"عايز تعمل خير؟".. قلد عم حسن
![](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/358741_Large_20150607113813_72.jpg)
شرود جعله يتمعن في ملكوت الله أثناء جلوسه في الحديقة المقابلة للمسجد بعد انتهائه من صلاة الفجر بشارع مصطفى كامل بالبياضية محافظة الأقصر، يتأمل شروق الشمس أثناء تطلعه إلى السماء متمتمًا بأذكار الصباح وهو قابض على مسبحته، خشوع جعل محمد توفيق إسماعيل يقرر بداخله عمل الخير مع من يشاهده بحاجه إلى المساعدة.
حتى جاءت عيناه أثناء العودة إلى منزله على الآنسة رضا التي افترشت الشارع المجاور له بصمت لا ينقطع جعل البعض يعتقد أن هذا الاسم لا ينسب لها بل أطلق عليها لسهولة التعامل معها، "ربنا بعتلي العلامة ولازم أعاملها زي بنتي" الكلمات التي جالت بخاطر الرجل السبعيني، جعلته يعتبرها "شغله الشاغل" خاصة وهو على المعاش، فيقول "شعوري بقى زي كأنها مسؤولة مني، بعد الفجر أوديلها شاي بلبن وبسكويت، بعدها بساعتين سندوتشات فول وطعمية، على الغدا بوديلها رز وفراخ أو لحمة، والعشا سندوتشات" جدول طعام لا يختلف عما يصفه طبيب الرجيم، فأصبحت رحلة "عم حسن" يومية بعجلته حاملًا الطعام للمرأة المجهولة، "مبقتش تاخد الأكل إلا مني أنا وبعض الأهالي يدوها البطاطين والهدوم الجديدة، من تمتمة كلامها وإتيكيت أكلها حسيت إنها من وجه بحري مش من هنا".
لم يطمئن قلبه الطيب إلا بعد أن تلقى هاتفًا من وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بأن يذهب إلى محمد إبراهيم أحد مدراء الوزارة في محافظة الأقصر "عرفته اسمي ورقمي والعنوان وبلغني إنه هيوفر لها المكان المناسب".