شيخ الأزهر: الأمة في إجماعها معصومة عند أهل السنة

كتب: وائل فايز

شيخ الأزهر: الأمة في إجماعها معصومة عند أهل السنة

شيخ الأزهر: الأمة في إجماعها معصومة عند أهل السنة

قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إن الصحابة عند أهل السنة كلهم "عدول"، وسبب عدالتهم أنهم صحابة النبي، وأن "الشيعة" يخالفونهم في هذا، ويرون أن الصحابة ينطبق عليهم ما ينطبق على باقي المسلمين، بمعنى إذا كان المسلمين فيهم العادل والظالم، فهذا ينطبق على الصحابة، بينما يرى أهل السنة أن الصحابة "عدول" لكنهم ليسوا معصومين، لأن العصمة عند أهل السنة مقصورة على الأنبياء فقط، أما الشيعة فيفتحون العصمة ويطلقونها ويصفون بها أئمتهم الاثني عشر المعروفين. وأضاف شيخ الأزهر، في حديثه اليومي الذي يذاع عبر شاشة الفضائية المصرية قبل الإفطار، "أهل السنة أوقفوا العصمة عند الأنبياء والرسل فقط، إلا أنهم وصفوا بها الأمة، إذا اجتمع علماؤها على رأي أو حكم أو وجهة نظر بعد دراسته والتمحيص فيه، فهؤلاء في هذا الرأي معصومون من الخطأ، ولا يعني ذلك أن شخص كل واحد من هؤلاء العلماء معصوم من الخطأ، لأن العصمة لمجموع الأمة وليس لأفرادها، وما تنتهي إليه من رأي فهي معصومة فيه من الخطأ". وأوضح الإمام الأكبر، "تفخيم وتعظيم شأن الأمة، على الرغم من عدم وجود دليل عقلي؛ لأن الأمة قد تجتمع على ضلال، وكثير من الأمم اجتمعت على ضلالات كثيرة في التاريخ، وكان يمكن أن تجتمع الأمة الإسلامية على ضلال عقلا، لكن جاء الشرع الشريف ليستثني أمة المسلمين من الوقوع في الضلال، فعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَجْمَعُ أُمَّتِي عَلَى ضَلَالَةٍ، وَيَدُ اللَّهِ مَعَ الجَمَاعَةِ) وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُولُ: (إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَجَارَ أُمَّتِي أَنْ تَجْتَمِعَ عَلَى ضَلَالَةٍ)، فاجتماع الأمة على أمر يعني أنها معصومة من الخطأ فيه، وبالتالي تثبت لها العصمة والعدالة في أن هذا الأمر أمر صحيح وحق". وتابع الطيب، "الإجماع هو المصدر الثالث للتشريع بعد القرآن الكريم والحديث الشريف؛ لأن النصوص في القرآن والأحاديث محدودة، والحادثات كثيرة ولانهائية، لذلك أصبح هناك مصدر ثالث للتشريع هو الإجماع، عندما تستجد أمور لا نصوص لها، فيجتمع العلماء ويفكرون ويبحثون في الأمور الجديدة، لكي يخرجوا لها حكمًا، وهذا الحكم نتيجة لاجتماع العلماء، هو حكم شرعي مثله تماما مثل الحكم الشرعي المستنبط من القرآن أو المستنبط من الحديث، وبالتالي مصادر التشريع أربعة: القرآن والسنة والإجماع والقياس، فإجماع المسلمين على شيء حجة". وأشار الإمام الأكبر، إلى أن الشيعة يُضفُون العصمة على الأئمة، ويرون أن الأمة ليست معصومة في أي رأي من آراءها، إلا إذا حضر الإمام المعصوم في الاجتماع، فهنا تستمد الأمة عصمتها من عصمة الإمام.