"الجامع الكبير" أهم المعالم الأثرية في الجزائر

"الجامع الكبير" أهم المعالم الأثرية في الجزائر
يقع الجامع الكبير في الجزائر، في الجزء الشمالي الشرقي من العاصمة، في منطقة القصبة التاريخية بالقرب من الميناء، في اتجاه البحر على مدخل المدينة إلى ميناء العاصمة البحري.
ويطلق على المسجد الكبير أيضا، اسم المسجد العتيق هو أقدم مسجد قائم في الجزائر العاصمة بعد مسجد سيدي عقبة ببسكرة، ويعد إلى جانب الجامع الكبير في تلمسان والجامع الكبير في ندرومة، واحدا من الآثار القليلة المتبقية من العمارة المرابطية.
يرجع تاريخ بنائه إلى القرن الخامس هجري خلال امتداد حكم سلالة المرابطين للمغرب الأوسط، على يد مؤسس الدولة أمير المؤمنين يوسف بن تاشفين، في الأول من رجب عام 490 للهجرة الموافق 18 يونيو 1097، ويعتقد أنه شيد على أنقاض كاتدرائية مسيحية تعود إلى العهد الروماني فيما يعود تاريخ بناء مئذنته إلى 1324.
ويمتد دور الجامع الكبير ليشمل مجالات عديدة ومنها تحفيظ القرآن الكريم للأطفال الراغبين بذلك، وتخرج فيه علماءٌ وفقهاء وأئمة اكتسبوا سمعة طيبة ولعبوا دورا في تبصير شباب البلد بأمور دينهم ومنهم الشيخ بابا عمر رحمه الله الذي كان مفتياً ضليعا به.
اعتمد المؤرخون في تحديد تاريخ بناء الجامع الكبير بالعاصمة على الكتابة المنقوشة على منبره فأضحى بذلك مادة تاريخية لا يستهان بها، وتم اكتشاف هذا الأثر التاريخي في المسجد الكبير بالعاصمة بعد 90 عاما من الغزو الفرنسي للجزائر بالصدفة، فالمنبر الذي يصعد فوقه الإمام معروف منذ القدم ورغم تعرض المسجد لعدة هجمات للقوات الاستعمارية، أصر معماريون فرنسيون الإبقاء عليه منهم المعماري كريستوف، بإعادة بناء ألواح المنبر التي تآكلت ليتم تركيبها فوق هيكل حديدي متحرك، وتتضمن النقوش التي يزين بها منبر هذا المسجد، وهي مكررة ثلاث مرات بالخط الكوفي تاريخ إنشائه.