م الآخر| زاوج ذكر اللفت من أنثى المارون جلاسيه

كتب: هاني الدريوة

م الآخر| زاوج ذكر اللفت من أنثى المارون جلاسيه

م الآخر| زاوج ذكر اللفت من أنثى المارون جلاسيه

دقت الطبول وعزفت المزامير وتعالت أصوات الزغاريد بقدوم العروسين ، وتمايلت الجميلات يعزفن بأجسادهن مع النغمات، منهن من ترقص وتسطر بجسدها أبيات موسيقية ولاتعبأ بالحاضرين وأكتافهن مدموغه بأحدث أشكال التاتو ، ويرتدين ملابس من أحدث بيوت الأزياء العالمية ، وأكاد أجزم أنه لايصلح أن نصفها بالملابس، ومنهن من يصفقن بطريقة رومانتيكية بها لمسه من الأنوثة الساحرة، وهن طبعا من أنصار زوج المارون جلاسيه. أما الأخريات من أنصار زوج اللفت فقد وقفن بالزفه يشبهن تماما عساكر الدرك المستجدين لا يختلفن عنهم إلا فى ملابسهن التى تشبه ملابس عرائس المولد، وبالنظر لوجوهن تشاهد غلا دفينا يقفز من نظرهن كأنها طلقات نارية أو أسهم سامة موجهه الى الأخريات من مدعوى العروس. والحال لا يختلف كثيرا عن وضع الرجال فأنصار زوج المارون جلاسيه منهم من يرتدى البدل السينيه ويتعطر بالعطور الباريسيه وينتعل الأحذيه اللامعه الإيطالية، ومنهم من يدخن أجود أنواع السيجار الكوبى وبأيدي بعضهم مفاتيح سياراتهم الإسمارت كاى الألمانية، ويحتسون أنواع من المشروبات الروحيه المعتقة من عشرات أو مئات السنين منهم من مشاهير الفن ومنهم من رجال الأعمال، ومنهم من الطبقة الأرستقراطية، ومنهم من المثقفين وأصحاب الرأى ومنهم من السياسين البارزين ومنهم من أعضاء السلطة القضائية والسلطة التنفيذية. وفى الطرف الأخر تجد معازيم أنصار زوج اللفت يتلفعون بأنواع مختلفة من التلافيع الصوف والكستور ويرتدون الملابس البلديه الفضفاضة المصنعه من القماش الإنجليزى الفاخر أو من الكشمير، منهم من أطلق رأسه للهواء الطلق ومنهم من وضع العمامه أعلى الرأس اتساقا مع البروتوكولات وقواعد المراسم فى مثل تلك المناسبات. ونجد أنهم يجلسون بأماكنهم مدققين النظر فى مدعوات الطرف الآخر، وبخاصة من منهن يرتين الفساتين السنينيه وبصفة خاصة من منهن فوق الركبة أو ما يبدأ منها من منتصف الصدر أو الظهر وبأيدى بعضهم أنواعا فاخرة من المسابح العقيق أو من أى من الأحجار الكريمه الأخرى التى يقومون بالتسبيح بها، وهذا طبعا لأننا شعب متدين بطبعه ......!!!!!. وإذ نحن جلوس على الطاولات ونتطلع فى وجوه الحاضرين وفى حالة فى منتصف الطريق بين الواقع والخيال إذ بشاب ذى بشره بيضاء وتفوح من ملابسه رائحة ذكية لعطر غربى نفاذ يستأذننا فى الجلوس هو وأخرون رفقته من الرجال والسيدات من مدعوى الطرف الآخر فى ظل وجود بعض من المقاعد الشاغرة على طاولتنا وامتلاء الحفل عن بكرة أبيه لدى الطرف الآخر، فأذنا لهم بالجلوس واقتسام الطاولة. طبقتيين اجتماعيتيين متفاوتيين جلوس على طاوله واحده؛ تحت سقف واحد؛ فى عرس واحد؛ لا يربطهما سوى أنهم أقارب وأصدقاء العروسين .......!!!!!!!. وحال ذلك تقدم بعض الندال ببعض الأطباق التى تحوى أنواعا مختلفه من الطعام