«أرض اللواء».. زبالة مع سلم كهربائى متحرك

كتب: محمد أبوضيف

«أرض اللواء».. زبالة مع سلم كهربائى متحرك

«أرض اللواء».. زبالة مع سلم كهربائى متحرك

الابتسامة العريضة تملأ الوجوه، على درجات السلم المتحرك الذى يرحم الجميع من عناء الصعود إلى كوبرى المشاة المؤدى لمنطقة أرض اللواء، التابعة لحى العجوزة، ولكن بمجرد أن تقترب من نهاية السلم، حتى يتبدل الحال، الابتسامة تتلاشى، والجميع يضع يده على أنفه، وينهى رحلة السلم الجديد، بتأفف شديد، بعد وصوله إلى أطراف تلال من القمامة المتراكمة، على مقربة من مدخل أرض اللواء. أكوام القمامة جذبت العديد من أصحاب الخراف والماعز، لوضع أحد المقاعد المتهالكة والجلوس إلى جانب تلك الأكوام لمتابعة الحيوانات وهى تأكل من تلك الأكوام، وتنثرها هنا وهناك، وليس هذا كل ما فى الأمر، بل إن جامعى القمامة من العمارات السكنية شاهقة الطول مع اقتراب المغرب يبدأون فى التوافد لإلقاء ما تيسر من أكياس القمامة، بخلاف مخلفات مصانع الأقمشة التى تظهر أكوام بقاياهم على أطراف الطريق تعيق المارة والسيارات. على مقربة من أكوام القمامة، يفرش شريف محمد بضاعته، من الحلل والأوانى، يقول إن الحى غير مهتم بنظافة أرض اللواء: «تشوف السلم المتحرك والناس رايحة جاية عليه تقول المنطقة يا ما هنا وياما هناك لكن أول ما توصل تحس بالريحة والعفانة من الزبالة»، ويشير إلى أن المهندس المسئول عن رفع القمامة يدعى «خالد»، يجلس على مبعدة من تلك الأكوام تحت مظلة شمسية، ولا يحاول رفعها إلا مع نهاية النهار، مشيراً إلى أن وقتها تكون تشكلت الكثير من أكوام القمامة التى يصعب رفعها. «استنى شوية وأنت تشوف المهازل»، يقولها سيد فاروق، الرجل الخمسينى، العابر بسيارة النقل، مشيراً إلى أنه مع اقتراب صلاة المغرب، يخرج العاملون من المطاعم والمحال التجارية كل يحمل ما تيسر من أكياس القمامة ليودعها فى وسط الطريق، حتى تحول طريق السيارات إلى أشبه بالمغلق بأكوام القمامة «الطريق بيتقفل والدنيا بتبقى زحمة بشكل مقرف». رغم كل ذلك ولكن أشد ما يزعج كريمة على، ربة المنزل الأربعينية، أن عمليات فرز القمامة يقوم بها جامعو الخردة وسط الطريق، وبين أكوام القمامة مما يؤدى إلى تناثر أجزائها بين دفتى الطريق: «منظر مقرف»، وليس هذا كل شىء ولكن تؤكد أن رئيس حى العجوزة أحمد عبدالرحيم والمحافظ داوما على زيارة أرض اللواء قبل وأثناء افتتاح الكوبرى ولم يهتما بتلك الأكوام.