قصة الصحابي "سعيد بن عامر"

كتب: زياد السويفى

قصة الصحابي "سعيد بن عامر"

قصة الصحابي "سعيد بن عامر"

صحابة رسول الله، "صحابي" مصطلح تاريخي يقصد به من صحبوا رسول الله محمد بن عبد الله وآمنوا بدعوته. ‏والصحبة في اللغة هي الملازمة والمرافقة‏ والمعاشرة. رافق الصحابة رسول الله محمد بن عبد الله في أغلب فترات حياته بعد الدعوة، وساعدوه على إيصال رسالة الإسلام ودافعوا عنه في مرات عدة، ونتناول قصة أحد الصحابة وهو " سعيد بن عامر". ولاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه حمص ولما زار عمر حمص شكا أهل حمص إلى عمر أربعة أمور عنه أولها: أنه لا يخرج اليهم حتى إذا تعالى النهار: فقال أنه يعجن الخبز لأهله، وثانيهما: أنه لا يرد عليهم بليل: لأنه يقوم الليل فالنهار للعامة والليل لربه، وثالثهما: أنه لا يخرج اليهم يوما من الشهر: لأنه ليس لديه سوى قميص واحد فيغسله ذلك اليوم حتى يجف ثم يغسله، رابعهما: أنه يصيبه من حين لآخر غشية فيغيب عمن في مجلسه: لأنه يتذكر كيف فعلت قريش بالصحابي الجليل خبيب بن عدي، حيث مثلت به قريش فعذره عمر بن الخطاب. هو من كبار الصحابة رضوان الله عليهم، كان إذا خرج عطاؤه اشترى لأهله قوتهم وتصدق بما بقى، انطلاقا من حرص عمر علي تفقد أحوال الرعية فقد سأل عمر بن الخطاب عامله، على حمص سعيد بن عامر فقال له عمر: مالك من المال؟ قال: سلاحي وفرسي وأبغل أغزو عليها وغلام يقوم علي وخادم لامرأتي وسهم يعد في المسلمين. فقال له عمر: مالك غير هذ؟ قال حسبي هذا هذا كثير. فقال له عمر: فلم يحبك أصحابك؟ قال: أواسيهم بنفسي وأعدل عليهم في حكمي. فقال له عمر: خذ هذه الألف دينار فتقو به. قال: لا حاجة لي فيها أعط من هو أحوج إليها مني. فقال عمر: على رسلك حتى أحدثك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إن شئت فاقبل وإن شئت فدع: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض علي شيئا فقلت مثل الذي قلت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم.من أعطي شيئا من غير سؤال ولا استشراف نفس فإنه رزق من الله فليقبله ولا يرده. فقال الرجل: أسمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. فقبله الرجل ثم أتى امرأته فقال: إن أمير المؤمنين أعطانا هذه الألف دينار فإن شئت أن نعطيه من يتجر لنا به ونأكل الربح ويبقى لنا رأس مال. وإن شئت أن نأكل الأول فالأول: فقالت المرأة: بل أعطة من يتجر لنا به ونأكل الربح ويبقى لنا رأس المال قال: ففرقيه صررا ففعلت فجعل كل ليلة يخرج صرة فيضعها في المساكين ذوي الحاجة فلم يلبث الرجل إلا يسيرا حتى توفي فأرسل عمر يسأل عن الألف فأخبرته امرأته بالذي كان يصنع فالتمسوا ذلك فوجدوا الرجل قدمها لنفسه ففرح بذلك عمر وسر وقال: كان الظن به كذلك. واستعمل عمر بن الخطاب سعيد بن عامر على جند حمص فقدم عليه فعلاه بالدرة فقال سعيد: سبق سيلك مطرك إن تستعتب نعتب وإن تعاقب نصبر وإن تعف نشكر. قال: فاستحيى عمر وألقى الدرة وقال: ما على المؤمن أو المسلم أكثر من هذا إنك تبطئ بالخراج. فقال سعيد: إنك أمرتنا أن لا نزيد الفلاح على أربعة دنانير فنحن لا نزيد ولا ننقص إلا أنا نؤخرهم إلى غلاتهم. فقال عمر: لا أعزلك ما كنت حيا. توفي سعيد بن عامر في عام 20 هجرية، وهو وال حمص في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.