خبير إعلامي: إعلانات التبرعات "تسول" وانتهاكات لحقوق المصابين

خبير إعلامي: إعلانات التبرعات "تسول" وانتهاكات لحقوق المصابين
يجلس وحيدًا أمام زجاجات الدواء في غرفته غير راغبٍ بتناوله رغم ظهور ملامح المرض على وجهه، وفي مشهد آخر يجلس أمام كعكة بداخلها شعمة على شكل رقم 8 قائلًا "ماما.. يلا علشان نطفي الشمع".
تتكرر المشاهد التي يتناول فيها طفل لا يتعدى عمره الـ10 سنوات الطعام وحده، أو يذهب للمدرسة وحده، ويلعب في الملاهي وهي فارغة من البشر لا يوجد بها أحد إلا هو، وفي كل مشهد يتحدث إلى والدته أن تشاركه، إلا أنه في نهاية الإعلان يكتشف المشاهد، وفاة الأم بسبب بإصابتها بمرض سرطان الثدي.
تتناول إعلانات التبرعات القضايا بطريقة بائسة في الفترة الأخيرة، وتلعب على وتر المشاعر لتجذب المشاهد لها، وتجعله يتبرع متعاطفًا مع الحالات التي تعرضها تلك المؤسسات الخيرية في حملاتها الإعلانية خلال فترة رمضان، حيث تقل نسبة الإعلانات التي تحمل معاني "الأمل والتفاؤل"، والأغنيات التي تحث المشاهد على احترام تلك الإعلانات، والتي حتمًا لا تضر أو تؤذي مشاعر أي مشاهد حالته متشابه مع الحالة المعروضة في الإعلان.
وأجاب ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامي، على سؤال ما التأثير السلبي الذي يتكون عن إعلانات التبرعات لدى المشاهد؟، وقال إن تلك الإعلانات تستند على زرائع تسول حادة ومريضة.
وأضاف أن إعلانات التبرع في مصر من الممكن أن تخلق رد فعلٍ عكسي لدى الجمهور، فأحيانًا يحجم عن مشاهدة تلك النوعية من الإعلانات لأنه يشعر بمبالغة وممارسة الضغط والإلحاح من خلال الأداء الحالي.
وتابع: "هناك الكثير من الدول حول العالم التي تعرض إعلانات عن التبرعات وعن المؤسسات الخيرية، ولكن لا تستخدم تلك الوسائل من عرض الأمراض والعاهات أو الإعاقات أو المبالغة في إظهار الفقر"، مؤكدًا أنه يجب أن يكون هناك دعوة للقائمين على تلك الإعلانات بعدم اللجوء لهذه الوسائل والاكتفاء بعرض الرسالة نفسها.
وأشار إلى أن هناك انتهاكات لحقوق الفئة التي يعرضها الإعلان سواء من الإعاقات أو الفقراء أو الأمراض، وهم لا يحتاجون إلى تلك الممارسات الحادة والقاسية، لأنها قد تعود بالتأثير العكسي عليهم وعلى أبنائهم.