تفجيرات أمس تاريخ فاصل في شكل الحروب!

أحمد رفعت

أحمد رفعت

كاتب صحفي

تاريخ جديد فى شكل الحروب يمكن أن يؤرخ له من السابع عشر من سبتمبر، وبكل أسف صاحب ضربة البداية فيه هو العدو الصهيونى.. فشكل الحروب قبل هذا التاريخ ليس كبعده.. نعم حروب المخابرات قديمة وأدواتها عديدة وصور الاختراق لا حصر لها، ولكن أن يتم اختراق أجهزة منخفضة التكنولوجيا لجأ إليها «حزب الله» كبديل للأجهزة المتطورة لإمكانية اختراقها، والذى يتم أيضاً بصعوبة وعبر خطوات معقدة للغاية!

تفجيرات الأمس، التى تكررت بعد عصر الأربعاء تحمل بكل تأكيد بصمات الموساد.. ليس فقط لخستها وإجرامها ولكن لأن إسرائيل هى المستفيد الأول، كما أنها لا تتورع عن فعل أى شىء.. وليس لمن قتل وأصاب مائة وخمسين ألف فلسطينى ثلاثة أرباعهم من الأطفال والنساء والشيوخ قيم يمكن الوقوف عندها فى صراعه مع الآخرين..!!

ومع ذلك يبقى لغز طريقة التفجير وكيفية تحقيقها.. ومنذ أمس تدور التكهنات حول أكثر من طريقة، الأولى عن اختراق إلكترونى تمكن من إرسال رسائل بكثافة لكل جهاز لا يمكن تفسيرها تؤدى إلى عدم توقف البطاريات عن الراحة الدورية التى تتم، مما أدى إلى سخونتها وانفجارها، لكونها مصنوعة من الليثيوم.. الاحتمال الثانى اختراق مبكر لشحنة أجهزة «البيجر» أدى إلى وضع مادة متفجرة فى كل الأجهزة بما يقترب من ثلاثة جرامات لكل جهاز بما يمكن تفجيرها فى وقت واحد!!

ننحاز للاحتمال الأول نظراً لحال المصابين وأغلبهم أصيب فى عينيه أو فى أصبعه، وهو ما يعنى استخدام الأجهزة من حامليها قبل وعند تفجيرها!

كلا الاحتمالين يتطلب اختراقاً للشركة المنتجة.. سواء معرفة الشحنة والتعاقد عليها وتسلسلها وأرقامها السرية وشفراتها وعددها، وهذا سهل على أجهزة الاستخبارات إذ يتطلب موظفاً فى الدوائر الإدارية الوسطى فى الشركة المنتجة.. الاحتمال الثانى يتطلب وجود عناصر من الموساد داخل الشركة تعبث وتعبئ!

الشركة فى تايوان تنفى مسئوليتها وتقول إنها تمنح تراخيص لمنتجين آخرين، وصاحب الصفقة شركة فى المجر!! والشركة فى المجر مغلقة إلا من يافطة على مكتب وليس مصنعاً ولا يوجد به أحد أيضاً!!

على كل حال.. مصر تضامنت مع لبنان حتى قبل الحادث الإجرامى.. حيث زار السفير بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية، لبنان فى أواخر أغسطس ليقدم دعم مصر إلى لبنان الشقيق والتقى رموز السلطة اللبنانية، رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب، وبالطبع وزير الخارجية اللبنانى وآخرين.. وهو ما يؤكد استشعار مصر لما يحيط بالبلد الشقيق.. وبعد الزيارة توالت الاتصالات آخرها عقب التفجيرات، التى أكد فيها عبدالعاطى توجيهات الرئيس السيسى بضرورة تقديم كامل الدعم للبنان.. وهو ما أعيد تأكيده عصر الأربعاء.

مصر مع لبنان طوال السنوات الماضية.. أزمة المرفأ وما بعدها وما قبلها.. على سبيل المثال لا الحصر أزمة كورونا والمستشفى المصرى ببيروت، وكان محل ثقة ومحبة الأشقاء بلبنان، وقدم كافة الخدمات الخاصة بالوباء باللقاحات والتطعيمات والعلاج والمطهرات المصرية.. وفى ٢٥ فبراير ٢٠٢١ أرسلت مصر مساعدات للجيش اللبنانى فى سعيها لدعمه. وهو ما تكرر بمساعدات للبنان فى العاشر من نوفمبر من العام ٢٠٢٢ ثم تكرر فى ١٦ مايو العام الماضى.. وسوف يتكرر دائماً فلن تترك مصر لبنان أبداً!