الشركة المتحدة.. وصدى نجاح «كلام في السياسة»

لينا مظلوم

لينا مظلوم

كاتب صحفي

 مؤشرات سردتها ضمن مقالى منذ أسابيع تؤكد التطوير الذى أحدثته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فى المحتوى الإعلامى بشكل عام سواء كان فنياً، ثقافياً، رياضياً، إخبارياً، ويشهد قطاع القنوات الإخبارية حالة تطوير ملحوظة منذ إطلاق قنواته، أبرز سمات هذا التحديث مد جسور التواصل والثقة مع المشاهد، إرساء المصداقية فى البرامج السياسية على قواعد مهنية تتيح المجال لاستضافة مختلف الرؤى والتوجهات دون أى حجر على رأى.

ويعبر المحتوى الإعلامى الذى تنتهجه الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، عما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسى من أن «الاختلاف فى الرأى لا يفسد للوطن قضية»، طالما اتفقت الرؤى على مصلحة الوطن، تظل حالة الحوار هى الأمثل فى مسار الجمهورية الجديدة القائمة على بناء الإنسان المصرى.

وتظهر أهمية دور الإعلام فى مخاطبة المشاهد وإجابة المسئولين بشفافية عن كل القضايا التى تشغل الشارع المصرى. البرامج السياسية بدورها واكبت عزم القيادة السياسية على احتواء مختلف التوجهات والآراء، تحديداً بعد المعطيات الإيجابية التى حققها الحوار الوطنى، إذ تحرص الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية عبر قنواتها الإخبارية على استضافة جميع الآراء ومختلف الاتجاهات التى تمثلها التيارات السياسية، حتى تلك التى تتبنى ممارسة المعارضة الوطنية خلال أدوارها البرلمانية والسياسية من منطلق مغاير لبعض برامج الحكومة، طالما تضع أمامها صالح الوطن. المحتوى الإعلامى الذى طوّرته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية خلق حالة من الثراء والتنوع الفكرى والسياسى هما الأساس فى ترسيخ مصداقية الإعلام عند المتلقى.

حققت حلقتا برنامج «كلام فى السياسة» الذى يقدمه الكاتب الصحفى أحمد الطاهرى صدى وتفاعلاً كبيرين من المشاهدين. ضيوف الحلقة بالتأكيد قدموا نموذجاً راقياً لقيمة الحوار الذى أثراه التباين بين وجهات النظر، تحديداً أن الموضوع المطروح على أعلى درجة من الأهمية. مناقشة تعديلات قانون الإجراءات الجنائية، خطوة مفصلية فى ملف تطوير منظومة العدالة الجنائية تعكس صدق مُضى القيادة السياسية فى مسار إقرار برنامج شامل لحقوق الإنسان فى إطار نظام قضائى يكفل الضمانات الدستورية للمواطن فى أحكامه وقوانينه.

حلقتا برنامج «كلام فى السياسة» قدمتا حواراً شفافاً بدون قيود على أى نقاش موضوعى هادف حول تعديل القوانين الخاصة بالحبس الاحتياطى، هى نموذج يجمع كل عناصر البرنامج الحوارى السياسى الناجح وفق المقاييس الإعلامية. نبرة حوار هادئة على مدى الحلقتين، موضوعية فى إعطاء كل ضيف المساحة الكافية للتعبير عن وجهة نظره، مسارات عديدة لنقاش اكتسب مصداقيته وثراءه من تنوع الآراء حول الملفات التى طرحت، بالتالى قدم للمشاهد صورة للمشاركة المجتمعية وهى تناقش قوانين تمس حياة المواطن وحقوقه.

العناصر التى حققت تميز برنامج «كلام فى السياسة» تضعه كمثال تحتذى به البرامج الحوارية السياسية أو «التوك شو»، وهى قطعاً ليست بعيدة عن خطط تطوير الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، خاصة أن هذه البرامج هى المعنية بطرح أبرز الملفات التى تهم المشاهد. ومن المفترض أن تحمل على عاتقها مناقشة قضاياه وطرحها على المسئولين، بالتالى فإن الإطار العام للمقومات الإعلامية التى صنعت نجاح برنامج «كلام فى السياسة» يمكن أن تشكل الخطوط العريضة فى الإعداد، إدارة الحوار، اختيار المواضيع والضيوف كمثال للبرامج الحوارية الأخرى.

مهنية واقتدار أحمد الطاهرى لم تأتِ من باب الصدفة، بل وليدة مدرسة صحفية منفردة تحمل اسم مؤسسة «روزاليوسف» التى كانت تحيطنا جدرانها ومكاتبها بنسمات الحرية والجرأة فى اقتحام الملفات والقضايا الشائكة طالما كان الصدق، الدفاع عن الحق، صالح الوطن، هى الدوافع الحاكمة لكتابة كل كلمة على صفحاتها. سحر ممارسة العمل الصحفى فى مؤسسة «روزاليوسف» له قدرة استثنائية على تشكيل تجربة تخلق داخل كل صحفى من أبناء هذه المؤسسة جميع مقومات التحدى للوصول إلى النجاح.