لسكان مصر الجديدة.. كافيه متنقل على سيارة جيب: «تعشب شاى»

للوهلة الأولى يظن المارة بشارع «عمار بن ياسر» بمصر الجديدة، أن السيارة «الجيب» المتوقفة بالقرب من الكلية الحربية، قد أخطأ صاحبها وترك الأنوار الخلفية مضيئة، بسبب الضوء الكثيف المنبعث منها، لكن بمجرد الاقتراب منها يكتشفون أن الأنوار الكثيفة لم تكن سوى وسيلة تم استخدامها لإضاءة السيارة التى تحولت إلى مقهى متنقل. «السيارة الكافيه» مزينة بأضواء فسفورية للفت انتباه المارة ومزودة بلافتة كبيرة عليها صورة فنجان قهوة، لتعلن عن كونها مقهى يقدم جميع أنواع المشروبات الساخنة، «بقالنا شهر فاتحين، وهى حاجة بحاول ألاقى بيها باب رزق جديد» قالها شريف عبدالمنعم، الذى وقف بجانب السيارة يتلقى طلبات بعض الزبائن الذين ظلوا ينظرون إلى السيارة بنوع من التعجب بسبب شكلها وحجمها. «شريف» قال إنه ليس صاحب السيارة بل قام بتأجيرها من صاحبها، بعد أن أعلن له الهدف الحقيقى من تأجيرها وهو تحويلها إلى مقهى صغير: «صاحبها الله يكرمه وافق بعد فترة يمكن لأنه واثق فيا، ومعتبرنى زى صاحبه، وكمان المنطقة اللى إحنا واقفين فيها مافيهاش أى أذى، معظمهم ناس محترمة بتشرب وتمشى على طول». اختيار «شريف» للمنطقة كان مقصوداً، فأقرب مقهى أو محل عصائر بعيد جداً، والمارة وحتى أصحاب السيارات يقطعون مسافة كبيرة حتى يحصلون على كوب قهوة أو شاى والذى يكون غالى الثمن: «بيقولوا الرزق يحب الخفية، وأنا بالعربية وفكرتها الغريبة بجذب الناس، فى الأول الزبون بيقف يتفرج على العربية وشكلها وبيبان الاندهاش على وشوشهم، وشوية بيشترى منى بعد ما يكون أخد فكرة، ودى كل القصة».