"أم المصريين".. منظومة التطوير ما زالت "متخلفة"

كتب: محمد على زيدان

"أم المصريين".. منظومة التطوير ما زالت "متخلفة"

"أم المصريين".. منظومة التطوير ما زالت "متخلفة"

مبانٍ متراصة بجوار بعضها، يرجع تاريخها إلى عام 1952، تظهر عليها الحداثة فى الألوان، مواطنون قادمون إلى باب الاستقبال الخاص بمستشفى «أم المصريين» فى الجيزة، الذى يستقبل يومياً ما يقرب من 3 آلاف مريض فى كافة أقسام العلاج. منذ ما يقرب من عام، قام رئيس مجلس الوزراء، إبراهيم محلب، بعمل أول زيارة مفاجئة لمستشفى «أم المصريين»، أكد خلالها على ضرورة الاهتمام بتطوير المنظومة الصحية، وأنها تأتى على رأس أولويات الحكومة التى سوف تعمل على توفير الدعم اللازم للمستشفيات، وتقديم الرعاية الطبية التى يستحقها المواطن. «الوطن» رصدت وضع المستشفى حالياً، والحالة التى وصل إليها.. غالبية الأقسام والحمامات داخل المستشفى يغلب عليها النظافة، وبعضها لا يزال يخضع للصيانة، الأطباء والممرضات يوجدون بكثافة، أما المرضى فأجمع عدد منهم على أن الخدمة فى المستشفى بحالة جيدة، وأن الرعاية أفضل بكثير من مستشفيات حكومية أخرى، وإن ظلت تواجه أزمة فى توفير المستلزمات الخاصة، وهو الأمر الذى يسيطر على المنظومة الصحية فى مصر. يقول الدكتور عبدالرحمن عابد، مدير المستشفى، إن زيارة رئيس الوزراء إلى المستشفى كانت مفاجئة، حتى إنه لم يكن موجوداً بالمستشفى أثناء الزيارة، ولم يكن أحد على علم فى المستشفى بها، وإن «محلب» قام بجولة داخل أبنية المستشفى، وتفقد كافة الأقسام الداخلية، وتفاجأ بوجود الأطباء بكثافة، ولم يبدِ المرضى أى شكاوى من الرعاية المقدمة لهم داخل المستشفى. يضيف «عابد» أن رئيس الوزراء مر على الحمامات للتأكد من نظافتها، ووجد بعض المخالفات المرتبطة بأعمال الصيانة التى نجريها حالياً فى عدد من الأقسام، وطلب منا سرعة الانتهاء منها بصورة عاجلة. ولم تكن هناك مطالب من العاملين بالمستشفى لرئيس الوزراء سوى حوافز متأخرة لبعض الممرضات وتثبيت بعض العاملين. يقول «عابد»، الذى تولى إدارة المستشفى منذ عام 2008، إن وضع المستشفى كان سيئاً، ويشبه كثيراً من المستشفيات، ولكن بدأنا تفعيل خطة منذ سنوات قليلة لعمل تطوير شامل به، وتم بالفعل تطوير بعض المبانى والأجهزة، وإنشاء أقسام جديدة، ولكن ما زال ينقص المستشفى تطوير أجزاء أخرى به. وأوضح «عابد» أن المستشفى يستقبل يومياً ما يقرب من 3 آلاف مريض، ويعمل به 600 طبيب و240 ممرضة، قائلاً: «احنا مش بنقول إن الدنيا وردى، أكيد عندنا مشكلات خاصة فى المستلزمات نتيجة عدم السداد للشركات فى وقت مناسب، وهو نتيجة ضعف الميزانية، وهو ما يوجد فى كافة مستشفيات مصر». يجلس محيى الدين السيد، ستينى العمر، على سرير داخل إحدى الغرف بالمستشفى، نتيجة معاناته من مياه على الرئتين، جاء لاستكمال علاجه بالمستشفى بعد أن نصحه أحد الأطباء فى عيادات خاصة، بعدما أنفق الكثير من الأموال على مرضه الذى يعانى منه منذ عامين، وأصبح غير قادر على مصروفات العلاج فى الأماكن الخاصة. يوضح «محيى الدين»، الذى يسكن فى منطقة فيصل بالجيزة، أن الخدمة فى المستشفى على درجة جيدة، والأطباء على درجة عالية من الاهتمام بالرعاية التى تقدم للمريض، قائلاً: «أنا ماكنتش عارف إن المستشفيات الحكومية هتكون كويسة، كنت بروح مستشفيات خاصة، ولكن لقيت إن هنا الدنيا كويسة». داخل قسم الحروق يجلس عبدالغنى محمد عرفات، 25 سنة، رافعاً قدمه اليسرى، التى تعرضت للحرق بنسبة كبيرة، وتحتاج إلى عملية ترقيع للجلد، يقول «عبدالغنى» إنه يعمل نجار مسلح، وأثناء عمله تعرض للحرق نتيجة إلقاء عود كبريت بجوار أحد جراكن البنزين، وهو ما أدى إلى إصابته بالحريق فى قدمه. يوضح «عبدالغنى»، الذى يسكن فى منطقة العمرانية، أنه جاء إلى مستشفى أم المصريين، حيث وجد به الرعاية اللازمة، نظراً أيضاً لموقعه القريب من محل سكنه، قائلاً: «المستشفى هنا أقرب حاجة لينا، وماشفناش منهم حاجة وحشة، وبيقدموا رعاية كويسة».