"اللصيمة" و"المندي".. أشهر الأكلات الشعبية على رمال سيناء

بين شواطئ البحر ورمال الصحراء تنحصر مدينة العريش، وما يتبعها من مراكز محافظة شمال سيناء، ربما كانت تلك الطبيعة المميزة سببًا في ظهور أكلات شعبية ترتبط في المقام الأول ببعض الأماكن خاصة في فصل الصيف، فعلى رمال الصحراء يحتشد الشباب والعائلات ومعهم مكونات أكلتهم البسيطة، "طماطم - باذنجان - دقيق - عجر(بطيخ صغير) - زيت زيتون - وحطب" ليكون المنتج "اللصيمة"، في الوقت نفسه يهرب المواطنون من حر الصيف ليلًا إلى الشواطئ، لشوي لحم الفراخ بالطريقة العرايشية "المندي". الأكلة الشعبية الأشهر في شمال سيناء "اللصيمة"، لا يأكلها الكثير في رمضان إلا أنها لازالت تحتفظ بشعبيتها في سيناء، ومكوناتها بسيطة في متناول الجميع، وما يميزها هو المكان المثالي الذي تصنع فيه هذه الأكلة، ويفضل الجميع صناعتها على رمال الصحراء بعيدًا عن المنازل، بحسب ما يروي عبدالله حسين، أحد مواطني شمال سيناء. "اللبة" أو "الشوي" أو "اللصيمة" كلها أسماء للأكلة الشعبية الأولى في سيناء، كما يقول "حسين" في حديثه لـ"الوطن"، معتبرًا أنها حفلة مصغرة للشواء يقوم بها أهالي سيناء، تبدأ عند احتشاد أفراد العائلة أو الأصدقاء لتقاسم الأدوار، بعضهم يشرف على النار، بينما ينشغل الآخر في عمل "العجينة"، فيما يبدو الثالث منهمكًا في تقطيع الباذنجان و"العجر". تبقى اللمسات النهائية لتصبح الأكلة جاهزة، وهي أن يتم خلط جميع المقادير في إناء واحد مثل "الفتة"، وتوضع الطماطم والباذنجان والبطيخ الصغير المشوي "العجر"، بعد أن يتم تقطيعه في إناء واسع ثم تقطع العجر الذي تم شواءه على الفحم إلى قطع صغيرة، يتم وضعها في نفس الإناء قبل صب زيت الزيتون عليها، ومن ثم تصبح الأكلة جاهزة، وعلى الجميع تناولها. لا تتعجب إن كنت تسير على أحد شواطئ العريش وتسقط في برميل مدفون في الأرض، فهذا أمر طبيعي ومعروف في مدينة العريش، لاستخدامه في شواء الفراخ على الطريقة السيناوية، أو ما يسمى بـ"المندي"، وطريقة عملها يوضحها أكثر محمد السيد الطالب بكلية التربية في شمال سيناء، قائلًا: "يتم دفن البراميل، ووضع كمية كبيرة من الفحم المشتعل داخلها، ومن ثم وضع الفراخ على الفحم، وتغطية البرميل بقماشة ممبللة، ثم دفن البرميل، لتصبح الفراخ جاهزة بعد ساعة".