن الإسكندر الأكبر، أضاف «شعبان»:«يمكن القول بالفعل إن أسطورة مقبرة الإسكندر لا تزال حاضرة في الإسكندرية اليوم»، وهذا يعني وجود مقبرته في مصر، و أضاف بعض التفاصيل التي رويت عن جنازة الإسكندر قائلًا: «مع إعلان وفاة الإسكندر في بابل، تم إعداد موكب جنائزي ملكي مهيب يليق باسم ومكانة الملك».
الروايات القديمة عن موت الإسكندر ومكان دفنه، ذكرت أنه جرى تخطيط وبناء عربة جنائزية مناسبة لنقل الجثة من بابل استغرق عامين من وقت وفاة الإسكندر، ولا يُعرف بالضبط كيف جرى الحفاظ على الجثة لمدة عامين تقريبًا قبل نقلها من بابل».
ماذا فعلوا في جسد الإسكندر؟
ويروي المؤرخ أنه في عام 1889، اقترح عالم المصريات الإنجليزي «واليس بادج» أن جثمان الإسكندر الأكبر كان مغمورا في وعاء كبير من العسل حتى يجري نقله في مدة عامين في عربة جنائزية من بابل إلى مصر، بينما ذكر المؤرخ الإغريقي بلوتارخ، أنه الجثمان خضع لمجموعة من المحنطين المصريين، ووضع جثمان الإسكندر في تابوت من الذهب الذي كان ملائمًا للجسم وفقًا لما ذكره المؤرخ الاغريقي ثيودور الصقلي بينما وضع التابوت على عربة مهيبة تجرها الخيول.
وفيما بعد استبدل التابوت الذهبي بآخر من الكريستال، وظلت حيازة الجثمان موضوع نزاع بين القادة بيرديكاس وبطلميوس الأول سوتر وسلوقس الأول نيكاتور، إذ أراد بيرديكاس نقل الجثمان ليدفن تحت سلطته في مقدونيا، ولكن أثناء مرور الموكب بسوريا، اعترضه بطلميوس الأول سوتر وحوّل اتجاه الموكب إلى مصر حيث دُفن في منف، وذلك رغبة منه تحقيق نبوءة العراف الإغريقي «ريستاندر»، العراف المفضل لدى الإسكندر، والذي تنبأ «بأن البلد الذي دفن فيه جسده سيكون الأكثر ازدهارًا في العالم».
وفي أواخر القرن الرابع أو أوائل القرن الثالث قبل الميلاد، أمر الملك بطلميوس الثالث فيلاديلفوس بنقل جثمان الإسكندر مرة أخرى من منف إلى الإسكندرية لإعادة دفنه، أما في عصر الملك بطلميوس الرابع فيلوباتور، وُضع جسد الإسكندر في ضريح عام بالإسكندرية، حيث أطلق عليه بالإغريقية اسم «سوما» أي الجسد أو «سيما» أي شاهد القبر، وأصبحت تلك المقبرة الفخمة والتي تتسم بالثراء الفاحش نقطة محورية لتقديس الإسكندر الأكبر عند البطالمة.
ومع استمرار البحث عن مقبرة الإسكندر الغامضة، رُصدت أكثر من 400 محاولة للبحث عن مقبرة الإسكندر الأكبر، ويقترح بعض علماء الآثار أن موقعها يقع عند تقاطع شارعي الحرية (كانوب) والنبي دانيال على مقبرة من جامع النبي دانيال، وهما الشارعان القديمان L1 وR5، وفقًا لخطة محمود باشا الفلكي للمدينة والتي رسمها بأمر من الخديوي إسماعيل عام 1865، لكن بحسب «شعبان» يجب الأخذ في الاعتبار بأن ملامح الإسكندرية البطلمية والرومانية لا تزال غير معروفة ولم تجري أي حفريات أثرية موثوقة على الإطلاق خلال القرن 19، كما اختفت هذه الملامح تمامًا مع أعمال التوسع الحضري التي بدأت بعد عام 1882.