جمال الشاعر.. "ماسبيرو" الذى كان

كتب: أشرف رمضان

جمال الشاعر.. "ماسبيرو" الذى كان

جمال الشاعر.. "ماسبيرو" الذى كان

دائماً تحتاج أجواء شهر رمضان الكريم إلى برامج تُنعش عقل المشاهد وتُثير بداخله روح التحدى والبحث عن المعلومة، كما أن رمضان يحتاج إلى برامج دينية تبعث على التفاؤل، ومن المهم جداً أن تكون هناك برامج تُشبع الروح وتُنعش العقل لاستثمار طاقات الناس فى الخير وحثهم على طلب العلم، فطلب العلم فريضة كما أمرنا الإسلام، فبرنامج مثل الجائزة الكبرى الذى كان يُقدمه الإعلامى جمال الشاعر فى رمضان كان نموذجاً لتلك البرامج وكان حافزاً كبيراً للمشاهدين أن يبحثوا عن إجابات بأنفسهم ويبحثوا عن معنى الأحاديث والآيات، وهذا بدوره أثّر على ثقافة وعقل الجمهور، فأغلبية المواطنين كسالى عن القراءة، فمثل هذه البرامج فرصة جيدة لأن يبحثوا ويقرأوا، فتُحدثُ فى المجتمع أثراً طيباً ومن ثم تؤدى إلى السلام الاجتماعى، وهذا مردوده كبير على سلوك الفرد والأسرة ويحدث نوعاً من البهجة والسعادة لدى المشاهدين، فكانت تجربة برنامج الجائزة الكبرى تجربة رائعة أظهرت مدى تدين الشعب المصرى ومدى ثقافته الدينية، وأظهرت بما لا يدع مجالاً للشك أن الإنسان المصرى لا يحتاج إلى وصاية من أحد ولا شيوخ يفهّمونه دينه، فهم متدينٌون بطبعهم، بحسب قول الإعلامى جمال الشاعر، المولود فى دكرنس بمحافظة الدقهلية عام 1956. ارتبط اسمه بالبرامج الدينية والثقافية، واعتاد على برامجه النافعة فى شهر رمضان الكريم، التى كانت تُثرى الروح والعقل، وإثارة روح التحدى، فمن أمتع البرامج التى قدّمها «الشاعر» برنامج «بين الناس» و«الجائزة الكبرى» و«العزف بالكلمات» و«أوبرا» و«شعر وشعراء» و«مهرجان رمضان» و«أمانى وأغانى»، التى كان معظمها يعرض فى شهر رمضان لتسلية وإمتاع والارتقاء بعقول الجماهير فى الشهر الكريم. الإعلامى جمال الشاعر من الوجوه التى غابت عن التليفزيون فى شهر رمضان هذا العام ببرامجه النافعة، وذلك بسبب تحكم وكالات الإعلان ورأس المال فى محتويات البرامج التى تُقدم وتحدد للناس ما يخرج لهم وما لا يخرج. وقال «الشاعر» إن وكالات الإعلان هى المتحكمة فى المحتوى الإعلامى الذى يُقدم للناس، فالمُعلِنون سيطروا على الشاشات وركزوا جهودهم فى إنتاج برامج تسلية، واستبعدوا البرامج الهادفة المفيدة التى تُمتع العقل والروح، وهذا ليس فقط فى البرامج كبرنامج الجائزة الكبرى أو غيره من البرامج الهادفة إنما أصبحت فى الدراما، فأصبحنا نرى مسلسلات تحاكى أساليب الشيطان وتركز على الخطايا وانعدم وجود المسلسلات التاريخية، والدينية وغابت عن المشاهد فى الشهر الكريم. رأى «الشاعر» أن الحل الوحيد لعودة البرامج النافعة للمشاهد مرة أخرى أن يعود ماسبيرو كما كان، فلا بد أن يتم دعم إعلام الدولة وإعادة هيكلته وتأهيله على مستوى الكوادر والفنيين، حتى يستعيد قوته وهيبته، لأنه إعلام غير هادف للربح، وأكثر أماناً من إعلام المتلاعبين بعقول الجمهور. ماسبيرو الذى أغرقته الديون، التى قُدّرت بنحو ثلاثة عشر مليار جنيه، لا بد من تسديدها. من أكثر البرامج التى أحبها «الشاعر» برنامج أمانى وأغانى، وبرنامج الأوبرا، والجائزة الكبرى، وبين الناس. حصل «الشاعر» على بكالوريوس تجارة، قسم إدارة الأعمال عام 1978، ثم درس الإعلام، وعمل مذيعاً بإذاعة صوت العرب، من عام 80 حتى 1983، ومذيعاً بالتليفزيون المصرى من عام1983، كما عمل قارئاً للنشرة الإخبارية، ومقدماً لعدد من البرامج التليفزيونية التى كان يُقدم أغلبها فى شهر رمضان الكريم.