لماذا لم تتطرق الأعمال الفنية لـ"30 يونيو" خلال العامين الماضيين؟

لماذا لم تتطرق الأعمال الفنية لـ"30 يونيو" خلال العامين الماضيين؟
رغم أن الفن هو توثيق للأحداث التي تمر بها البلاد، إلا أن هناك الكثير من الأحداث التاريخية، التي مرت في مصر ولم يتم توثيقها بشكل يناسب حجمها، فثورة 25 يناير ظهرت في العديد من الأعمال الفنية الدرامية منها والسينمائية، ورغم ضخامة الحدث وتأثيره على الجوانب الأخرى الاقتصادية منها والفنية، لكن ما يثيرالتساؤلات هو عدم التطرق بمشهد واحد على الأقل في الأعمال الفنية رغم مرور الذكرى الثانية لـ30 يونيو، الموافق اليوم.
قال طارق الشناوي الناقد الفني، إن عدم الحديث حول ثورة 30 يونيو في الأعمال الفنية يرجع إلى اختلاف الأراء عليها في الشارع المصري، فالبعض يراها ثورة والبعض الآخر يراها انتزاع للسلطة الشرعية، التي كان يمثلها الرئيس الأسبق محمد مرسي، وهذا الاختلاف في الرأي يحول دون وجوها في عمل فني بشكل صريح.
وأضاف الشناوي، لـ"الوطن"، أن ذكر ثورة 30 يونيو في الأعمال الفنية دون التطرق إلى ثورة 25 يناير لأنهما يكملان بعضهما، وهذا سيجعل الشارع المصري به نوعًا من الصراع القائم على اختلاف توصيف 30 يونيو لذلك يتجنب المنتجين العمل بها.
وتوقع أن مسلسل "أستاذ ورئيس قسم"، الذي يقوم ببطولته الفنان عادل إمام أن يتطرق لثورة 30 يونيو، نظرًا لأنه في العشر حلقات الأولى تطرق إلى أحداث 25 يناير ما يجعله مضطرًا لذكر أفعال الإخوان السيئة والتي انتهت بثورة 30 يونيو. بحد قوله.
من جانبها، قالت ماجدة خيرالله، الناقدة الفنية، إنه في مختلف دول العالم لا يتم توثيق الأحداث السياسية الهامة في فترة قصيرة بل بمرور عدة سنوات يتم توثيق العمل، فثورة يوليو 1952 تم ذكرها في فيلم "رد قلبي" عام 1956 أي بعد 4 أعوام من حدوثها.
كما أن الفيلم، الذي يعد الأهم في تاريخ السينما المصرية عن ثورة يوليو "شروق وغروب" تم عمله عام 1963.
وأكدت خيرالله، أن الأعمال الفنية تختلف عن وسائل الإعلام، فوسائل الإعلام تنقل الحدث لحظي بينما الأعمال الفنية تنتظر حتى تنتهي جميع القضايا ويتم حسم الأمور ليتم الحديث عن العمل بشكل مناسب، فحتى هذه اللحظة هناك رؤوساء يحاكمون.
وأضافت أن مسلسل "حارة اليهود"، الذي يعرض الآن يجسد أحداث حرب 48 أي منذ أعوامًا كثيرة، كما أن السينما الأمريكية ما زالت حتى هذه اللحظة تصنع أفلام عن الحرب العالمية الأولى والثانية واستطاعت أن تحصد جوائز أوسكار كثيرة.