"تدمر في دائرة الخطر".. "داعش" يفجر مقامين دينيين وسط المدينة الأثرية
![](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/354016_Large_20150526053317_50.jpg)
فجر تنظيم "داعش" الإرهابي، مقامين دينيين في مدينة "تدمر" الأثرية، التي يسيطر عليها الجهاديون منذ شهر، وفق ما أكد المدير العام للأثار والمتاحف السورية مأمون عبدالكريم لوكالة "فرانس برس" اليوم.
وقال عبدالكريم: "فجر التنظيم قبل 3 أيام مزار محمد بن عليط، المنحدر من عائلة الصحابي علي بن ابي طالب، ابن عم النبي محمد ورابع الخلفاء الراشدين".
ويقع المزار بحسب عبدالكريم، في منطقة جبلية تبعد نحو 4 كيلومترات شمال مدينة تدمر الأثرية، المدرجة على لائحة التراث العالمي لـ"يونيسكو".
ونشر التنظيم الجهادي، صورا تظهر مقاتلين يحملون بنادق على أكتافهم وقوارير مملوءة على الأرجح بالمتفجرات، أثناء صعودهم إلى التلة حيث يقع المزار.
وأورد التنظيم تعليقا على الصور، جاء فيه "تفخيخ المزار تمهيدا لتفجيره"، ونشر صورا تظهر المزار قبل تفجيره، وأخرى لحظة تفجيره وتناثر حجارته والسحب الرملية.
كما أشار عبدالكريم، إلى تفجير التنظيم أيضًا لمزار العلامة التدمري أبوبهاء الدين، الذي يعود إلى ما قبل 500 عام، ويقع في واحة البساتين (500 متر عن قوس النصر في المدينة الأثرية).
وقال عبدالكريم، إن الجهاديين دمروا أكثر من 50 مزارا يعود تاريخها إلى ما بين 100 و200 عام، تقع جميعها في مناطق تحت سيطرتهم شمال وشرق البلاد.
ويعتقد الجهاديون وفق عبدالكريم، أن الأضرحة الدينية تعارض معتقداتهم ويحظرون زيارتها.
وأشار عبدالكريم، إلى أن الجهاديين أقدموا منذ 10 أيام على تدمير قبور تعود لسكان تدمر، مضيفًا "هدموا المقابر المبنية من الرخام، باعتبار أنه يجب أن تكون غير مرئية وتحت سطح الأرض".
وكان مقاتلو تنظيم "داعش"، فخخوا نهاية الأسبوع بالألغام والعبوات الناسفة، المواقع الأثرية في مدينة تدمر، من دون أن يتضح الهدف من ذلك، "وما إذا كان (التنظيم) يخطط لتفجيرها أم زرعها، لمنع تقدم قوات النظام الموجودة غرب تدمر"، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وسيطر التنظيم في 21 مايو على مدينة تدمر، بعد اشتباكات عنيفة ضد قوات النظام استمرت 9 أيام.
وأثارت هذه السيطرة، مخاوف جدية على آثار المدينة التي تعرف باسم "لؤلؤة الصحراء"، وتشتهر بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية التي تشهد على عظمة تاريخها.
ولم تتعرض أثار المدينة لأي تخريب حتى الأن من قبل الجهاديين، كما كان حصل بالنسبة إلى آثار العراق في الموصل ومدينتي نمرود والحضر.