البارد كالجمبرى والسيمون فيميه وأنواع أخرى من الأطعمه التى لا أعرفها، مع طقم السرفيس كالشوكة والسكين وآداه ثالثة تشبه السكين مع بعض الاختلافات، وبالطبع لا أعرف اسمها ولا طريقة استخدامها. طبقتان اجتماعيتان على طاوله واحده، ويشرعن فى بدء الطعام فأنصار زوج ذكر اللفت الذى أنتمى اليهم ،ننظر لبعضنا البعض متسائلين هل هذا الطعام يؤكل بالشوكة والسكين والأداه الثالثة أم بالمعلقة أم باليد أم يؤكل بالخبز أم بماذا ؟؟؟ وهنا بدأت الحيرة وبدأنا ننظر الى بعضنا البعض فى حين أن أنصار زوج المارون جلاسيه بدأوا فى الأكل وعلى وشك الإنتهاء منه معتمدين على الشوكه والسكين والأداه الثالثه، ونحن فى النهاية قررنا البدء فى الأكل كل على طريقته التى تروق له، وقد قررت أن آكل بالشوكة والسكين حيث علمى بعض الشئ بطريقة استخدامهم، وفى نهاية الطعام الذى لا نعرفه جل اسمه اكتشفنا أنه فاتح للشهيه وأن الطعام الرئيسى والأوبن بوفيه لم يبدأ بعد، والتى حينها ستبدأ الحوسه حيث لا نعرف من أنواع الطعام الإ بضع أنواعه الذى اعتدنا على تناوله. وحين دقت وبدأت الموسيقى ثانية فى العزف بعد أن فرغنا من الطعام هرول الرجال والنساء من أنصار زوج المارون جلاسيه واعتلوا المسرح غارقين فى الرقص على نغمات الموسيقى الأجنبية وأنواع أخرى من الموسيقى الفرنسية والإسبانية التى لا أكاد ان أعرف أى منها. وفى الجهه المقابلة نجد أنصار زوج ذكر اللفت من النساء والرجال تسمروا فى مقاعدهم لايقومون سوى بالمشاهدة وتسديد النظرات المليئة بالعنصرية والطبقية والحقد الدفين وفى حالة أشبه بالتيه والبلاهه. تركيبه اجتماعية مختلفة بين هؤلاء وهؤلاء، ولكن مالا يمكن إنكاره أن زوج اللفت أصبح زوجا للمارون جلاسيه، حقيقة واقعية لا يمكن إنكارها استلزم بقاء الوضع على ماهو عليه. ولايسعنا الإ أن نستشرف المستقبل ونضع التوقعات عن نتاج هذا التزاوج هل سيكون لفت أم مارون جلاسيه أم مزيج بين هذا وذاك ؟ وفى حالة اختلاف الزوجين هل سيلجأون الى القواعد الإتيكيت فى حل مشكلاتهم بسلاسه وهدوء وتحضر ؟ أم سيلجأون الى التحكيم العرفى وقواعده اللوغارتمية؟ أم سيلجأون الى التحكيم الدولى؟ مزيج عجيب فهل يختلط الزيت بالماء ؟ أم ستحدث معجزة إلهية يختلط هذا بذاك ؟ أم يظل الزيت فى الأعلى ويستقر الماء فى الأسفل طبقا لقوانيين الطبيعة ؟ ويبقى الطرفان كل فى جزيرة منعزلة؟. ولماذا هذا؟ هل الحب أعمى بالفعل أم هو نوع من الإرتقاء ؟ أم نوع من التحدى للذات ؟ أم نوع من المغامره ؟ أم حاله من المجون؟ لا أعلم كيفية الخروج من هذه الحاله أو الإستقرار على رأى واضح ؟ فهل ما يحدث هذا، ونتيجه تللك الزيجه صواب أم خطا ؟ وفى النهايه ما جال فقط بخاطرى هو أن نتاج ذلك التزاوج الشرعى هل سيكون الإستقرار الأسرى والموده والألفه والرحمه والذريه الصالحه والأولاد الأسوياء، وينتصر الحب؟ أم هو الفشل والتفكك والإنحلال والطلاق والذريه والأولاد المرضى نفسيا أو المظلومين اجتماعيا ؟ أم هو مشروع لدمية فرنكشتاين جديد ؟؟؟