الشائعات.. يؤلفها الحاقد وتدحضها المصداقية
الصراحة والشفافية هما السمتان المحدّدتان دائماً لخطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى للمواطنين، أيضاً غالباً ما تحملان إشارات مهمة قد تتكرر بحكم تأثير دورهما فى صياغة الوعى العام عبر كشف الحقيقة بكل أبعادها دون تهوين أو تهويل.
رسائل الرئيس إلى الإعلاميين، سواء في الإعلام المقروء أو المرئي هي استدعاء مستمر للدور المسئول الذي يقع على عاتقنا. مطالبة الرئيس عبدالفتاح السيسى المثقفين والإعلاميين بمخاطبة وتنوير وعى المواطن عبر إلقاء الضوء على الحقائق، كما جاء منذ أسبوعين فى كلمته بمناسبة حفل تخرج دفعة جديدة من طلبة كلية الشرطة، هى تأكيد لدورنا وقدرتنا على التواصل مع الشارع. منذ 2013، كانت مصر الأكثر نصيباً فى التعرّض للشائعات والزيف، وهو ما كرّر الرئيس الإشارة إليه خلال لقاء مع طلاب الأكاديمية العسكرية الأسبوع الماضى. ما يثير الدهشة أن هذه الحملات المسعورة وجّهت من عدة أطراف.. جماعة إرهابية يائسة بعدما لفظها الشعب، إعلام غربى موجّه وفق سياسات دوله التى صدمها فشل السيناريو الذى احتضنته بالدعم والتخطيط لتحويل مصر إلى صورة مما حدث للأسف فى عدة دول عربية طالتها آفة التفكيك من الداخل عبر إثارة دوافع الاقتتال بين شعوبها. بينما لا تمل كتائب الجماعة الإرهابية منذ 2013 عن بث سمومها وأكاذيبها الساذجة. ذهب الكثير من المنابر -المفترض أنها عريقة- فى أمريكا وأوروبا إلى تكرار محتوى إعلامى يحفل بكل صيغ التحفّز والالتواء فى طرح قضايا مصر. بل وصل الأمر إلى تزييف صارخ لتقارير كاذبة من منطلق أن ما تبثه هذه المنابر أو تكتبه أقلامهم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو ما يكشف عن حجم التسييس الذى سيطر على منابر إعلامية ترفع شعار استقلالية المضمون!
ضخامة حجم الكذب والافتراء والشائعات التى كرّر الرئيس عبدالفتاح السيسى التحذير منها كان من البديهى أن تزداد سمومها خلال الشهور الماضية، تحديداً فى ظل تصاعد خطير يُهدّد أمن المنطقة العربية، بل السلام الدولى. الأخطر أن جنون التصعيد العسكرى الصهيونى يزيد من صعوبة هذه التداعيات بكل ما قد تحمله من مخاوف ازدياد حجم الإرهاب نتيجة فتح إسرائيل عدة جبهات صراع داخل دول المنطقة. فى المقابل تحافظ مصر على استقرارها الأمنى والسياسى عبر الالتزام بنهج قائم على التوازن والاعتدال دون أن تتوقف مساعيها لإنهاء أجواء الصراعات الخطيرة، حرصاً على الأمن القومى العربى. التركيز على دور الإعلام والفنون لما يمتلكانه من قوة تأثير فى مخاطبة المواطن وقدرة قد تكون أكثر تأثيراً من الحوارات المغلقة. وهو ما ظهر بالدليل عبر ردود فعل الشارع المصرى التى أكدت النجاح الفائق للإنتاج الدرامى الذى قدّمته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية عبر الأعوام الماضية. إنتاج كشف بالأدلة أحداثاً ومواقف كثيرة كان يشوبها الالتباس وعدم المعرفة. إنتاجات على سبيل المثال لا الحصر.. ثلاثية «الاختيار»، و«هجمة مرتدة»، و«العائدون»، و«حرب». صدى هذه الأعمال كان له وقع كبير فى إنارة وعى المشاهد ودحض الكثير من الشائعات والزيف اللذين ابتُليت بهما مصر خلال أحداث عصيبة وحرجة عاشتها.
الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بادرت إلى إنشاء محتوى إعلامى خبرى حقّق نجاحاً فاق التصور خلال فترة وجيزة. بداية مع قناة «إكسترا نيوز» ثم «القاهرة الإخبارية» و«إكسترا مباشر». قنوات التزمت فى المحتوى الإخبارى الصدق، والمهنية، والموضوعية، تحديداً فى أوقات حرجة، حيث تشهد المنطقة تحديات تتصاعد معها مخاوف التعقيد وفقدان السيطرة على مسار الأحداث، مما يفتح مجال التضارب والفوضى مع سرعة تدفّق الأخبار وصيغة التغطية وفق ضوابط السياسات الحاكمة لكل قناة إخبارية. على الطرف الآخر جاء التزام قناة «القاهرة الإخبارية» بكل المعايير الإعلامية.. احترمت المشاهد بالارتقاء عن بث الأكاذيب الإسرائيلية، حقّقت تواصلها السريع مع المشاهد عبر الحياد والمصداقية وسرعة متابعة الحدث فوراً عبر مراسليها، حتى أصبحت «القاهرة الإخبارية» خلال فترة قصيرة نموذجاً لدور الإعلام ومسئوليته الوطنية تجاه الوعى العام عبر التصدى بكل قوة ومنطقية للأكاذيب والأفكار المغلوطة. أخيراً يشير الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى أهمية دورنا فى الإعلام المقروء والمرئى كقوة تمثل أحد أهم العناصر فى تشكيل وتنوير وصياغة الوعى العام الشعبى.. مهمة صعبة فى أوقات أصعب.