هل تغيرت السياسة الخارجية المصرية من أمريكا لروسيا بعد 30 يونيو؟

هل تغيرت السياسة الخارجية المصرية من أمريكا لروسيا بعد 30 يونيو؟
سرعان ما تتحول العلاقات بين الدول من مرحلة التنافر إلى مرحلة التجاذب، فرغم أن العلاقات المصرية الخارجية كانت تتجه فيما قبل ثورة 30 يونيو، إلى التجاذب مع الولايات المتحدة الأمريكية، التي كانت هي ذاتها توالي جماعة الإخوان، تحولت بعد ثورة 30 يونيو إلى توطيد العلاقات مع موسكو، ما جعل الآراء تتباين بشأن التحول في العلاقات بين الدولتين.
فالرأي الأول يرى أن مصر تسعى لتكامل السياسة الخارجية، والبحث عن مصالحها، أما الرآي الآخر، فيرى أن مصر تسعى لتوطيد علاقتها بموسكو خوفًا من دعم أمريكا لجماعة الإخوان المسلمين التي لم يرض عنها الشعب وسرعان ما ثار ضدها.
قالت الدكتورة نهى بكر أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن التوجه لتوطيد العلاقات مع روسيا ليس استبدال لطرف دون آخر لكنه استكمال للسياسة الخارجية المصرية، فمصر لا تريد قوة واحدة بل تريد أن تكون على علاقة بعدة قوى لتحقق توازن في العلاقات الخارجية سواء في تمويل المشاريع أو مساندة الدول ودعمها لمصر في المنظمات الدولية المختلفة.
وأكدت بكر، أن مصر لم توطد علاقتها بروسيا فقط بل قامت بتوطيد علاقتها بدول إفريقيا والدول العربية سعيًا لمصالها أولا، فمصر ترى أن الوقت حان للعب دورًا إقليميًا لبناء الدول العربية التي هدمتها الثورات مثل سوريا وليبيا واليمن وغيرها.
واستطردت بكر، أن الولايات المتحدة الأمريكية، سبق وأن أعلنت في 2007 أنها ستنقل قيادتها لمنطقة الشرق الأوسط سعيًا لوجود توجه إسلامي معتدل في المنطقة، والتي كان من بينهم جماعة الإخوان وبالفعل قام الشعب المصري باختيار جماعة الإخوان لتحكم مصر وانتهى الأمر بالثورة ضدهم.
من جانبه، قال سعيد اللاوندي خبير العلاقات الدولية، إن مصر بعد ثورة 30 يونيو رفعت شعارًا جديدًا للسياسات الخارجية وهو "سياسات متوازنة مع الجميع"، فالسيسي أكد أنه سيكون على مسافة واحدة فلم تعد السياسة الخارجية مجرد مجاملات أو عواطف بل مصالح فالتعامل أصبح بلغة المصالح فقط على عكس ما كانت عليه الأحوال قبل ثورة 30 يونيو.
وأكد اللاوندي، أن هدف العلاقات المتوازنة مع الدول المختلفة هي إعادة التوازن للعلاقات السياسية الخارجية، لأن السياسة الخارجية الأمريكية تقوم على التناقض، ففي الوقت التي كانت تستقبل فيه وفودًا من جماعة الإخوان بها كانت تبعث بجماعات من الكونجرس لمقابلة المسؤولين في مصر لترفع الولايات المحدة شعار "لا صداقات دائمة ولا عداوات دائمة".