مصادر تكشف كواليس تقرير «الخارجية» الأمريكية حول حقوق الإنسان في مصر

مصادر تكشف كواليس تقرير «الخارجية» الأمريكية حول حقوق الإنسان في مصر
كشفت مصادر أمريكية لـ«الوطن»، عن جانب من تقرير وزارة الخارجية الأمريكية السنوى عن مصر المقرر الإعلان عنه غداً فى مؤتمر صحفى لوزير الخارجية الأمريكى جون كيرى. وأوضحت المصادر أن «التقرير يتناول أوضاع حقوق الإنسان والديمقراطية فى مصر، ويتضمن بعض الجوانب الإيجابية، مثل إقرار التعديلات الدستورية باستفتاء شعبى فى يناير 2014، وإجراء الانتخابات الرئاسية التى فاز فيها الرئيس عبدالفتاح السيسى بأغلبية ساحقة». ويدعو التقرير السلطات المصرية إلى الالتزام بنصوص هذا الدستور الذى يتضمن مواد إيجابية تتعلق بالحريات العامة ومبدأ المواطنة واحترام حقوق الأقليات.
وأوضحت المصادر أن «وفد تنظيم الإخوان الذى زار واشنطن مؤخراً، حاول أن يؤثر على مضمون التقرير الأمريكى ليجعله تقريراً سلبياً بالكامل ويحمل انتقادات أكثر حدة لمصر، وذلك من خلال سعيهم لمقابلة مسئولين بوزارة الخارجية الأمريكية، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك، بعد أن قامت القاهرة باستدعاء السفير الأمريكى».
ويرى التقرير أن «مصر حققت تقدماً فى احترام الحقوق الدينية للأقليات، لكنه ينتقد عدداً آخر من أوضاع حقوق الإنسان، لا سيما حق التظاهر»، ويدّعى التقرير أن «قانون التظاهر أدى إلى سجن أعداد كبيرة من المعارضين، وأن هناك مطالب واسعة من جانب الأحزاب والحركات السياسية لتعديله»، وينتقد التقرير أيضاً مسألة تأجيل الانتخابات البرلمانية واستمرار عدم الفصل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، بما يتنافى مع مبدأ الفصل بين السلطات، حسب التقرير.
وأوضحت مصادر دبلوماسية مصرية لـ«الوطن»، أن «مسائل حقوق الإنسان والديمقراطية تعتبر جانباً مهماً فى العلاقات بين واشنطن والقاهرة، حيث تظل هى الملفات التى تشهد بعض التوترات والشد والجذب بين البلدين، حيث تستخدم الولايات المتحدة هذا الملف لممارسة الضغوط ضد العديد من حكومات العالم، وليس فقط مصر، فى إطار السياسة الأمريكية الثابتة فى هذا الصدد، لكن صدور تقرير وزارة الخارجية بهذا الشكل لا ينعكس على مجمل العلاقات بين البلدين التى شهدت تطورات إيجابية عديدة خلال الفترة الماضية، قللت من وطأة مثل هذه الانتقادات، فعلى سبيل المثال شهد الشهر الحالى عدة تطورات إيجابية، من بينها تسليم مصر زورقين للصواريخ السريعة التى انضمت إلى القوات البحرية المصرية، وتعد ذات مواصفات عالمية متقدمة تسهم فى تعزيز قدرات القوات البحرية على حماية الحدود من عمليات التهريب والهجرة غير الشرعية والإرهاب. كما شملت التطورات الإيجابية فى العلاقات أيضاً صدور قرار الكونجرس باعتماد المساعدات الأمريكية كاملة إلى مصر، فضلاً عن الإعداد للحوار الاستراتيجى الأمريكى - المصرى المقرر انعقاده خلال أواخر شهر يوليو المقبل، وهو ما استدعى إجراء اتصال مؤخراً بين وزيرى خارجية البلدين».
وتابعت المصادر: «كما تشهد التطورات الإيجابية أيضاً تحركات أخرى أكثر انفتاحاً من جانب السفير الأمريكى فى القاهرة روبرت ستيفن بيكروفيت، الذى التقى وزير الداخلية المصرى اللواء مجدى عبدالغفار، قبل يومين، حيث أشاد بالجهود التى تبذلها وزارة الداخلية لمكافحة الإرهاب وتدعيم الاستقرار، كما أكد أهمية مصر ودورها المحورى فى منطقة الشرق الأوسط التى تشهد العديد من الاضطرابات والتوترات الإقليمية وما يصاحبها من انتشار لظاهرة الإرهاب والتطرّف، مشيراً إلى استعداد الولايات المتحدة للتعاون مع وزارة الداخلية المصرية لمجابهة الظواهر الإرهابية والإجرامية المستحدثة».
وأشارت المصادر إلى أن «وزير الخارجية سامح شكرى تلقى الاثنين الماضى اتصالاً هاتفياً مهماً من وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى تم خلاله التباحث حول التحضيرات الجارية والخاصة بالإعداد للحوار الاستراتيجى بين مصر والولايات المتحدة، الذى سيُعقد يومى 28 و29 يوليو 2015، فضلاً عن بحث سبل الدفع بمزيد من تعزيز العلاقات الثنائية بمختلف أبعادها ومجالاتها السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والثقافية، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين، وذلك فى ضوء الأهمية التى يوليها الجانبان لعقد جلسة الحوار الاستراتيجى فى هذا التوقيت المهم الذى يعكس أهمية الطابع الاستراتيجى للعلاقات بين البلدين، وأهمية الحفاظ عليه وتطويره».
وأوضحت المصادر أنه «من المتوقع أن يتناول التقرير الأمريكى تقييم عدة موضوعات وعناوين رئيسية مثل: (شرعية الحكومة الحالية)، و(الحرمان التعسُّفى وغير القانونى من الحياة)، و(الاعتقال أو الاحتجاز التعسفى)، و(الاختفاء القسرى)، و(التعذيب والمعاملة المهينة)، و(دور الشرطة وأجهزة الأمن).