سياح يتحدون تهديدات الجهاديين.. ويقررون البقاء في تونس
سياح يتحدون تهديدات الجهاديين.. ويقررون البقاء في تونس
كانوا بعيدين بضع مئات من الأمتار فقط من مكان الحادثة، عندما قتل جهادي تونسي مسلح بكلاشنيكوف 38 سائحًا على أحد شواطىء مدينة سوسة الجمعة الماضي. لكنهم مع ذلك قرروا البقاء في تونس "تضامنًا" مع التونسيين.
على شاطئ "أمبريال مرحبًا" في منطقة القنطاوي السياحية من ولاية سوسة (وسط شرق) أزيلت آثار الدماء من على الكراسي التي يتشمس عليها السياح عادة.
وباقات الزهور التي وضعت على الرمل وبدأت تذبل، هي آخر علامات الاعتداء الدموي الذي حصل الجمعة وتبناه تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف.
يتجول سياح بملابس البحر في المكان نفسه الذي حصل فيه الهجوم الجهادي الأكثر دموية في تاريخ تونس الحديث.
كارولين، التي كانت الجمعة في الجانب الآخر من الفندق وعلى بعد أمتار من منفذ الهجوم، قررت البقاء في تونس على عكس آلاف السياح الذين غادروا.
وقالت السائحة بعد وضع وردة على نصب تذكاري صغير أقيم على الشاطئ "هذا ليس خطأ البلد، إنها مسؤولية هؤلاء الأشخاص المجانين وليست مسؤولية الشعب التونسي"، مقرة بأنها فكرت بالمغادرة في وقت ما.
وتابعت: "قلت في نفسي إن المطار هو أسوأ مكان يمكن أن أكون فيه.. اعتقد أنه لا يجب الهروب.. لكن بالطبع كان الأمر سيكون مختلفًا لو كنت على هذا الشاطئ" يوم الهجوم.
وعلى بعد أمتار قليلة، اتخذ السائحان الألمانيان بيتر ورفيقته انغريد الخيار نفسه.
وعلى الرغم من، أن فندقهما يقع على بضعة أمتار من "إمبريال مرحبا" إلا أنهما وضعا فور وصولهما الحقائب في الغرفة وخرجا يتمشيان على الشاطئ.
وقال بيتر "رأينا أناسا مذعورين يتحدثون عن حصول هجوم". ومنذ ذلك الحين "غادر أغلب السياح فندقنا لكن رغم ذلك قررنا البقاء. لن نغادر بسبب هؤلاء الحمقى" في إشارة إلى الجماعات الجهادية التي تصعد عنفها في تونس.
وبعد هجوم الجمعة، غادر آلاف السياح تونس. وذكرت نقابة وكالات السفر الفرنسية إنها سجلت 80% من الإلغاءات وطلبات السفر إلى وجهة أخرى في يوليو".
وفي مطار المنستير، الذي يبعد 30 كلم عن مرفإ القنطاوي، وحيث تهبط طائرات الرحلات الجوية رخيصة الثمن من فرنسا، كان عمال في انتظار 32 سائحًا لم يلغوا حجوزاتهم نحو تونس. لكن لم يصل منهم سوى تسعة.