الفلوجة والصحراء الغربية.. مسقط رأس "داعش" في العراق

الفلوجة والصحراء الغربية.. مسقط رأس "داعش" في العراق
احتشدت الدبابات الأمريكية يجاورها أكثر من 15 ألف جندي، استعدادًا لدخول الفلوجة في 6 نوفمبر عام 2004، ما زالوا يتذكرون ما حدث قبل عدة شهور عندما فشلوا في دخول هذه المدينة، التي يسيطر عليها ما يعرف بتنظيم "التوحيد والجهاد"، الذي سيبايع تنظيم القاعدة ويصبح فرعه في العراق لاحقًا.
كان عناصر "التوحيد والجهاد" في هذه المعركة لا يتجاوز عددهم 1000 مقاتل استطاعوا أن يصمدوا أمام الجيش الأمريكي فترة لا بأس بها وخاضوا أعنف المعارك وقتها، قبل أن ينجح الجيش الأمريكي في اقتحام المدينة وقتل عدد كبير من عناصر التنظيم، والقبض على عدد آخر، فيما فر من تبقى خارج المدينة وتشتت جمعهم.
ظنَّت القوات الأمريكية أنها قطعت دابر التطرف في العراق وقتها، وأنه لا وجود للقاعدة بعد هذه المعركة، لكن "القاعدة" بالعراق أثبت عكس ذلك، حيث أصبح الجنود الذين فروا من الفلوجة نواة تنظيم "داعش" الآن، بحسب تقرير سابق لشبكة "سي إن إن".
استطاع التنظيم بعد هذه المعركة أن يجمع شتاته بعد ذلك، ويعيد صفوفه مرة أخرى، وينصب خيامه في الصحراء الغربية للعراق، فيما كان عدد كبير من عناصره وعلى رأسهم أبوبكر البغدادي، في سجن بوكا يدبِّرون كيف سيواصلون نشاطهم الإرهابي، وكيف ستتوسع جماعتهم فور خروجهم من هذا السجن، وهذا ما حدث بالفعل في 2009، عندما أطلق سراح أبوبكر البغدادي من سجن بوكا، ليمارس نشاطه الإرهابي مرة أخرى.