بروفايل| أمل دنقل.. شاعر "ضد من؟"

كتب: علاء عبادي

بروفايل| أمل دنقل.. شاعر "ضد من؟"

بروفايل| أمل دنقل.. شاعر "ضد من؟"

ظل الشاعر الراحل أمل دنقل حتى آخر لحظات عمره يصارع المرض، ويكتب شعرا دون تهاون حتى الجولة الأخيرة، برغم ألم المرض الذي تأثرت بها عيناه، والتي تذكره بدنو أجله، بسبب إحاطة اللون الأبيض به من كل اتجاه في غرفة المرض وسرير الموت. ضِدُّ منْ..؟ ومتى القلبُ - في الخَفَقَانِ - اطْمأَنْ؟ *** بين لونين: أستقبِلُ الأَصدِقاء.. الذينَ يرون سريريَ قبرا وحياتيَ.. دهرا وأرى في العيونِ العَميقةِ لونَ الحقيقةِ لونَ تُرابِ الوطنْ! آخر أعداء أمل دنقل كان "مرض السرطان"، الذي ظل يحاربه بالشعر الأصيل الذي ينم عن طراز فريد من الشعراء، استطاع خلال حياة إبداعية قصيرا أن يتخطى حواجز قلوب خشعت لمفرداته إجلالا واحتراما. ذاق أمل دنقل طعم النصر ومرارة الهزيمة، وظل يحارب أعداء عديدين، فضد من وجه أمل دنقل سهام قلمه؟ هل المساومات السياسية التي تنادي بالسلام مع العدم الصهيوني، أم العدو الصهيوني نفسه، أم السلطان الجائر، أم من يسرقون أحلام الوطن، معبرا بجمل شعرية ترفض الاستسلام والهزيمة بعد أن ذاقت النصر، "لاتصالح": لا تصالح على الدم حتى بدم أترى حين أفقأ عينيك ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. هل ترى..؟ هي أشياء لا تشترى. واليوم تمر علينا ذكرى ميلاده الخامسة والسبعين، منذ مجيئه إلى الدنيا 1940، ولم تزل أبيات شعره موطنا وسكنا لمحبي مصر، فبرغم عمره القصير الذي لم يتعد 43 عاما، فإنه ترك إرثا من المحبة سوف يبقى في ذاكرة تاريخ الإبداع الفني. رحل "أمل دنقل" وافتقدناه، وبقي أعداؤه، فضد من كتب أمل؟ هذا النبع من الصدق، الذي جاء من أقاصى الصعيد ليرفض الاستسلام دون يأس، هل اقتصت اليمامة لمقتل أبيها، هل انتهى عصر "قيصر الصقيع"، هل اختفت مشاهد قتل الأبرياء، هل أجابت العرافة المقدسة على أسئلته؟، إن لم يكن أمل مطالبا بالانتصار، فإن كلماته ستظل تخوض حربا خالدة ضد هؤلاء الأعداء.